دياب يتعهد بتشكيل حكومة اختصاصيين في لبنان تحظى بدعم غربي كامل

رئيس الوزراء اللبناني المكلف حسان دياب (رويترز)
رئيس الوزراء اللبناني المكلف حسان دياب (رويترز)
TT

دياب يتعهد بتشكيل حكومة اختصاصيين في لبنان تحظى بدعم غربي كامل

رئيس الوزراء اللبناني المكلف حسان دياب (رويترز)
رئيس الوزراء اللبناني المكلف حسان دياب (رويترز)

أعلن رئيس الحكومة المكلف حسان دياب في مقابلة تلفزيونية تمّ بثها، اليوم (الجمعة)، أنه يسعى إلى تشكيل حكومة من اختصاصيين ومستقلين، يطالب بها المتظاهرون في الشوارع منذ شهرين، متوقعاً أن تحظى بدعم أميركي وأوروبي كامل.
وكلّف رئيس الجمهورية ميشال عون الخميس دياب (60 عاماً) تشكيل حكومة جديدة، إثر إنهاء استشارات نال فيها تأييد نواب «حزب الله» وحلفائهم، بينما حجب أبرز ممثلي الطائفة السنية التي ينتمي إليها، أصواتهم عنه، في مقدمهم رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ونواب تيار المستقبل الذي يتزعمه.
وقال دياب في مقابلة مع قناة «دويتشه فيله عربية»: «الهدف أن تكون هناك حكومة اختصاصيين وفي الوقت ذاته حكومة مستقلين لكي يعالجوا الأمور الحياتية والمعيشية»، أملاً في أن يتمكن من تشكيلها «خلال شهر أو خلال ستة أسابيع كحد أقصى»، وفقاً لما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».
وأوضح: «الجميع راغب في التعاون لكي يكون للبنان حكومة مميزة لا تشبه الحكومة السابقة، إن كانت بنسبة الاختصاصيين الموجودين في الحكومة أو على صعيد نسبة النساء».
وغالباً ما يستغرق تأليف الحكومة في لبنان، البلد الذي يقوم نظامه على المحاصصة الطائفية والسياسية، أشهراً عدة جراء الخلاف بين القوى الرئيسية على توزيع الحقائب والحصص.
ولن تكون مهمة دياب في تشكيل الحكومة سهلة على وقع تدهور اقتصادي متسارع. فهو يواجه من جهة حركة احتجاجات شعبية غير مسبوقة تطالب بحكومة اختصاصيين غير مرتبطة بالطبقة السياسية، ومن جهة ثانية المجتمع الدولي الذي يربط تقديمه دعماً مالياً لبنان بتشكيل حكومة إصلاحية.
وقال دياب إنه يتوقّع «الدعم الكامل من الأوروبيين والولايات المتحدة»، مضيفاً: «أعتقد أن الأميركيين عند تأليف حكومة بهذا الشكل سيدعمونها لأن هدفها إنقاذ الوضع في لبنان، إن كان فيما يختص بالوضع الاقتصادي أو الاجتماعي».
ورفض تسمية حكومته بأنها «حكومة حزب الله». وقال: «إنه أمر سخيف.. هذه الحكومة ستكون وجه لبنان، ولن تكون حكومة فئة سياسية معينة».
ويجري دياب، الذي يعتزم إطلاق حركة المشاورات مع الكتل النيابية السبت، لقاءات مع رؤساء الحكومات السابقين الجمعة، وفق ما يقتضي البروتوكول، شملت حتى الآن الحريري ورئيس الحكومة الأسبق سليم الحص.
ولم يحظ دياب ذو التجربة السياسية القصيرة بخلاف مسيرته الأكاديمية في الجامعة الأميركية في بيروت حيث يشغل منصب نائب رئيسها، بدعم أبرز ممثلي الطائفة السنية، بينما نال تأييداً مطلقاً من نواب حزب الله وحليفته حركة أمل بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري، والتيار الوطني الحر، حزب الرئيس اللبناني.
وإثر تكليفه تشكيل الحكومة، تجمّع عدد من مناصري الحريري أمام منزل دياب في بيروت، مرددين هتافات مناوئة له. وقطعت مجموعات طرقات رئيسية في طرابلس وعكار وفي بيروت احتجاجاً على تسميته.
ورغم دعوة الحريري مناصريه ليلاً إلى «رفض أي دعوة للنزول إلى الشارع أو قطع الطرقات»، تجددت التحركات اليوم (الجمعة) مع قطع محتجين طرقات رئيسية في طرابلس وعكار وفي أحياء عدة في بيروت تعد معاقل تيار المستقبل. وحصل تدافع في محلة كورنيش المزرعة بين محتجين غاضبين وعناصر الجيش الذين حاولوا منعهم من إقفال طريق رئيسي بالأتربة والحجارة.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.