الجيش الليبي يعلن اكتمال محاصرة العاصمة طرابلس

حفتر يتلقى دعوة لزيارة إيطاليا

صورة لوصول 5 أطفال ليبيين إلى مطار روما أول من أمس لتلقي العلاج بسبب ضعف الخدمات الطبية في ليبيا (إ.ب.أ)
صورة لوصول 5 أطفال ليبيين إلى مطار روما أول من أمس لتلقي العلاج بسبب ضعف الخدمات الطبية في ليبيا (إ.ب.أ)
TT

الجيش الليبي يعلن اكتمال محاصرة العاصمة طرابلس

صورة لوصول 5 أطفال ليبيين إلى مطار روما أول من أمس لتلقي العلاج بسبب ضعف الخدمات الطبية في ليبيا (إ.ب.أ)
صورة لوصول 5 أطفال ليبيين إلى مطار روما أول من أمس لتلقي العلاج بسبب ضعف الخدمات الطبية في ليبيا (إ.ب.أ)

أعلن العميد خالد المحجوب، آمر التوجيه المعنوي لقوات الجيش الوطني الليبي، أمس، اكتمال محاصرة العاصمة طرابلس، بحسب تقرير لموقع «سبوتنيك عربي» الروسي أمس. مشيرا إلى أن الطوق الأمني على العاصمة طرابلس اكتمل، بعد التقاء القوات المهاجمة في أغلب النقاط.
وقال العميد خالد المحجوب إن القوات المهاجمة للعاصمة طرابلس التقت في أغلب النقاط، وأكملت الطوق حول المدينة.
وأضاف المحجوب في حديث لوكالة «سبوتنيك» أمس، «القتال شبيه بقتال الشوارع، القتال في طرابلس، في خط مشروع الهضبة، وبالقرب من صلاح الدين وأيضا في شارع الغاز». مشدداً على أنه «تم الآن إحكام الطوق من جسر الظاهرة إلى البقيعة. لقد انسحبوا من هناك بالكامل، والتقت قواتنا ببعضها، وفي أغلب النقاط التحمت قواتنا ببعضها، وأصبح هناك طوق كامل على العاصمة».
وبخصوص مؤتمر برلين والدعوات الدولية لإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية، أوضح المحجوب أن «بقاء الميليشيات لا يتماشى مع أي مؤتمر، ولا مع أي اتفاقات سياسية، ولا بد من القضاء عليها». وختم المسؤول العسكري الليبي قائلا: «نرى أن تفكيك أسلحة الميليشيات والقضاء عليها هو الحل».
ووسط تصاعد القتال في الضاحية الجنوبية للعاصمة، تعهد المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي، مجدداً بالقضاء على «الإرهاب والمجموعات الخارجة عن القانون» في البلاد. بينما ناقش فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني، مع وزير داخليته الوضع الأمني في العاصمة طرابلس، والتنسيق الأمني والعسكري في مواجهة الهجوم، الذي تشنه قوات الجيش لتحرير المدينة من قبضة الميليشيات المسلحة.
وقال حفتر، في بيان مقتضب، إنه ناقش لدى اجتماعه مساء أول من أمس، بمقره في الرجمة خارج مدينة بنغازي (شرق)، مع لويجي دي مايو، وزير الخارجية الإيطالي والوفد المرافق له، آخر مستجدات الشأن السياسي، والتعاون بين البلدين في المجالات كافة، معتبراً أن اللقاء كان إيجابياً للغاية.
وفور عودته إلى بلاده، أعلن لويجي أن المشير حفتر سيزور العاصمة الإيطالية روما خلال الأسابيع المقبلة، وقال في تصريحات صحافية: «سأتواصل عبر الهاتف مع السراج، أما بالنسبة لحفتر فسنراه في روما خلال الأسابيع المقبلة»، لافتاً إلى أن الحكومة الإيطالية تعتزم تعيين مبعوث خاص إلى ليبيا من أجل «إقامة علاقة سياسية رفيعة المستوى، متواصلة ومكثفة مع جميع الأطراف الليبية».
ميدانياً، قال اللواء 73 مشاة، التابع لـ«الجيش الوطني»، إن قواته سجلت ما وصفه بتقدم ممتاز وتمركز جديد في منطقة الأصفاح، مشيراً إلى أن الحشد الميليشياوي، الذي حاول استرجاع المراصد بهجوم مساء أول من أمس، انتهى بخسائر كبيرة في صفوفه، وغنم الجيش الوطني لآليات وأسلحة، وتدمير مرصد لعدد يتجاوز 13 فرداً بمحيط مفترق الأصفاح. معلناً أن عناصره نجحت في استرجاع عربة عسكرية تعرضت لعطل بعدما نجحت مجموعة للحشد الميليشياوي في التسلل إليها.
وكشف المسؤول الإعلامي للواء عن مقتل 3 من عناصر «الجيش الوطني» بعد اندلاع اشتباكات قوية بجهة صلاح الدين، وذلك في محاولة للحشد الميليشياوي استرجاع المراصد، التي فقدت لصالح قوات الجيش في الـ48 ساعة الأخيرة. لكن الوحدات العسكرية كانت في الموعد، ولم تتراجع خطوة واحدة، على حد قوله.
ونفى «الجيش الوطني» قصفه أي مناطق مدنية في العاصمة طرابلس، رداً على اتهامات وجهتها له أمس عملية «بركان الغضب»، التي تشنها القوات المسلحة الموالية لحكومة السراج، والتي نشرت عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» مجموعة صور فوتوغرافية، وقالت إنها تُظهر جانباً من الأضرار التي لحقت بمنازل المواطنين وسياراتهم، نتيجة سقوط قذائف صواريخ غراد العشوائية، التي أطلقتها قوات الجيش تجاه منطقة صلاح الدين بطرابلس.
في سياق آخر، اعترفت القوات الموالية لحكومة السراج في مدينة سرت الساحلية، التي تبعد نحو 450 كيلومتراً شرق العاصمة طرابلس، بتعرضها لغارة جوية شنتها أول من أمس طائرات تابعة للجيش الوطني، ما أوقع قتيلين و3 جرحى.
في غضون ذلك، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الألماني هايكو ماس هاتفياً أمس الوضع في ليبيا، وذلك في بيان أصدرته وزارة الخارجية الروسية، بحسب وكالة سبوتنيك.
وفيما يتعلق بخطط برلين لعقد مؤتمر دولي حول ليبيا، قال البيان إنه تمت مناقشة الوضع في ليبيا، مع التركيز على تعزيز التسوية السياسية من خلال حوار شامل بمشاركة جميع أطراف النزاع. ويأتي الاتصال الهاتفي بعد مرور يوم على اتصال مماثل بين الرئيس فلاديمير بوتين مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان، ناقشا خلاله الأوضاع في ليبيا وسوريا.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.