«الشاباك» يقول إنه اعتقل أكبر خلية لـ {الجبهة الشعبية} في الضفة

TT
20

«الشاباك» يقول إنه اعتقل أكبر خلية لـ {الجبهة الشعبية} في الضفة

قال جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) إنه اعتقل في الضفة الغربية أكبر خلية عسكرية تابعة للجبهة الشعبية المنضوية تحت إطار منظمة التحرير الفلسطينية.
وأعلن «الشاباك» أنه كشف في الأشهر الأخيرة بنية تحتية واسعة ومنظمة لنشطاء تابعين للجبهة الشعبية» التي نفّذت هجوماً بالقنابل في عين بوبين، حيث قُتلت رينا شنراف وأُصيب شقيقها وأبوها.
وكانت خلية تابعة للجبهة قد شنت هجوماً في الثالث والعشرين من أغسطس (آب) المنصرم، في عين بوبين التي يرتادها العديد من المتجولين، حيث تقع تلك العين بجانب مستوطنة «دوليف»، بالقرب من رام الله في الضفة الغربية وفجّرت عبوة ناسفة أدت إلى قتلى وجرحى. وحسب المعلومات تم اعتقال 50 ناشطاً في الجبهة الشعبية ضمن مراحل لاحقة.
وكشف التحقيق أن هذه الخلية مسؤولة عن تنفيذ العديد من الهجمات المسلحة وأنها كانت تخطط لتنفيذ المزيد من الهجمات الواسعة في المستقبل القريب. وأُخضع جميع المعتقلين للتحقيق من كبار قادة جهاز «الشاباك» في الضفة الغربية، ما قاد إلى مخبأ الأسلحة ووسائل قتالية أخرى. وجاء في بيان لجهاز «الشاباك» الإسرائيلي أن المسؤولين عن العملية المسلحة في عين بوبين، هم: سامر عربيد من سكان رام الله ويبلغ من العمر 44 سنة، وهو أسير سابق ويعد رئيس الخلية وهو من جنّد أعضاءها ومن أعدّ وفجّر العبوة الناسفة في عين بوبين، ويزن مغامس من سكان بير زيت في الـ24 من العمر وكان مشاركاً في عملية عين بوبين، وقاسم شبلي من سكان قرية كوبر في الـ25 من العمر، وهو عضو في الخلية ومشارك في عملية عين بوبين وفي عمليات إطلاق نار أخرى.
واعتُقل مسؤول الخلية عربيد بعد العملية ولم يعترف وأُطلق سراحه قبل أن يعاد اعتقاله مرة ثانية من قبل «الشاباك»، ويخضع لتحقيق استثنائي بتهمة قيادته خلية الجبهة الشعبية. وأقر «الشاباك» بأنه أخضع عربيد «لتحقيق ضروري» وفيه «يمكن اللجوء إلى ممارسة القوة البدنية تفادياً لوقوع مزيد من الضرر على الأمد المباشر، وهي الحالات التي تسمى بحالة (قنبلة موقوتة)».
وكشف التحقيق، حسب بيان «الشاباك»، «عن متورطين آخرين مسؤولين في الجبهة الشعبية ومن بينهم مسؤولون كبار في التنظيم كانوا قد وجّهوا الخلية في نشاطاتها، وهم: وليد حناتشة، من سكان رام الله في الخمسين من العمر، وهو أسير أمني سابق لعدة مرات، وقد كان مسؤولاً عن سامر، وهو رئيس البنية العسكرية للجبهة الشعبية. وعبد الرازق فراج من سكان رام الله في السادسة والخمسين من العمر، ويعد من كبار المسؤولين في الجبهة الشعبية في الضفة الغربية، وكان معتقلاً عدة مرات في السابق، وهو المسؤول عن وليد حناتشة، ومَن أعطى المصادقة على تنفيذ عملية عين بوبين. كما كشف التحقيق عن أسماء أخرى، مثل خالدة جرار من سكان رام الله في الـ56 من العمر وكانت أسيرة أمنية لعدة مرات في السابق، وهي المسؤولة الأرفع للجبهة الشعبية في الضفة الغربية، وبصفتها هذه، حمّلها الأمن الإسرائيلي المسؤولية عن أي عملية ينفّذها نشطاء الجبهة الشعبية. والمعتقل الرابع هو اعتراف حجاج من سكان رام الله في الـ43 من العمر وكان معتقلاً أمنياً لعدة مرات في السابق، وهو المسؤول عن كل العمليات السرية للجبهة الشعبية في رام الله، وضمن مهامه جنّد عدداً من النشطاء الجدد للتنظيم.
وهذه ليست المرة الأولى الذي يعلن فيها «الشاباك» اعتقال خلايا في الضفة الغربية. وفي مرات سابقة قال «الشاباك» إنه أحبط عمليات واعتقال خلايا تابعة لـ«حماس» و«الجهاد».
ويقول «الشاباك» إن الجبهة الشعبية التي تعد منظمة «صغيرة» كانت ناشطة خلال الانتفاضة الثانية، لكنها في السنوات الأخيرة لم تكن فعالة في تنفيذ أي هجمات ضد أهداف إسرائيلية، قبل أن ترفع رأسها مجدداً بعد العملية الأخيرة قرب رام الله.



انقلابيو اليمن يُخضِعون المتسولات في صنعاء للتعبئة الطائفية

يمنيات يمتهن التسول يفترشن درجات جسر مشاة في صنعاء  (الشرق الأوسط)
يمنيات يمتهن التسول يفترشن درجات جسر مشاة في صنعاء (الشرق الأوسط)
TT
20

انقلابيو اليمن يُخضِعون المتسولات في صنعاء للتعبئة الطائفية

يمنيات يمتهن التسول يفترشن درجات جسر مشاة في صنعاء  (الشرق الأوسط)
يمنيات يمتهن التسول يفترشن درجات جسر مشاة في صنعاء (الشرق الأوسط)

أخضعت جماعة الحوثيين، في الأيام الأخيرة، عشرات المتسولات والمشردات في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لتلقي برامج ودروس تعبوية ذات طابع طائفي، في سياق الحملة الشاملة التي تستهدف بها الجماعة جميع فئات المجتمع في مناطق سيطرتها.

وبحسب مصادر مطلعة في صنعاء، أرغمت الجماعة الحوثية نحو 70 امرأة وفتاة من فئة المتسولين والمشردين في صنعاء على تلقي أنشطة ودروس تعبوية لمدة 15 يوماً، تحت إشراف ما يُسمى «البرنامج الوطني لمعالجة التسول» الخاضع لها، و«مؤسسة بنيان» وهي ذراع استخباراتية في هيئة منظمة إنسانية يُديرها القيادي الحوثي محمد المداني.

واستبقت الجماعة الحوثية عملية التعبئة بشن حملة تعقُّب وملاحقة شملت العشرات من المتسولات في شوارع وأسواق صنعاء بهدف تجميعهن في أماكن مُخصصة، حتى يسهُل عليها تلقينهن برامج التطييف.

تأتي هذه الخطوة الحوثية في ظل تزايد أعداد المتسولين في صنعاء وبقية مدن سيطرة الجماعة، حيث تعج معظم شوارع وأسواق ومساجد صنعاء ومدن أخرى بحشود من المتسولين (أغلبيتهم من النساء والفتيات) بسبب انعدام سبل العيش وفقدان المعيل وانقطاع المرتبات وتردي الخدمات واتساع رقعة الجوع والفقر.

أسر يمنية في صنعاء تلجأ لتأمين وجبات طعام من المخلفات (الشرق الأوسط)

ووسط حالة استياء ورفض واسعة للسلوك الحوثي، يؤكد سكان في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الجماعة تستغل فئة المتسولين تارة باستهدافهم بالتعبئة الطائفية وأخرى بنهب جزء من أموالهم التي يتحصلون عليها من الناس كصدقات مقابل السماح لهم بمواصلة التسوُّل.

وتتجاهل الجماعة الحوثية (بحسب السكان) المسؤوليات المنوطة بها من قبيل إيجاد حلول ومعالجات حقيقية تحِد من ظاهرة التسول وتُخفِّف من انتشارها؛ خصوصاً بعد أن باتت الظاهرة باتساع مستمر في مناطق سيطرتها.

تعبئة قسرية

اشتكت متسولات في صنعاء شاركن قسرياً ببرامج تعبئة حوثية، لـ«الشرق الأوسط»، من تعرضهن المباغت للملاحَقة من قبل لجان حوثية، ثم إلزامهن بعد تجميعهن بأماكن خاصة بضواحي صنعاء على تلقي برامج ودروس تروج لأفكار الجماعة، وليس لها أي علاقة بمعاناتهن وصراعهن المرير مع التسول والتشرد، لمدة 15 يوماً.

وتحدثت عاتكة، وهي متسوِّلة في صنعاء وأم لطفلين عن قيام جماعة الحوثيين بخداعها مع أُخريات بزعم المشاركة في برامج اقتصادية تُقدم لهن الدعم المادي والعيني، قبل أن يتم إرغامهن على تلقي برامج ودروس طائفية لا تسمن ولا تغني من جوع، على حد تعبيرها.

وكانت عاتكة، التي اضطرت للتسول بعد اختفاء زوجها منذ نحو 3 أعوام، تطمح لأن تقوم جماعة الحوثي عبر برنامجها بتوفير ولو الحد الأدنى من الدعم والحماية لها ولأطفالها من التسول والتشرد.

شوارع صنعاء تكتظ بآلاف المتسولين بعضهم من الموظفين المقطوعة رواتبهم (الشرق الأوسط)

وتفاجأت المرأة بتركيز الجماعة الحوثية على التلقين الطائفي للمشاركات وتمجيد زعيمها، مع حضهن على التبرع بجزء من الأموال التي يحصلن عليها لقاء عملهن في امتهان التسول، وفق قولها.

وسبق للانقلابيين الحوثيين أن أجبروا خلال سنوات ماضية متسولين من الجنسين في صنعاء ومدن أخرى على دفع نسبة 20 في المائة مما يجمعونه يومياً من أموال لصالحها، مقابل السماح لهم بالاستمرار في التسول.

ويؤكد مختصون اجتماعيون في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن أغلبية المحافظات والمدن تحت سيطرة الحوثيين تشهد توسعاً وانتشاراً ملحوظاً لظاهرة التسول، وأرجعوا ذلك إلى الوضع المعيشي والإنساني البائس الذي وصل إليه السكان نتيجة انقطاع سبل العيش وتوقف صرف الرواتب التي أدت إلى تزايد أعداد الأسر الفقيرة وفقدان آلاف الأسر لمصادر عيشها.