المتحف المصري يحتفي بالقطع الأثرية المكتشَفة بواسطة البعثات الفرنسية

يحتفي المتحف المصري بميدان التحرير، وسط القاهرة، بالقطع الأثرية المكتشفة بواسطة البعثات الفرنسية خلال المواسم الماضية، عبر تنظيمه معرضاً مؤقتاً لمجموعة مختارة من أهم القطع الأثرية النادرة التي تم اكتشافها أخيراً. ويرسم المعرض صورة بانورامية للنشاط الأثري الفرنسي في مصر، والمؤسسات التي تدعمه والحفائر الأثرية التي تقوم بها تلك المؤسسات في مناطق مختلفة من البلاد. كما يعبر المعرض أيضاً عن مدى ثراء وقِدم التعاون الأثري بين البلدين ونتائجه الملموسة، إذ تعد فرنسا أحد أهم شركاء مصر في مجال العمل الأثري، وفق بيان صحافي أصدرته وزارة الآثار المصرية أمس.
ويُبرز المعرض نحو 100 قطعة ذات أهمية علمية ومتحفية كبيرة، تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، وحتى فترة العصور الوسطى، وتُعد بعض القطع المعروضة استثنائية، ومن بينها مجموعة كبيرة من ورق البردي يعود تاريخها إلى نهاية عصر الملك خوفو، تم اكتشافها بموقع وادي الجرف الذي يطل على الساحل الغربي لخليج السويس، وتعد هذه المجموعة من ضمن أقدم الكتابات على أوراق البردي تم اكتشافها على الإطلاق في مصر.
وترى صباح عبد الرازق، مدير المتحف المصري بالتحرير، أن معرض «الحفائر الفرنسية» يتميز بعرضه مقتنيات نادرة تم الحصول عليها من المخازن الأثرية في القاهرة والأقصر. وتقول لـ«الشرق الأوسط» إن المعرض المؤقت يحتفي بمجموعة برديات وادي الجرف ويعرضها للجمهور لأول مرة بعد الانتهاء من ترميمها، بجانب عرض تمثال آمون الذي كان يوجد في مخزن المتحف المصري بالتحرير. وتوضح عبد الرازق أن «المتحف يحرص بشكل دوري على تنظيم معارض مؤقتة ذات موضوع وهدف واحد، ما يسهم في عرض القطع الأثرية المخزنة بالمتاحف والمخازن».
المعرض الاستثنائي يقدم كذلك لوح تيتي عنخ الحجري، المكتشَف عام 2018 في مقبرة العساسيف بالأقصر، والذي يتميز بجودة ودقة نحته البارز، فضلاً عن زخارفه المنسقة بشكل مميز، بالإضافة إلى لوحتين خشبيتين تم العثور عليهما في موقع باويط الأثري بمحافظة أسيوط (صعيد مصر)، واللتين يرجع تاريخهما إلى النصف الأول من القرن السابع الميلادي ويصوران الملكين ميخائيل وجبريل. وإلى جانب عرض المقتنيات النادرة التي تم اكتشافها بواسطة البعثات الفرنسية، يقدم المعرض المؤقت أيضاً مجموعة من اللوحات التوضيحية تستعرض التاريخ الطويل للحفائر الأثرية الفرنسية في مصر لرسم صورة أكثر وضوحاً لأعمال الحفائر الجارية، وعرض إشكاليات الحفر والاكتشافات الحديثة والتقنيات المبتكرة المستخدمة في المواقع أو في المختبر، وكذلك التعاون المصري الفرنسي ومختلف نتائجه.
معرض «الحفائر الفرنسية في مصر... بحث، تعاون، ابتكار» الذي افتتحه الدكتور خالد العناني وزير الآثار المصري، وستيفان روماتيه سفير فرنسا في مصر، يأتي ضمن فعاليات العام الثقافي المصري الفرنسي 2019، ويستمر حتى 18 فبراير (شباط) 2020. ويوجد في مصر ثلاثة مراكز بحثية فرنسية دائمة: المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية IFAO، والذي سيحتفل قريباً بمرور 140 عاماً على تأسيسه، والمركز الفرنسي المصري لدراسة معبد الكرنك CFEETK، ومركز الدراسات السكندرية CEAlex، بالإضافة إلى نحو 50 بعثة حفائر، تعمل سنوياً بالتعاون مع وزارة الآثار المصرية.
وفي سياق منفصل، وافق مجلس الوزراء المصري مساء أول من أمس، على طلب وزارة الآثار بالتعاقد مع صندوق مصر السيادي، للحصول على حق انتفاع مشروع تطوير وتنمية منطقة «باب العزب» بقلعة صلاح الدين لمدة 49 سنة، لتقديم وتشغيل الخدمات للزائرين. وقال الدكتور خالد العناني في بيان لمجلس الوزراء، إن «الهدف من المشروع هو إحياء المنطقة من خلال إنشاء مركز ثقافي متعدد الاستخدامات، يمثّل الحضارات العربية والأفريقية». وعدّ العناني منطقة «باب العزب»، إحدى المناطق الواعدة التي يمكن استثمارها ضمن إطار قلعة صلاح الدين، مبيناً أن «العرض الفني المبدئي تضمن تصوراً لاستخدام مباني (باب العزب) بحيث تضم متحفاً بتقنيات تفاعلية، وسوق بهارات وساحة أطعمة تقليدية، ومدرسة للحرف والتصميمات، وسوقاً للحرف التقليدية، ومنطقة فنادق، وساحة ومسرحاً».