وزيرة الداخلية تنبّه إلى وجود جهات «تحاول استغلال الاحتجاجات»

TT

وزيرة الداخلية تنبّه إلى وجود جهات «تحاول استغلال الاحتجاجات»

دعا مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان المحتجين في لبنان للحفاظ على سلميتهم، كاشفاً أن 56 عنصراً في قوى الأمن أصيبوا في المواجهات التي اندلعت مع متظاهرين، وذلك خلال زيارته إلى وسط بيروت أمس.
وتوافد المحتجون أمس إلى وسط العاصمة رفضاً «لما تعرض له المتظاهرون ليل السبت» للتظاهر تأكيداً على مطالبهم. من جانبها، أصدرت وزيرة الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال ريا الحسن أمس بياناً قالت فيه إنها تابعت بقلق وحزن وذهول المواجهات في محيط مجلس النواب وفي شوارع بيروت والذي أدى إلى احتكاك بين القوى الأمنية والمواطنين وسقوط جرحى من الجانبين.
وأضافت «بسبب دخول عناصر مندسة وتوزع المهمات المنوطة بالقوى الأمنية، ومنعا لضياع المسؤوليات، وحفاظا على حقوق المتظاهرين، طلبت من قيادة قوى الأمن الداخلي إجراء تحقيق سريع وشفاف لتحديد المسؤولين والمسؤوليات ليبنى على الشيء مقتضاه». ودعت المتظاهرين «إلى التنبه من وجود جهات تحاول استغلال احتجاجاتهم المحقة أو التصدي لها بهدف الوصول إلى صدام بينهم وعناصر القوى الأمنية التي تعمل على حمايتهم وحماية حقهم في التظاهر، من أجل أهداف سياسية».
وشهدت بيروت ليل السبت صدامات بين مناصري «حزب الله» و«حركة أمل» والقوى الأمنية إثر محاولة مناصري «الثنائي الشيعي» الاعتداء على خيم المعتصمين في وسط بيروت. كما وقعت مواجهات بين متظاهرين وشرطة مجلس النواب إثر محاولة لاقتحام البرلمان، وأفيد بوقوع عشرات الإصابات في صفوف المتظاهرين والقوى الأمنية. وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» أمس إن الحراك «لم يعد شارعاً واحداً بل بات شوارع»، لافتاً إلى «أن مندسين اندسوا بين المتظاهرين وافتعلوا مواجهات مع القوى الأمنية».
ووصل المدير العام لقوى الأمن الداخلي إلى وسط بيروت ليؤكد للمتظاهرين وأكد على وجوب المحافظة على سلميتهم. وأكد اللواء عثمان أن حرية التعبير مصونة بالدستور «ونحن نمثل القانون الذي يفرض علينا حماية المؤسسات، لكنه أوضح أن المطلوب منا جميعاً حماية الدولة والمؤسسات وبناء البلد». وأضاف «نحن نحافظ على القانون، وعلى المتظاهرين احترام البذلة العسكرية وقد سقط لنا 56 جريحاً». وتوجه اللواء عثمان للمتظاهرين بالقول: «التظاهر حق قانوني أي التجمع السلمي ولكن عليكم التصرف بأخلاق ورقي وقد قدّمناه مثلا طيلة الفترة السابقة لأن العنف لا يوصل إلى مكان».
وكرر كلامه للمتظاهرين «العنف يولّد العنف ونتمنى عليكم أن تعطوا المثل للعالم أجمع بسلميتكم، فهذا هو المثل الحضاري للبنان ونحن نحميكم بالقانون». وأضاف «لقد تحدثت مع شرطة مجلس النواب وسيلتزم عناصرها بالقانون وللمتظاهرين أقول: عليكم أن تحافظوا على سلميتكم وعلى القانون، ونحن كرجال قانون نقوم بواجبنا لأن العنف لن يؤدي إلى أي مكان». وعن العناصر المندسة التي اعتدت على المتظاهرين قال: «لدينا تحقيقاتنا الداخلية التي تخوّلنا معرفة من يجب أن يُحاسب». وختم اللواء عثمان بالقول: «أنا هنا لأوجّه العناصر والضباط مباشرة وأحثّهم على التصرف بسلمية بعد إشكالات ليل السبت».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.