هيل في بيروت بالتزامن مع بدء مشاورات تأليف الحكومة

لودريان: على السلطات في لبنان أن «تتحرك» بسرعة حيال الأزمة

TT

هيل في بيروت بالتزامن مع بدء مشاورات تأليف الحكومة

من المقرر أن يصل مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل إلى العاصمة اللبنانية بيروت في زيارة تتزامن مع تكليف الحريري بتشكيل الحكومة اللبنانية. وتوقفت مصادر سياسية في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عند هذا التزامن، قائلة إنه بدا لافتاً أن زيارة هيل تتزامن مع مرحلة إنجاز التكليف للبدء بتأليف الحكومة، علما بأن الزيارة هي الأولى لمسؤول أميركي منذ بدء مظاهرات. وتأتي زيارة هيل بعد أيام على اجتماع باريس الذي أكد برسائله السياسية أن لبنان لا يزال على الخريطة الدولية رغم التعثر المالي والاقتصادي الذي يعاني منه، وبأن لبنان يجب أن يساعد نفسه للاستفادة من الدعم والحضور الدوليين لتوفير الحل لأزماته.
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أمس أن على المسؤولين اللبنانيين أن «يتحركوا» ويضعوا حدا للأزمة التي تشل البلد في ظل حركة احتجاج شعبية تطالب برحيل السلطة السياسية.
وقال لودريان خلال برنامج «مسائل سياسية» على راديو «فرانس إنتر» «يجب أن تتحرك السلطات السياسية لأن البلد في وضع حرج». ومنذ 17 أكتوبر (تشرين الأول)، يشهد لبنان احتجاجات غير مسبوقة ضد الطبقة السياسية برمتها.
ويطالب المحتجون بحكومة اختصاصيين أو تكنوقراط مستقلين تعالج المشاكل المعيشية التي يعاني منها الشعب، غير أن الأحزاب السياسية الكبرى ولا سيما «حزب الله» تعارض هذا الطرح. وشدد وزير الخارجية الفرنسي على أن «الرئيس (ميشال) عون أعلن أنه اعتبارا من الغد (اليوم) سيستأنف المشاورات، وآمل أن ينجح في ذلك بحلول عيد الميلاد».
واشترطت مجموعة دول شاركت في اجتماع في باريس لمساعدة لبنان الأربعاء، من أجل تقديم أي مساعدة مالية لهذا البلد تشكيل حكومة «فعالة وذات مصداقية» تبدأ بسرعة تنفيذ إصلاحات. وقال لودريان: «بعد وقت قصير، سيجد البلد صعوبة في التزود بالمواد الأساسية. كما بدأت بعض الشركات تتوقف عن دفع الأجور. من الملح للغاية التحرك سريعاً». وتابع أن «المظاهرات تتجاوز الانقسامات السابقة التي كانت قائمة في لبنان بين الأديان والمناطق الجغرافية، هناك وضع جديد بين السكان. إنهم يريدون الشفافية ويريدون التخلص من جهاز يجعل الحكم يقوم على توازن القوى بين المجموعات المختلفة».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.