انطلاق مفاوضات سد النهضة بالخرطوم... وإثيوبيا تعلن بدء الملء في يوليو

أعلنت وزارة الري والموارد المائية بالسودان أن الوزير ياسر عباس، سيقدم لاجتماع وزراء الري والموارد المائية بالدول الثلاث «السودان مصر وإثيوبيا»، الذي بدأ أمس «السبت» بالخرطوم، رؤية توافقية لملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي بناء على هيدرولوجية النيل، فيما يتعلق بالمياه المسموح بعبورها من الجانب الإثيوبي خلف بحيرة السد أثناء سنوات الملء، وذلك بما يحفظ لكل الأطراف حقوقها ويحقق التعاون الإقليمي المطلوب.
وتعثرت جولات التفاوض الماضية بسبب الخلاف حول مدة ملء بحيرة السد، حيث تطرح إثيوبيا عبور نحو 31 مليار متر مكعب من المياه خلف بحيرة السد سنوياً، فيما يقترح السودان السماح بعبور 35 مليار متر مكعب، وتتمسك مصر بمقترح عبور 40 مليار متر مكعب من المياه سنوياً.
وبدأت بالخرطوم الجولة الثالثة لمفاوضات سد النهضة على مستوى الخبراء والفنيين برئاسة وزراء الري والموارد المائية بالدول الثلاث، بمشاركة مراقبين من البنك الدولي والولايات المتحدة. وكان الوفد السوداني تقدم بمقترحات بشأن الملء الأول والتشغيل السنوي لسد النهضة خلال اجتماع القاهرة في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) الحالي.
وأعرب وزراء الري بالدول الثلاث في الجلسة الافتتاحية للمفاوضات التي تستمر حتى اليوم الأحد، عن أملهم في أن تسهم جولة الخرطوم في التوصل لاتفاق بشأن ملء بحيرة السد وكيفية التشغيل خلال السنوات المقبلة.
وقال وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس، في الجلسة الافتتاحية، إنه يأمل في وصول وفود الدول الثلاث لنتائج إيجابية حول القضايا الخلافية، مشيراً إلى أن دولة مصر من دون نهر النيل لن يكون لها حياة، ما يحتم عدم تضرر حقوقها المائية من النهر، وناشد الأطراف أن تعمل بحكمة في هذا الشأن للتوصل لاتفاق بشأن القضايا الفنية المتعلقة بملء بحيرة السد والتشغيل. ويعد اجتماع الخرطوم الثالث لمناقشة قواعد ملء بحيرة السد والتشغيل خلال السنوات المقبلة، من عدد 4 اجتماعات تم الاتفاق عليها بين الدول الثلاث على مستوى وزراء الري والموارد المائية في اجتماع واشنطن في التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بين وزراء الخارجية والري في الدول الثلاثة. وكان اجتماع وزراء الري بالقاهرة الذي عقد في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) الحالي بحثت فيه الوفود الثلاثة الاحتياطيات اللازمة من كل دولة للتعامل مع تعاقب السنوات الجافة قليلة الإيراد، بينما تقاربت وجهات النظر بين الدول الثلاث بشأن ملء سد النهضة خلال السنوات المطيرة أو متوسطة الإيراد.
من جهته، شدد وزير الري والموارد المائية المصري محمد عبد العاطي، في كلمته على أهمية نقاش مسألة تشغيل وسنوات الملء لبحيرة سد النهضة الإثيوبي، ومراعاة فترات الجفاف والتصحر في إيرادات النهر، حتى لا تتضرر حصة دولتي السودان ومصر من المياه، وقال إن دولة مصر تفضل الوصول إلى اتفاق شامل في كل قضايا سد النهضة، وأن تكون المرجعية اتفاق المبادئ الموقع في الخرطوم بين رؤساء الدول الثلاثة في عام 2015.
وكشف وزير الري الإثيوبي سيلشي بيكيلي، أن إثيوبيا ستبدأ في ملء بحيرة سد النهضة في يوليو (تموز) المقبل، وأكد أن بلاده ملتزمة بالعمل المتكامل مع الأطراف المختلفة للوصول إلى اتفاق يحقق مصالح الدول الثلاثة، وأضاف: «جولة المفاوضات السابقة في القاهرة كانت محبطة لهم، ورغم ذلك يأملون في التوصل لاتفاق بشأن القضايا الخلافية بين السودان ومصر وإثيوبيا».
ويأتي اجتماع الخرطوم لوزراء الري والموارد المائية بالدول الثلاث بعد الاجتماع الثاني لوزراء الخارجية والمياه للدول الثلاث الذي عقد في واشنطن في التاسع من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، تحت رعاية وزير الخزانة الأميركية، الذي تم فيه تقييم جولتي المفاوضات السابقتين بكل من أدي