السودان... ملتقى هواة المغامرة والتزلج على الرمال

السودان... ملتقى هواة المغامرة والتزلج على الرمال
TT

السودان... ملتقى هواة المغامرة والتزلج على الرمال

السودان... ملتقى هواة المغامرة والتزلج على الرمال

تجذب سياحة الصحاري والتزلج في الرمال الكثير من محبي «مغامرات الصحاري والباحثين عن المتعة والاسترخاء، وتعج رمال غرب وشمال السودان، بأعداد من السياح المحليين والأجانب، وهم يمارسون هواياتهم، ويتزحلقون من الكثبان الرملية، ويتقافزون بألواحهم الخشبية، كأنهم يتزلجون على ثلوج بحر الشمال.
وتنامى الاهتمام بسياحة الصحارى والرمال في السودان، إثر مبادرات شبابية، تعمل على زيادة وتوسيع الواجهات السياحية، وتنمية المناطق السياحية النائية، ويقول المهندس عبد الله قمر، ويعمل باحثاً ومرشداً سياحياً: «السودان يملك المرتفعات الرملية، التي يمكن أن يمارس فيها محبو الرمال هواياتهم في التزلج على الرمال، وأغلب السياح، سواء المحليين أو الأجانب، يفضلون السياحة في منطقة أهرامات البجرواية، لتميزها بكثرة المرتفعات الرملية الناعمة، وقربها من مناطق الخدمات السياحية».
ويصف قمر سياحة الرمال، بأنها مختلفة عن سياحة الثقافة والآثار، والسياحة في الطبيعة من ناحية أنها تُغذي روح المغامرة، ورغبة السياح في مواجهة الصعاب والتحدي. ويضيف: «الاستمتاع بهدوء الصحراء ينقلنا من ضوضاء المدن، إلى عالم أرحب وأجمل، لأن الرمال قادرة على التأثير على النفس والجسد». وتهتم شيماء الشيخ بالجانب العلاجي في سياحة الرمال والتخييم في الصحراء أو قرب الواحات، إذ إن عدداً من السكان المحليين يمارسون العلاج عن طريق الدفن في الرمال للاستشفاء من بعض الأمراض مثل الروماتيزم، مما دعا السياح لتجريب هذه الطريقة.
ويؤكد الدليل السياحي عبد الله محمد أن منطقة «القعب» القريبة من مدينة دنقلا بشمال السودان، والتي ترتفع فيها درجات الحرارة صيفاً من أهم مناطق سياحة الرمال، ومداواة الأمراض عن طريق دفن جزء أو كل الجسم داخل الرمال.
فيما تقول غادة مدني، وهي مهندسة معمارية مهتمة بالسياحة: «نحن بحاجة لكسر المألوف والرتابة والتكرار، وهذا ما وجدته في التزلج على الرمال، وربما يكون السبب هو حاجتي لتجربة شيء مختلف، بعيداً عن السياحة التقليدية المعتمدة على الآثار والمناظر الطبيعية والمهرجانات».
وتضيف غادة مدني قائلة: «إن صحاري غرب السودان واحدة من أبرز المناطق التي ترسم فيها الرمال لوحات من التموجات، وعلى وجه الخصوص واحة (سراج) شمالي مدينة بارا بولاية شمال كردفان».
ويحتل السودان المركز السابع عالمياً من بين أكثر الدول التي تملك مقومات سياحية طبيعية مختلفة، لتنوع بيئاته الجغرافية والتاريخية، ففي الشمال توجد سياحة الآثار، الممثلة في آثار الكوشية والمروية النوبية، وفي شرقه الجزر المرجانية الفريدة، بما تملكه من تنوع أحيائي لا مثيل له، بأسماكه الملونة وشعبه الثرية، مما يجعله جنة لهواة الغوص، وفي غربه تمتد الصحاري الرملية بلا نهاية وتسمق فيه القمم البركانية.
وتتنوع مناخات وجغرافيا السودان بشكل كبير. وتبعاً لها تتنوع الأحياء والنباتات والطيور والحشرات والحيوانات النادرة، فيما يخيم في الشرق مناخ شبيه بمناخ البحر الأبيض المتوسط، ومثله في قمة جبل مرة، فضلاً عن امتداده في المناخات من الصحراء الكبرى إلى تخوم الغابات الاستوائية المطيرة.
ويتيح التنوع الأحيائي في السودان فرصاً واسعة لعشاق الحياة البرية والعيش في البراري، إضافة إلى المحميات الطبيعية التي تتوفر بها حيوانات نادرة مثل حظيرة «الدندر» وسط السودان، ومحميات الطيور المهاجرة، ومحميات «الردوم» في جنوب غربي دارفور.


مقالات ذات صلة

متى وكيف تحجز أرخص تذاكر طيران ومقعد في درجة رجال الأعمال بأقل سعر؟

سفر وسياحة متى وكيف تحجز أرخص تذاكر طيران ومقعد في درجة رجال الأعمال بأقل سعر؟

متى وكيف تحجز أرخص تذاكر طيران ومقعد في درجة رجال الأعمال بأقل سعر؟

هذا الصيف، يتجه الجميع للاستمتاع بالاستجمام على شاطئ البحر، أو مطاردة سحر عواصم العالم المختلفة، أو مجرد الاسترخاء في وجهات مريحة

«الشرق الأوسط» (لندن)
عالم الاعمال «ساوث ميد - طلعت مصطفى» رفاهية وفخامة في أكبر مارينا عالمية

«ساوث ميد - طلعت مصطفى» رفاهية وفخامة في أكبر مارينا عالمية

يمتلك مشروع «ساوث ميد» - أحدث مشروعات «مجموعة طلعت مصطفى» بالساحل الشمالي الغربي لمصر - كل المقومات اللازمة ليصبح وجهة عالمية جديدة بجنوب البحر المتوسط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق السفر مع أفراد العائلة يمكن أن يكون أمراً صعباً بشكل خاص (رويترز)

لإجازة عائلية من دون مشكلات... ضع 7 حدود قبل السفر وخلاله

حتى أجمل التجارب في الأماكن الخلابة يمكن أن تنهار أمام الخلافات العائلية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
سفر وسياحة المدينة القديمة في ميكونوس الأكثر زحمة في الجزيرة (شاترستوك)

ميكونوس... جزيرة ترقص مع الريح

بعد أيام من الراحة والاستجمام في سانتوريني، جزيرة الرومانسية والهدوء والتأمل، أكملنا مشوارنا في التنقل ما بين أجمل جزر اليونان، واخترنا ميكونوس.

جوسلين إيليا (ميكونوس-اليونان)
العالم جواز سفر سنغافوري (أ.ف.ب)

سنغافورة تُتوج بلقب صاحبة أقوى جواز سفر في العالم

تفوقت سنغافورة على فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا لتصبح صاحبة أقوى جواز سفر في العالم حيث يمكن لحاملي جواز سفر سنغافوري دخول 195 دولة دون تأشيرة دخول.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

«نومادس» مشروع لهدوء النفس وتوطيد علاقة الإنسان بالعزلة

الفسحة مخصَّصة للهروب مما يُقلق (نومادس)
الفسحة مخصَّصة للهروب مما يُقلق (نومادس)
TT

«نومادس» مشروع لهدوء النفس وتوطيد علاقة الإنسان بالعزلة

الفسحة مخصَّصة للهروب مما يُقلق (نومادس)
الفسحة مخصَّصة للهروب مما يُقلق (نومادس)

سبقت ولادة منتجع «نومادس»، المُظلَّل بأوراق الشجر، وجار النهر في منطقة سرجبيل الشوفية اللبنانية، إرغامَ الجائحة الإنسان على توطيد العلاقة بالعزلة. قبل 10 سنوات، افتتح ألفونس عاد مكاناً لهدوء النفس. انطلق من حقيقة أنّ الروحانيات تُحرّك الفضول، وكثر يتساءلون عما هو أبعد من العالم المادي. أتى الوباء وعمَّق أسئلة الداخل ومكنوناته. من خلال «نومادس» ومشاريع مُشابهة، تنمو في لبنان «السياحة النفسية»، فتُحدث التواصل مع الجوهر الإنساني.

الفسحة مخصَّصة للهروب مما يُقلق (نومادس)

يشرح راني بيطار، المُطّلع بدور استشاري وتطويري، ما يتيحه المشروع لزوّاره. يُخبر «الشرق الأوسط» أنّ الأمر أشبه بسلّة، فلا يقتصر على الشجر والنهر والسلام المتجسِّد بعظمة الطبيعة، بل يشمل نوع الطعام والاستغناء عما هو مُضرّ. صمَّم ألفونس عاد وزوجته المدرِّبة لارا أيوب مشروعاً لإنزال الأحمال عن الأكتاف والتخفُّف من الضغوط. الآتون، كما يقول، يخرجون بشعور يدفعهم للعودة: «الفسحة المخصَّصة للهروب (Escape) تتيح التحايُل على التوتّر والمخاوف والقلق المُخزَّن في الجسد والروح؛ وحين تتأكّد النتيجة تتجدّد الزيارة».

الطعام مصدره الأرض والمكوِّن الصحّي (نومادس)

تَدرُج في لبنان السياحة المُتعارَف عليها: مطاعم ومَعالِم وليالي السهر... وإنما الظرف وشقاؤه يستدعيان سياحة تُحاكي الداخل المتشظّي. هذا يفسّر صعود مشاريع تُعلي شأن التأمُّل و«طاقة الشفاء» (Healing)، وتُدرّب قاصديها على فلسفة تواصل الجسد مع العقل. يُصنّف نومادس نفسه مركزاً متخصّصاً في هذا المفهوم (Concept) المتطوّر، بينما مراكز أخرى تقوم على المبادرات الفردية؛ مشاريعها مؤقتة لها بداية ونهاية.

يُوظّف المشروع «المجتمع المحلّي، خصوصاً النساء»، ويسعى إلى تحقيق التوازن بين المشهد الطبيعي المُتمثّل بالغابة واخضرارها، والسمك السابح في النهر على مقربة من الآتين للاستراحة؛ وبين النفس البشرية. يعلو الرهان على صوت الماء، وهو الخرير المُهدِّئ للأعصاب، «فيمسح ما يتراكم ويترسَّب ويُحدِث الحالة الصعبة، بينما النساء يُحضّرن طعاماً مصدره أراضينا الزراعية والمكوِّن الصحّي».

وُلد المشروع من حقيقة أنّ الروحانيات تُحرّك الفضول (نومادس)

ليومين أو ثلاثة شهرياً، يَحضُر ما أقصاه 15 شخصاً، (وقد يصبحون 17)، لمواجهة تحدّي حمّام الثلج. فجزء من برنامج «يوم الشفاء» (Healing day)، يتضمّن تسليم الجسد لتدنّي الحرارة، فتَحدُث الصدمة المطلوبة لتجديد الخلايا وتنشيط المناعة: «هذا ليس مجرّد غطس مُنشِّط. إنها رحلة إيقاظ للعقل والوعي». تسليم الجسد للصقيع يُخرجه من المألوف نحو اكتشاف القدرات. 15 دقيقة من الانغماس في الأعماق الجليدية تُنجز ما لا يفعله الظرف المُتوقَّع، برفع الروح إلى الذروة، وتنظيف المسام، وتحريك الدم. يتبع المغامرة انتقال أبطالها من البرودة إلى الدفء: «دوش» بالماء الساخن، فكوب من شاي الأعشاب المُخمَّر. تتعافى العضلات ويستكين التوتّر ويُعدَّل المزاج.

تستمرّ رحلة التعافي بـ«جلسة إعادة التوازن من أوشو». هذه طريقة لاستعادة الانسجام المفقود بين الجسد والعقل والقلب: «نوع من التدليك يطول نقاطاً في الجسم تُخزّن الصدمات النفسية لتفكيكها». ويريد ألفونس عاد من مشروعه التخلّي التام عما ينتظره الناس من الأوقات الحلوة: «لا تدخين، ولا مشروبات كحولية وغازية. لا لحوم، والقليل من الدجاج. الأهم، لا بلاستيك إطلاقاً. صون الطبيعة واجبنا».

هذا الصنف من «السياحة النفسية» يُحرّك باطن العقل ويُنزل ما يُثقل العاتق. يُشدّد المؤسِّس على أنها فسحة متاحة للباحثين عن الحبّ والقبول والحرّية، ولمراكمي التجربة الخاصة. تتكرّس الخصوصية أيضاً بـ«التعامل مع الحضارات والثقافات»، فيقصد المكان زوّارٌ من خارج لبنان لممارسة روحانيات بلادهم، منهم الهنود.

التحايُل على التوتّر والمخاوف (نومادس)

بجوار النهر المُتدفّق بين ما يُعرَف بوادي الدير ومنطقة سرجبيل، يبلغ التأمُّل أقصاه. وإذا كان هذا التأمُّل (Meditation) غاية المشروع ومُرتكزه، فإنّ «اليوغا» تحلّ في مرتبة لاحقة. يتيح مساحة لمريديها، وأساتذة يدرّبون على التواصل ويُحسّنون علاقة المرء بذاته لسبر كنوز الداخل.

يجد الأولاد فسحة فرح في مكان لا يريده ألفونس عاد حكراً على الكبار: «من المفيد إيجاد روابط مع الطبيعة تُقام منذ الصغر. أطفال اليوم أسرى الهواتف والأجهزة. التكنولوجيا تُسيّر حياتهم. التواصل مع صوت النهر ورقصة أوراق الشجر يجعلهم أنقياء. وفي المكان قطط وكلاب وسمك يعبُر وسط الخرير. ويمكنهم اللهو بالماء. هذه بذرة لجيل بسموم أقل».