عقوبات أميركية على لبنانيين بتهمة تبييض أموال لـ «حزب الله»

صورة وزعتها وزارة الخزانة الأميركية لناظم أحمد في منزله ببيروت
صورة وزعتها وزارة الخزانة الأميركية لناظم أحمد في منزله ببيروت
TT

عقوبات أميركية على لبنانيين بتهمة تبييض أموال لـ «حزب الله»

صورة وزعتها وزارة الخزانة الأميركية لناظم أحمد في منزله ببيروت
صورة وزعتها وزارة الخزانة الأميركية لناظم أحمد في منزله ببيروت

فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات جديدة على شخصين لبنانيين؛ هما ناظم سعيد أحمد وصالح عاصي، أحدهما مقيم في لبنان والآخر في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وذلك بتهمة قيامهما بعمليات غسيل أموال لمصلحة «حزب الله».
وأعلن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع للوزارة أن العقوبات تشمل شركات أنتجت وأدارت عمليات بعشرات ملايين الدولارات «لمصلحة حزب الله وأنشطته الخبيثة بين لبنان وجمهورية الكونغو الديمقراطية». وأضافت الوزارة أن تلك العقوبات تؤكد مدى مشاركة «حزب الله» وشركائه في نشاط اقتصادي غير مشروع «يعطي الأولوية للمصالح الاقتصادية للجماعة الإرهابية على مصالح الشعب اللبناني».
وأكد البيان أن الولايات المتحدة تدعم مطالبة الشعب اللبناني بإنهاء الفساد وتمويل الإرهاب الذي يزدهر في بيئات فاسدة.
وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين في البيان، إن «حزب الله» يواصل استخدام الشركات التي تبدو شرعية كواجهة لجمع الأموال وتبييضها في دول مثل جمهورية الكونغو، حيث يمكن لها استخدام الرشوة والعلاقات السياسية لتأمين الوصول غير العادل إلى الأسواق والتهرب من الضرائب. وأضاف منوتشين أن الإدارة الأميركية ستستمر في اتخاذ إجراءات ضد ممولي «حزب الله» مثل ناظم سعيد أحمد وصالح عاصي، الذين استخدموا غسل الأموال والتهرب الضريبي لتمويل مخططات الإرهاب وتمويل أنماط حياتهم الفخمة على حساب معاناة الشعب اللبناني.
نائب وزير الخزانة جوستين موزينيتش قال من جهته إنه على تجار الفن والسلع الفاخرة أن يكونوا متيقظين لمخططات غسل الأموال التي تسعى لاستخدام تلك السلع الفاخرة لإخفاء الأموال الشخصية في محاولة للتخفيف من آثار العقوبات الأميركية.
وأضاف بيان الخزانة أن العقوبات تستهدف ناظم سعيد أحمد المقيم في لبنان ولديه مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية، ويجمع الأموال من خلال علاقاته الطويلة بتجارة «الألماس القاتلة».
كما اتخذت الخزانة عقوبات ضد صالح عاصي المقيم في الكونغو، الذي قام بغسل الأموال من خلال شركات ناظم أحمد للألماس. وقدم عاصي الدعم المالي لممول «حزب الله» أدهم طباجة الذي سبق أن اتهمته الولايات المتحدة بإقامة روابط مباشرة مع كبار مسؤولي «حزب الله» و«الجهاد الإسلامي»، المسؤول عن تنفيذ هجمات الحزب الإرهابية في جميع أنحاء العالم.
كما حظرت الوزارة شركة «فلايينغ دراغون» التي يملك عاصي استثمارات فيها، وفرضت عقوبات على المحاسب طوني صعب المقيم في لبنان الذي قدم الدعم إلى عاصي.
وتابع بيان الوزارة أن ناظم سعيد أحمد هو تاجر ألماس ومبيض أموال بارز في لبنان وممول كبير لحزب الله. ويعدّ منذ أواخر عام 2016 جهة مانحة مالية كبيرة لحزب الله وقام بتبييض الأموال من خلال شركاته لصالح الحزب، وقدم أموالاً لأمينه العام حسن نصرالله. ويتمتع أحمد أيضاً بعلاقات مع كثير من ممولي حزب الله المصنفين على لوائح العقوبات الأميركية، بما في ذلك قاسم تاج الدين ومحمد بزي. وفي أوائل عام 2019، شارك أحمد في قرض مصرفي مع أدهم طباجة.
ويختم البيان أنه نتيجة للإجراء الأخير ينبغي تجميد كل ممتلكات هذه الكيانات في الولايات المتحدة أو الخاضعة لملكية أو مراقبة مواطنين أميركيين، كما ينبغي الإبلاغ عنها إلى مكتب مراقبة الأصول الأجنبية. ويحظر مكتب مراقبة الأصول الأجنبية تعاملات المواطنين الأميركيين أو التعاملات داخل الولايات المتحدة (بما في ذلك العمليات التي تمر عبر الولايات المتحدة) إذا كانت تشتمل على أي ممتلكات أو مصالح في ممتلكات أشخاص محظورين أو مدرجين على لوائح دعم الإرهاب. وبالإضافة إلى ذلك، قد يكون الأشخاص الذين يشاركون الكيانات المدرجة في بعض العمليات عرضة للعقوبات.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.