سعوديات يصنعن جماليات الخط العربي بريشة

الخطاطة هناء علي

استحوذ الخط العربي بجمالياته على اهتمام الشباب والشابات السعوديين من خلال معرض الكتاب في جدة، واجتذبت تلك الحروف المختلفة التي تتعانق معاً لتشكل كلماتٍ، اهتمام الزوار. ويبرز الخط العربي بانفراده عن بقية الخطوط لأنّه يحتفي بحروفه؛ كل حرف على حدة، فلكل حرف خصوصية متفردة وتكوينات ذات أبعاد جمالية لكل منها شكل مغاي، ويسعى الخطاط إلى إظهار هذه الحروف في أبهى حلّة، وينشأ التحدي مع الحروف بتشكيلاتها وانحناءاتها، مستمداً جماله من حروفه التي جمعت ما بين القيمة الجمالية والدلالات اللغوية.
تتابع هناء علي بدقةِ أناملها خطوطَ الأحرف المنحنية والمتعرجة والأخرى المستقيمة لكلمات اللغة العربية، في جهد متصل لإعادة تعريف موهبة الخط العربي، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: إنّ «جمال الخط استهواني منذ الصّغر، حين كنت أحاكي البسملة في بدايات الكتب المدرسية. لكنّ الكتابة على القواعد الصحيحة بدأت فيها منذ أعوام قليلة على يد الأساتذة المجازين في الخط، وقد واجهت الصّعوبات الكثيرة بسبب عدم توفر الدورات الكافية سابقاً».
وتضيف هناء أنّ «أنواع الخطوط كثيرة جداً منها الثلث، والنسخ، والكوفي، والرقعة، والديواني، والفارسي وغيرها، ولكنّني تخصصت في الخط الكوفي كوّنه أول خط كُتب به المصحف الكريم (الكوفي المصحافي)، وله عدة أنواع، بعضها يعتمد على الزوايا الهندسية وهو سريع التعلم وسهل الإتقان، وقد درسته لدى معلم الخط العربي في الحرم المكي إبراهيم العرافي، بعدها احترفت الكتابة بالريشة التي تتطلب أنواعاً محددة من أجنحة الطيور الحية، ويفضل الخطاطون الريشة المأخوذة من الجناح الأيسر لأنّ ميلان الريش يكون على الجهة اليمنى، والعكس بالعكس بالنسبة إلى الخطاطين العُسْر، ويعد ريش الإوزّة هو الأكثر استخداماً، وهو أيضاً الأغلى قيمة، ويستخدم في أحيان خاصة ريش الغراب، والعقاب، والبومة، والصقر».
وشاركت الخطاطة شهد الكثيري في المعرض بإظهار موهبتها في خطوط النسخ والرقعة والثلث، إضافة إلى إجادة استخدام الريشة وهي من أهم فنون الخط العربي كما ذكرت، وذلك بعد دراستها مع خطاطين محترفين في السعودية، واستغلت المهارة بإنشاء متجر خاص لبيع اللوحات المكتوبة يدوياً بالخط العربي.
وتبيِّن الكثيري أن فكرة إنشاء المتجر كانت نتيجة غزارة إنتاجها وتعمقها بالخطوط العربية. تقول: «تخصصت في تصميم الديكور الداخلي وهذا ساعدني كثيراً على اختيارات دقيقة لألوان لوحاتي، وفوجئت جداً من مدى إقبال الناس على اقتناء اللوحات المكتوبة».