«ندبة بيت لحم»... عمل فني جديد لبانكسي

عمل بانكسي الجديد... مغارة صغيرة في بيت لحم أمام جدار اخترقته قذيفة (أ.ف.ب)
عمل بانكسي الجديد... مغارة صغيرة في بيت لحم أمام جدار اخترقته قذيفة (أ.ف.ب)
TT

«ندبة بيت لحم»... عمل فني جديد لبانكسي

عمل بانكسي الجديد... مغارة صغيرة في بيت لحم أمام جدار اخترقته قذيفة (أ.ف.ب)
عمل بانكسي الجديد... مغارة صغيرة في بيت لحم أمام جدار اخترقته قذيفة (أ.ف.ب)

جرى كشف النقاب داخل فندق في مدينة بيت لحم عن أحدث الإبداعات الفنية للفنان بانكسي، الذي يتناول خلاله مشهد مولد السيد المسيح.
يحمل العمل اسم «ندبة بيت لحم»، ويصور مشهد مولد السيد المسيح بحضور السيدة مريم ويوسف النجار، لكن بدلاً عن النجمة المعلقة فوق المهد، يوجد ما يبدو أنّه فتحة واسعة لطلقة اخترقت جداراً رمادياً.
ظهر هذا العمل الفني داخل «والد أوف هوتيل»، الذي يملكه بانكسي ويطل على الجدار العازل الذي يقسم المدينة. كان الفندق قد افتتح أبوابه منذ عامين، ويجري الإعلان عنه باعتباره الفندق الذي يطل على «المشهد الأسوأ بين جميع فنادق العالم»، ويعج بأعمال فنية أصلية من إبداع بانكسي.
وعلى دعامات إسمنتية يضمها العمل، نقشت كلمتا «الحب» و«السلام» بالإنجليزية والفرنسية، بينما توجد ثلاث هدايا كبيرة مغلفة في مقدمة المشهد.
من جانبه، قال مدير الفندق، وسام سالسع، بعد كشف النقاب عن العمل الفني الجديد: «إنه يصور مشهد مولد السيد المسيح، ويمثل إسهام بانكسي في موسم أعياد الميلاد». وأضاف أنّه «أسلوب رائع للفت الأنظار إلى قصة بيت لحم والكريسماس على نحو مختلف. من أجل دفع الناس نحو مزيد من التفكير» في كيف يعيش الفلسطينيون داخل بيت لحم. ويتمثل الجزء الأبرز من الفندق في الغرفة رقم 3، التي تعرف باسم «غرفة بانكسي»، حيث ينام الضيوف على سرير كبير أسفل عمل فني لبانكسي يظهر فيه فلسطيني وإسرائيلي يخوضان عراكاً باستخدام الوسائد. حسب ما ذكرت «الغارديان» البريطانية.
كانت إسرائيل قد شرعت في بناء الجدار العازل الذي استخدمت الخرسانة في أجزاء منه، عام 2002 أثناء الانتفاضة الفلسطينية. وبني الجزء الأكبر من الجدار داخل الضفة الغربية، وتقول إسرائيل إنّه ضروري من أجل منع الهجمات ضدها، لكن الفلسطينيين يقولون إنه يفصلهم عن القدس.
جدير بالذكر أن بانكسي معروف عنه إطلاق رسائل سياسية عبر أعمال «الغرافيتي»، وسبق وطرح أعمالاً من داخل أراضٍ فلسطينية.
وفي واحدة من زياراته السرية، رسم صورة فتاة تشدها إلى الأعلى مجموعة من البالونات على الجدار العازل، ومن المعتقد أنه داخل غزة، لرسم أربع جداريات بالشوارع، منها واحدة على باب معدني تصور الإلهة الإغريقية نيوبي تميل فوق ركام منزل مدمر.
وحتى اليوم، لا تزال هوية فنان «الغرافيتي» الأول في العالم مجهولة، ولم يكن حاضراً خلال كشف النقاب عن أحدث أعماله.
من ناحيته، قال سالسع: «يحاول بانكسي أن يكون صوتاً لأولئك العاجزين عن الحديث»، مضيفاً، أنّه «يعكف على خلق نموذج جديد للمقاومة من خلال الفن».



مصر لإعادة إحياء «القاهرة الخديوية» واستثمارها سياحياً

ميدان التحرير بعد تطويره ضمن  القاهرة الخديوية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
ميدان التحرير بعد تطويره ضمن القاهرة الخديوية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر لإعادة إحياء «القاهرة الخديوية» واستثمارها سياحياً

ميدان التحرير بعد تطويره ضمن  القاهرة الخديوية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
ميدان التحرير بعد تطويره ضمن القاهرة الخديوية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

ضمن توجه لإعادة إحياء «القاهرة الخديوية» واستثمارها سياحياً، تدرس مصر مقترحات بإنشاء كيان مستقل لإدارة المنطقة بوصفها أحد معالم السياحة الثقافية في العاصمة المصرية، بما تملكه من بنايات تراثية ذات طرز معمارية فريدة.

المقترحات التي ناقشها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري خلال اجتماع مع الوزارات والجهات المعنية، الاثنين، تهدف إلى إعداد رؤية متكاملة لإعادة إحياء «القاهرة الخديوية» التي تشهد أعمال تطوير واسعة، واستثمارها سياحياً. ووفق بيان لمجلس الوزراء، ناقش الاجتماع مقترحاً بتكليف أو إنشاء «كيان» مختص لإدارة المنطقة وتشغيلها.

وأكد مدبولي خلال الاجتماع أن «هناك اهتماماً كبيراً بإعادة إحياء منطقة القاهرة الخديوية، والاستغلال الأمثل لها، خصوصاً بعد انتقال الوزارات للعاصمة الإدارية الجديدة»، مشيراً إلى أن «تجارب الدول التي قامت بإحياء المناطق التاريخية عمدت إلى تكليف (كيان) مستقل لإدارة هذه المناطق، ولذا فهناك رؤية ومقترح بإنشاء كيان مستقل يختص بإدارة هذه المنطقة؛ وذلك بما يسهم في الاستغلال الأمثل لها، والحفاظ عليها»، وفق بيان لمجلس الوزراء.

خطط لترميم مباني القاهرة الخديوية وتطويرها (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وتقع القاهرة الخديوية في وسط العاصمة المصرية، ويُطلق عليها «وسط البلد»، وتمتد من منطقة الجزيرة وكوبري قصر النيل غرباً إلى منطقة الأزبكية وميدان العتبة شرقاً، وبلغت مساحتها في مخطط الخديو إسماعيل نحو 20 ألف فدان، واستغرق إعداد وتصميم وتنفيذ مشروع القاهرة الجديدة 5 سنوات، وفق المجلس الأعلى للثقافة.

وتتميّز القاهرة الخديوية بطرز معمارية فريدة ساهم فيها معماريون فرنسيون وإيطاليون وألمان ومصريون، فقد أنشأها الخديو إسماعيل عقب زيارته للمعرض العالمي في باريس عام 1867، وعلى نهج تطوير باريس على يد هاوسمان، قرّر الخديو الاستعانة بالمعماري الفرنسي نفسه لتخطيط القاهرة، وتعيين علي باشا مبارك وزيراً للأشغال العمومية للإشراف على تنفيذ المخطط العمراني للقاهرة على غرار باريس. وفق وزارة السياحة والآثار المصرية.

ويرى الخبير الآثاري، مفتش الآثار في وزارة السياحة والآثار المصرية الدكتور، أحمد عامر أن «إعادة إحياء القاهرة التاريخية وتطويرها يأتيان ضمن التوجه الحكومي للاهتمام بالسياحة الثقافية لتحقيق التوازن بين جميع أشكال المنتج السياحي، إذ إن السياحة الشاطئية هي الأكثر رواجاً»، وقال عامر لـ«الشرق الأوسط»: إن «إسناد إدارة وتشغيل المنطقة إلى (كيان) مختص أمر جيد سيساهم في استعادة القاهرة الخديوية لرونقها وشغلها مكانة متميزة على خريطة السياحة الثقافية العالمية بما تملكه من مقومات فريدة».

ووجه رئيس الحكومة المصرية بتشكيل مجموعة عمل لدرس المقترحات الخاصة بـ«القاهرة الخديوية»، محدداً فترة لا تتعدى شهراً واحداً للانتهاء من دراستها حتى يتسنى البدء في التنفيذ.

بنايات تراثية في القاهرة التاريخية وطرز معمارية فريدة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وخلال الاجتماع أكد وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المهندس شريف الشربيني أن «الرؤية الاستراتيجية للقاهرة الخديوية تتضمن وضع إطارٍ مؤسّسي لإدارة الأصول في المنطقة»، موضحاً أن «فكرة إنشاء (كيان) مختص لتشغيلها وإدارتها تهدف إلى تحسين بيئة الاستثمار وجذب الاستثمارات السياحية».

واقترح عامر أن يجري «استثناء القاهرة الخديوية من القرارات الحكومية الخاصة بتحديد مواعيد رسمية لإغلاق المحلات والمتاجر، وكذلك استثناؤها من تطبيق خطة ترشيد استهلاك الكهرباء التي تقضي بإطفاء إنارة الشوارع في مواعيد محدّدة»، ففي رأيه أن «السياحة الثقافية لها خصوصية، وعندما يأتي السائح إلى القاهرة الخديوية فإنه يميل إلى السّهر ليلاً، خصوصاً في فصل الصيف، والتّجول والتّسوق».

وحدّدت وزارة التنمية المحلية منذ عام 2020 مواعيد لعمل المحلات والمتاجر، حيث تبدأ فتح أبوابها شتاء في السابعة صباحاً حتى العاشرة مساء، ويُمدّد الموعد في أيام الإجازات والأعياد ويومي الخميس والجمعة حتى الحادية عشرة، بينما يسمح للمطاعم والكافيهات بالعمل حتى 12 مساء، وفي فصل الصيف يكون موعد الإغلاق الرئيس الحادية عشرة مساء، كما تُطبّق الحكومة خطة لترشيد استهلاك الكهرباء تقضي بإطفاء جزئي لإنارة الشوارع.

وتتضمن مقترحات إعادة إحياء القاهرة الخديوية وضع خطط للترويج والتسويق السياحي للمنطقة، ودراسات السوق، ومعدّلات الطّلب على مختلف أشكال المنتج السياحي، وفق بيان مجلس الوزراء.

ويرى الخبير السياحي الدكتور زين الشيخ أن تسويق المنتج السياحي في القاهرة الخديوية يحتاج إلى رؤى وخطط مختلفة، وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «مصر تمتلك تميّزاً وخصوصية في السياحة الثقافية بجميع أشكالها، من متاحف وحضارة وبنايات تراثية، لذا يجب أن تكون خطط تسويق القاهرة الخديوية غير تقليدية، مباشرة مثل المشاركة في المعارض السياحية الدولية، والدعاية في الأسواق السياحية المختلفة، وغير مباشرة، مثل استخدام القوة الناعمة، عبر الأعمال الفنية، من أفلام ومسلسلات، ودعوة المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي من دول العالم إلى الحضور لمصر».