«رقصة فضائية» على بعد 160 مليون سنة ضوئية

الصورة التي التقطها مرصد الجوزاء لرقصة المجرة الثنائية (ناسا)
الصورة التي التقطها مرصد الجوزاء لرقصة المجرة الثنائية (ناسا)
TT

«رقصة فضائية» على بعد 160 مليون سنة ضوئية

الصورة التي التقطها مرصد الجوزاء لرقصة المجرة الثنائية (ناسا)
الصورة التي التقطها مرصد الجوزاء لرقصة المجرة الثنائية (ناسا)

تؤدي المجرات حركات راقصة رشيقة على فترات زمنية كونية، تصل إلى ملايين السنين، ويمكن لاثنين منها المشاركة في رقصات تنتج بعضاً من أفضل التصاميم الكبرى الرائعة في الطبيعة، مثل المجرة الثنائية «NGC 5394-5»، الذي يطلق عليها في بعض الأحيان اسم «المجرة هيرون».
والتقط مرصد الجوزاء، التابع للمختبر الوطني لبحوث الفلك بالأشعة تحت الحمراء التابع لوكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، لقطة لهذا الزوج من المجرات في رقصة تفاعلية جذابة، وقعت تفاصيلها على بعد نحو 160 مليون سنة ضوئية.
ويعتمد وجود الكون على التفاعلات من أصغر الجسيمات دون الذرية إلى أكبر مجموعات من المجرات، غير أنّه في المقاييس الخاصة بالمجرات، قد تستغرق التفاعلات ملايين السنين لتتكشف، وتظهر هذه التفاعلات في صورة المجرة «هيرون» التي رصدها مرصد الجوزاء، حيث تكشف عن رقصة بطيئة لزوج من المجرات تبعد نحو 160 مليون سنة ضوئية، وتكشف عن بريق تشكيل النجوم الذي تغذيه هذه الرقصة التفاعلية.
ويقول تقرير نشرته وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» على موقعها الإلكتروني أول من أمس، إنّ «أحد النتائج الثانوية لهذه الرقصة التفاعلية، كما يظهر في الصورة التي التقطها مرصد الجوزاء، هو اندماج غاز الهيدروجين في مناطق تشكل وميلاد النجوم، ويُكشف عن هذه المناطق التي سُمّيت بـ«المشاتل النجمية» في شكل كتل حمراء منتشرة بطريقة تشبه الحلقة في المجرة الأكبر، وعدد قليل في المجرة الأصغر.
ويوضح التقرير أنّ الضوء الصّادر عن هذه المجرة الثّنائية قد أثار اهتمام البشرية لأول مرة عندما لاحظه الفلكي ويليام هيرشل في عام 1787. حيث استخدم تليسكوبه العملاق الذي يبلغ طوله 20 قدماً لاكتشاف هذا الزوج الثنائي في نفس العام الذي اكتشف اثنين من أقمار أورانوس. ويضيف: «بعد صورة مرصد الجوزاء يمكن تخيل العديد من نجوم المجرتين مثل طائر (مالك الحزين)، حيث تكون المجرة الأكبر وفق هذا التفسير هي جسم الطائر، بينما تكون المجرة الأصغر هي رأسه».


مقالات ذات صلة

الذكاء الاصطناعي نجح في إنجاز محرك صاروخي متطور في 3 أسابيع

علوم الذكاء الاصطناعي نجح في إنجاز محرك صاروخي متطور في 3 أسابيع

الذكاء الاصطناعي نجح في إنجاز محرك صاروخي متطور في 3 أسابيع

نجح الذكاء الاصطناعي في تصنيع محرك صاروخي متطور بالطباعة التجسيمية.

جيسوس دياز (واشنطن)
يوميات الشرق رسم توضيحي فني لنجم نيوتروني ينبعث منه شعاع راديوي (إم تي آي نيوز)

كشف مصدر إشارة راديو غامضة سافرت 200 مليون سنة ضوئية لتصل إلى الأرض

اكتشف علماء انفجاراً راديوياً غامضاً من الفضاء عام 2022، وقع في المجال المغناطيسي لنجم نيوتروني فائق الكثافة على بُعد 200 مليون سنة ضوئية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق يتم رصد القمر وكوكب الزهرة في السماء فوق المجر (إ.ب.أ)

هواة مراقبة النجوم يشهدون كوكب الزهرة بجانب الهلال

يبدو أن شهر يناير (كانون الثاني) سيكون شهراً مميزاً لرؤية الظواهر السماوية النادرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أجسام محترقة رصدها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي جنوب السعودية

أجسام غامضة في سماء السعودية... هذا تفسيرها

تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مساء الخميس، مقاطع فيديو لظهور ما يشبه أجسام محترقة في سماء مدينة جازان (جنوب السعودية).

جبير الأنصاري (الرياض)
يوميات الشرق عرض سماوي مبهر يحدث مرّة كل 80 عاماً (غيتي)

بعد انتظار 80 عاماً... علماء الفلك يستعدون لعرض سماوي مبهر وقصير

وتنتج هذه الظاهرة الفلكية عن التفاعل بين نجمين يدوران حول بعضهما بعضاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».