تلسكوب في صحراء تشيلي يوثيق 100 ألف انفجار نجمي

تلسكوب في صحراء تشيلي  يوثيق 100 ألف انفجار نجمي
TT

تلسكوب في صحراء تشيلي يوثيق 100 ألف انفجار نجمي

تلسكوب في صحراء تشيلي  يوثيق 100 ألف انفجار نجمي

تمكن تلسكوب المرصد الأوروبي الجنوبي (ESO) في صحراء تشيلي، من تصوير الجزء الرئيسي في مجرة درب التبانة، التي ينتمي لها كوكب الأرض، بدقة مذهلة كشفت تفاصيل جديدة حول تاريخ ميلاد النجوم في المجرة.
ووجد الباحثون أدلة على وقوع حدث دراماتيكي في حياة المجرة، تمثل في 100 ألف انفجار «سوبر نوفا»، حدث قبل نحو 100 مليار عام.
«السوبر نوفا»، هو حدث فلكي في نهاية حياة نجم ضخم، ويتمثل بانفجار هائل يقذف خلاله النّجم بغلافه في الفضاء، ويؤدي ذلك إلى تكوّن سحابة كروية وبرّاقة من البلازما حوله، وينهار مركز النجم مكونا إمّا قزما أبيضاً وإما يتحول إلى نجم نيوتروني.
وخلال الدراسة التي وثّقت لهذه الأدلة، ونُشرت أول من أمس في دورية «نيتشر أسترونومي»، وجد الفريق البحثي الذي ينتمي لأكثر من دولة أوروبية، أنّ نحو 80 في المائة من النجوم في منطقة درب التبانة المركزية تشكلت في السنوات الأولى من نشأة المجرة، منذ ثمانية إلى 13.5 مليار سنة. وأعقب هذه الفترة الأولية لتشكيل النجوم نحو ستة مليارات سنة، ولد خلالها عدد قليل جداً من النجوم، وانتهى هذا بتفجير مكثف قبل نحو مليار سنة، أدى إلى تشكيل عدد كبير من النجوم على مدى فترة تقل عن 100 مليون سنة.
ويقول الدكتور راينر شودل، من معهد الفيزياء الفلكية في غرناطة بإسبانيا، وأحد المشاركين بهذه الدراسة في تقرير نشره موقع المرصد الأوروبي الجنوبي، بالتزامن مع نشرها: «لقد أعطانا التلسكوب مسحاً غير مسبوق لجزء كبير من مركز المجرة، بما ساعدنا على تكوين هذه الرؤية التفصيلية لعملية تشكيل النجوم في هذه المنطقة من درب التبانة».
ويشير الدكتور نوغويراس لارا، من معهد ماكس بلانك في ألمانيا، إلى أنّ الانفجار الذي حدث كان من أكثر الأحداث نشاطاً في تاريخ مجرة درب التبانة، فخلاله نشأ الكثير من النجوم الضخمة، ونظراً لأنّ أعمارها تكون أقل من النجوم ذات الكتلة المنخفضة، فإنّها تصل إلى نهاية حياتها بشكل أسرع.
واعتمدت نتائج الدراسة على مجال الرؤية الكبير والدّقة العالية للتلسكوب، فضلاً عن وجود الكاميرا الحساسة للأشعة تحت الحمراء، التي يمكنها رؤية ما تحت الغبار والأتربة الكونية، وهو ما أتاح إجراء مسح لأكثر من ثلاثة ملايين نجم، وإنتاج صورة رائعة للمنطقة الوسطى من المجرة.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.