إردوغان: اضطررنا للتدخل في سوريا جرّاء غياب المساعدات للاجئين

دعا إلى إقامة «منطقة سلام» في شمال سوريا

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يلقي بيانه خلال المنتدى العالمي للاجئين في جنيف (إ.ب.أ)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يلقي بيانه خلال المنتدى العالمي للاجئين في جنيف (إ.ب.أ)
TT

إردوغان: اضطررنا للتدخل في سوريا جرّاء غياب المساعدات للاجئين

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يلقي بيانه خلال المنتدى العالمي للاجئين في جنيف (إ.ب.أ)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يلقي بيانه خلال المنتدى العالمي للاجئين في جنيف (إ.ب.أ)

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم (الثلاثاء)، إن غياب المساعدات الدولية لتركيا لدعم ملايين اللاجئين المقيمين على أراضيها دفع أنقرة لتنفيذ عمليتها العسكرية في شمال شرقي سوريا.
وأعلن إردوغان خلال «المنتدى العالمي للاجئين» في جنيف «عندما لم نحصل على الدعم الذي كنا نحتاجه من المجتمع الدولي، اضطررنا لتولي زمام أمورنا بأنفسنا»؛ في إشارة إلى قرار أنقرة التدخل في سوريا لإقامة ما تطلق عليها «منطقة آمنة» تهدف لإعادة عدد من اللاجئين السوريين المقيمين لديها والذين يناهز عددهم ثلاثة ملايين.
وأضاف الرئيس التركي أن بلاده «بحاجة إلى صيغة للسماح بإعادة توطين اللاجئين السوريين الذين سافروا إلى تركيا في بلادهم»، داعياً إلى إقامة «منطقة سلام في شمال سوريا» وبناء مساكن ومدارس للاجئين.
وقال إردوغان إن «371 ألف لاجئ سوري جرت إعادة توطينهم طواعية بشمال سوريا منذ بدء العمليات العسكرية التركية»، مشيرا إلى أن «هذا العدد يمكن أن يصل بسهولة إلى مليون خلال فترة قصيرة جدا».
والمنتدى العالمي للاجئين، حدث يهدف للحصول على تعهدات بتوفير مساعدات مالية وتقنية وتشجيع إحداث تغييرات في السياسة لتمكين اللاجئين من الاندماج بشكل أفضل في المجتمع.
وحثت الأمم المتحدة حكومات وشركات اليوم، على تنشيط جهودها لمساعدة اللاجئين، وذلك مع ارتفاع عدد الفارين من بلادهم، إلى جانب تنامي العداء للمهاجرين.
وقال فيليبو غراندي - المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: «عالمنا في حالة اضطراب. 25 مليون لاجئ يبحثون عن حلول». وأشار إلى أن الرقم أعلى بكثير إذا أضيف النازحون داخل بلدانهم. وأضاف «مع بزوغ عقد جديد، ومع اقتلاع نحو 71 مليون شخص من منازلهم على مستوى العالم، في الداخل والخارج، حان الوقت لإعادة تنشيط ردود أفعالنا».
ودعا غراندي إلى «تحالف واسع» بين حكومات ومؤسسات تجارية وتنموية وإغاثية ورياضية وغيرها لمساعدة اللاجئين.
وأشار مسؤولون إلى أن معظم الدول المستضيفة للاجئين في العالم ليست غنية.
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه يتعين على العالم بذل المزيد من الجهد لتحمل المسؤولية. وأضاف «البلدان النامية ومتوسطة الدخل تستضيف بشكل مثير للإعجاب الغالبية العظمى من اللاجئين».
وتابع غوتيريش «في وقت يتعرض فيه حق اللجوء إلى الاعتداء، حيث تغلق الحدود والأبواب أمام اللاجئين، وعندما يمكن تفريق أطفال اللاجئين عن أسرهم، نحتاج إلى إعادة التأكيد على حقوق الإنسان للاجئين».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».