أمطار تشرين القديم

TT

أمطار تشرين القديم

(هذا النص على لسان أحد المتظاهرين الشباب بعد سنوات طويلة من انتفاضة تشرين الأول 2019)

سنمرُّ فوق الجسر
نضحكُ أو نغنَّي أو نذكِّرُ مَنْ بجانبنا
فنسخرُ من أغانينا التي كنَّا نرددها
وبعد دقيقةٍ نبكي على أصحابنا القتلى
ونأوي تحت نصبك يا جوادُ
سنمرُّ فوق الجسر
نضحكُ من حماقتنا
ونعجبُ كيف أيقظنا البلادَ
وكيف أورثنا المدائن سكَّرَ الزمنِ العنيدِ
وكيف شبَّ بلحظةٍ هذا الرمادُ
سنمرُّ فوق الجسر
في تشرين أيضاً
بعد حين من حكايتنا وأكثر
في يدي طفلٌ
وفي قلبي امرأة
وعلى فم الذكرى نشيدٌ من صديقٍ
مرَّ في المعنى، وأشجارٌ معي غنَّتْ، وأحلامٌ
وبقيا من دخانٍ في الرئة
سنمرُّ فوق الجسر
ثم نقولُ شبنا نحن صبيان البلادِ
وقد كبرنا فجأةً
أبناؤنا كبروا قليلاً
كيف نُقنعهم بأنَّا ها هنا كنَّا
وكيف نعيدُ لحظتنا
وهذا العمر يوغلُ
أو يكادُ
سنمرُّ فوق الجسر
هل كنَّا تأخرنا عن الدوام؟
قالت زوجتي وانتابها حزنٌ
ولكنَّي نسيتُ بأنْ أغازلها
لأنَّي قد تذكرتُ المدينة قبل أكثرَ من زمانٍ
كيف بعثرها الحفاةُ
وكيف عانقها الجرادُ
سنمرُّ فوق الجسر أُشعل شمعةً وأُضيءُ ليلَ الغائبين
جميعُ أصحابي الذين مضوا بلا أطفالٍ
أو زوجاتٍ
يوقدن السريرَ ويلتهمن الصبرَ في ليل الخميس
مضوا جميعاً
خلَّفوا قُبَلاً سريعاتٍ على الطرقات
بعضَ رسائلِ الحبِّ الخفيف
وبعضَ غيمٍ في الصدورْ
رحلوا ومرَّ العيدُ بعد العيدِ
من يتذكَّرُ الموتى
ومن يرمي بماء الورد
يا حجرَ القبورْ
سنمرُّ فوق الجسر
متعبةً خطانا
تأكلُ السنواتُ منَّا هذه الروحَ الشقيَّةَ
ثم تذرونا إلى الذكرى
غناءً جارحاً مُرّاً
وتنسانا البلادُ
وسمعتُه يروي لزوجتهِ الحكايةَ
حيث كنتُ أسيرُ فوق الجسر
في كفَّي عصا السنواتِ متكئاً
وفي قلبي المدينةُ
والحرائقُ والرمادُ



غياب منة شلبي عن تكريمها بـ«الإسكندرية السينمائي» يثير تساؤلات

لقطة جماعية للفائزين بمسابقة أفلام البحر المتوسط رفقة المخرج يسري نصر الله (إدارة المهرجان)
لقطة جماعية للفائزين بمسابقة أفلام البحر المتوسط رفقة المخرج يسري نصر الله (إدارة المهرجان)
TT

غياب منة شلبي عن تكريمها بـ«الإسكندرية السينمائي» يثير تساؤلات

لقطة جماعية للفائزين بمسابقة أفلام البحر المتوسط رفقة المخرج يسري نصر الله (إدارة المهرجان)
لقطة جماعية للفائزين بمسابقة أفلام البحر المتوسط رفقة المخرج يسري نصر الله (إدارة المهرجان)

اختتم مهرجان الإسكندرية السينمائي دورته الـ40، وهي الدورة التي عدّها نقاد وصناع أفلام دورة ناجحة في ظل ظروف صعبة تتعلق بالميزانيات الضعيفة التي تعاني منها المهرجانات السينمائية في مصر، بجانب الاضطرابات التي تعاني منها المنطقة.

ووفق نقاد من بينهم سيد محمود، فإن المهرجان حقق المطلوب منه في هذه الدورة، ونجح في برمجة أفلامه في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها، وقد أجاد البرمجة على مستوى الندوات أيضاً، وكذلك في مجال التكريمات، ومنها تكريم نيللي التي لم تشارك في مهرجانات منذ سنوات، وحرصت على حضور فعاليات المهرجان جميعها، وكذلك تكريم الفنان لطفي لبيب.

الفنانة العراقية كلوديا حنا تعلن نتائج مسابقة الأفلام العربية (إدارة المهرجان)

ويضيف محمود لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الدورة اهتمت كثيراً بالشعب السكندري، وشهدت تكريم بعض الفنانين السكندريين، وأقام المهرجان لأول مرة مسابقة لأفلام الطفل التي شهدت حضوراً هائلاً من أطفال المدارس. وعلى مستويَي الافتتاح والختام كان المهرجان جيداً، لكن غياب النجوم بات أمراً سائداً في أغلب المهرجانات المصرية، لذا فخروج الدورة الأربعين بهذا الشكل يعد إنجازاً في ظل ظروف الحرب، واعتذار الفنانَين السوريَّين دريد لحام وأيمن زيدان، وفي ظل الظروف الاقتصادية التي أثّرت بشكل كبير على طبيعة المهرجان».

وأثار غياب الفنانة المصرية منة شلبي عن حضور تكريمها تساؤلات في أروقة المهرجان، لا سيما بعدما اتفقت مع إدارة المهرجان على تكريمها في حفل الافتتاح وإقامة ندوة لها وإصدار كتاب عنها، وهو كتاب «نوارة السينما المصرية» للكاتب الصحافي محمد قناوي، لكن منة اعتذرت عن عدم حضور حفل الافتتاح لتأخرها في تصوير فيلم بألمانيا، وأُرجئ تكريمها لحفل الختام مع إقامة ندوة عن مشوارها، لكنها لم تحضر الندوة ولا الختام، ولم يُصدر المهرجان ولا الفنانة نفسها ما يوضح سبب ذلك.

نيللي مع رئيس المهرجان وأعضاء لجنة التحكيم في حفل الختام (إدارة المهرجان)

وقال سيد محمود إن منة شلبي أكدت لإدارة المهرجان أنها ستحضر حفل الختام بدلاً من الافتتاح، لكنها علمت بمرض عمها المهندس عز الدين شلبي، شقيق الإعلامية بوسي شلبي، ثم وفاته، فصدمها الخبر ولم تستطع الحضور. وتابع الناقد المصري: «ألوم على منة شلبي أنها لم ترسل بياناً توضّح فيه ملابسات غيابها لإدارة المهرجان، وللجمهور السكندري».

نيللي تتابع حفل الختام برفقة إيمان ابنة شقيقتها الفنانة فيروز (إدارة المهرجان)

وأُقيم حفل الختام بأحد فنادق مدينة برج العرب، وشهد تقديم استعراض فني بعنوان «عايشين» فكرة وإخراج محمد مرسي. وأعلن المخرج يسري نصر الله وأعضاء لجنة تحكيم المسابقة الدولية لدول البحر المتوسط الجوائز. وقال نصر الله إن «النتائج جاءت متفقاً عليها تماماً دون أي خلاف من قبل أعضاء اللجنة؛ حيث ذهبت الجوائز لمَن يستحقها من الأفلام ذات المستوى الفني المتميز».

وحازت السينما التونسية على جائزتَي التمثيل للرجال والنساء، حيث فاز الممثل مجد مستورة بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم «وراء الجبل» كما فازت الممثلة التونسية أمينة بن إسماعيل بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم «المابين».

خالد سرحان ورانيا محمود ياسين مع الفائزين بجوائز أفلام شباب مصر (إدارة المهرجان)

وفاز الفيلم اليوناني «العنزة» بجائزة أفضل فيلم للمخرج أندريا جاكيموسكي، في حين حازت كرواتيا جائزة أفضل مخرج عن فيلم «احتفال» للمخرج برونو أنكوفيتش، وجائزة أفضل عمل أول للمخرجة الكرواتية أونا جونجاك عن فيلمها «نزهة».

وفي مسابقة «نور الشريف لأفضل فيلم عربي»، فاز الفيلم التونسي «المابين»، بينما حصل الفيلم اليوناني «العنزة» على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وفاز الفيلم التونسي «وراء الجبل» للمخرج محمد بن عطية على جائزة جمعية كتاب ونقاد السينما لأفضل فيلم عربي طويل.

ووصف مدير التصوير السينمائي د. سمير فرج، رئيس لجنة تحكيم مسابقة الفيلم العربي، الدورة الـ40 للمهرجان بأنها من أنجح الدورات، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنها حققت أهدافاً عدة، وشهدت تنوعاً وحضوراً لافتاً من جمهور الإسكندرية، كما شهدت إقبالاً كبيراً على الورش الفنية، ففي ورشة التصوير التي قدمتها كان لدى الشباب من الأولاد والبنات شغف لتعلم فنون التصوير.

المخرج اليوناني جاكيموسكي المُتوَّج فيلمه «العنزة» بجائزتين (إدارة المهرجان)

وفي مسابقة الأفلام القصيرة حاز لبنان جائزة أفضل فيلم روائي قصير عن فيلم «جئت من البحر» للمخرجة فيروز سرحال، وجائزة أفضل فيلم وثائقي عن فيلم «لا تزال حزينة» للمخرج كارل حداد، بينما حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة الفيلم الفلسطيني - التركي «الغميضة».

وأعلن الفنان خالد سرحان رئيس لجنة تحكيم «أفلام شباب مصر» فوز فيلم «دوائر» للمخرج كيرلس جمال بجائزة أفضل فيلم روائي قصير، وذهبت جائزة لجنة التحكيم مناصفة إلى 3 أفلام هي: «ذات الأرضين»، و«الشونة»، و«الفيلق».