ترمب يهاجم «احتيال الديمقراطيين» في إجراءات عزله

اللجنة القضائية في مجلس النواب تصادق رسمياً على بندي الاتهام

الرئيس الأميركي ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي ترمب (أ.ب)
TT

ترمب يهاجم «احتيال الديمقراطيين» في إجراءات عزله

الرئيس الأميركي ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي ترمب (أ.ب)

هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترمب المصادقة الرسمية على عزله في اللجنة القضائية في مجلس النواب.
وقال ترمب في تصريحات في المكتب البيضاوي أمس (الجمعة): «ما يجري عملية احتيال ولا يجب السماح به. هذا يوم سيئ لبلادنا». واتهم ترمب الديمقراطيين بالاستهانة بقضية العزل، قائلاً: «يوماً ما سيكون هناك رئيس ديمقراطي ومجلس نواب جمهوري وقد يحدث الأمر نفسه». وكرر وصفه لإجراءات العزل بحملة «مطاردة الساحرات».
وجاء كلام الرئيس الأميركي تعليقاً على مصادقة اللجنة القضائية في مجلس النواب على بندي الاتهام في قضية عزله. فبعد 14 ساعة من النقاش الماراثوني في اللجنة، تمت المصادقة رسمياً على البندين. وسلمت اللجنة ملف العزل إلى مجلس النواب الذي سيصوت عليه الأسبوع المقبل.
وقد عكست أجواء الجلسة توتراً كبيراً في العلاقة بين الديمقراطيين والجمهوريين الذين حاولوا عرقلة التصويت أكثر من مرة لدرجة أن رئيس اللجنة جارولد نادلر قرر عند الساعة الحادية عشرة ليلاً وبعد مضي 14 ساعة من النقاشات تأجيل التصويت إلى الجمعة. وأثار القرار غضب الجمهوريين الذين اتهموا نادلر بتأجيل التصويت ليتابعه الأميركيون مباشرة عبر شاشات التلفزة في الصباح.
ويعدّ هذا التصويت تاريخياً، فهي المرة الرابعة فقط في التاريخ الأميركي التي تصادق فيها اللجنة القضائية في مجلس النواب على عزل رئيس أميركي حالي. سبق ترمب كل من بيل كلينتون وريتشارد نيكسون وأندرو جونسون.
وقد صادقت اللجنة على الاتهامين الموجهين إلى الرئيس الأميركي في قضية عزله: تهمة استغلال السلطة وتهمة عرقلة عمل الكونغرس.
ويصوّت مجلس النواب الأسبوع المقبل على بندي الاتهامات، حيث يتوقع تمرير الملف وانتقاله إلى مجلس الشيوخ، وهناك تنقلب المعادلة.
فالجمهوريون يتمتعون بـ53 مقعداً في المجلس المؤلف من 100 مقعد، وهي أغلبية تسمح لهم بفرض قوانين معينة خلال التصويت على بندي العزل.
وقد لوّح السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام بأن جلسة المحكمة ستكون قصيرة. وقال غراهام في تغريدة بعد تصويت اللجنة القضائية: «ما يجري في مجلس النواب عملية احتيال حزينة. يجب إنهاء هذا بسرعة».
ويتوافق تصريحه مع تصريحات سابقة لزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل الذي قال إنه سيسعى إلى عقد جلسات محاكمة سريعة، ما فُسّر بأنه سيمنع استدعاء شهود جدد للمحاكمة.
وقال مكونيل للصحافيين يوم الثلاثاء: «يمكن أن أقرر استدعاء شهود وإجراء محاكمة جديدة، أو يمكن أن نقرر بعد تصويت للأغلبية أننا استمعنا إلى إفادات كافية تطلعنا على ما جرى، وأن يتم التصويت على بندي العزل». وأضاف أنه لم يتخذ قراراً نهائياً بهذا الشأن بعد.
وعلّق الرئيس الأميركي على هذا قائلاً: «يمكنني أن أوافق على محكمة قصيرة أو طويلة. يمكنني أن أفعل ما أشاء. سأستمع إلى (مكونيل وغراهام) لكنني لا أمانع في أن تكون المحاكمة طويلة».
وكان ترمب قد دعا إلى استدعاء نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن ونجله هنتر إضافة إلى رئيس لجنة الاستخبارات آدم شيف، للإدلاء بإفاداتهم في المحاكمة. لكن التردد الجمهوري في استدعاء الشهود فسّره السيناتور الجمهوري رون جونسون الذي قال للصحافيين: «إذا فتحنا الباب أمام استدعاء شهود فيجب استدعاء كل الشهود، وأعتقد أن على الرئيس أن يقرر إلى أي مدى يريد فتح الطريق أمام هذه الاستدعاءات».
وفي حين يأمل الديمقراطيون في استدعاء كبير موظفي البيت الأبيض ميك مولفاني ومستشار الأمن القومي السابق جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو، يعتقد الجمهوريون أن فتح الباب أمام الشهود سيطيل من فترة المحاكمة ويحرج المسؤولين الحاليين في الإدارة.


مقالات ذات صلة

بايدن يدعو إلى «عدم نسيان» اقتحام مبنى الكابيتول قبل أربع سنوات

الولايات المتحدة​  الرئيس الأميركي جو بايدن خلال حديثه للصحافيين في البيت الأبيض الأحد (إ.ب.أ)

بايدن يدعو إلى «عدم نسيان» اقتحام مبنى الكابيتول قبل أربع سنوات

حذر الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد من أن أحداث 6 يناير (كانون الثاني) 2021، عندما اقتحم أنصار دونالد ترمب مبنى الكابيتول قبل أربع سنوات، لا ينبغي نسيانها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون (أ.ف.ب)

رئيس مجلس النواب الأميركي: العاصفة الثلجية لن تمنعنا من التصديق على انتخاب ترمب

قال رئيس مجلس النواب الأميركي، مايك جونسون، إن عاصفة شتوية ضخمة تجتاح الولايات المتحدة لن تمنع الكونغرس من الاجتماع للتصديق رسمياً على انتخاب ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ تشهد العلاقات بين واشنطن وبكين توتراً متصاعداً بعد «اختراق صيني» مزعوم لوزارة الخزانة الأميركية (رويترز)

واشنطن وبكين تتبادلان فرض العقوبات قبيل تنصيب ترمب

أدت سلسلة من الاختراقات الإلكترونية الأخيرة المنسوبة إلى قراصنة صينيين إلى زيادة حدة التوتر بين واشنطن وبكين.

إيلي يوسف (واشنطن)
الاقتصاد دالي وكوغلر أثناء حضورهما المؤتمر السنوي للجمعية الاقتصادية الأميركية في سان فرانسيسكو (رويترز)

مسؤولتان في «الفيدرالي»: معركة التضخم لم تنته بعد

قالت اثنتان من صانعي السياسة في «الاحتياطي الفيدرالي» إنهما يشعران بأن مهمة البنك المركزي الأميركي في ترويض التضخم لم تنتهِ بعد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تحليل إخباري يأتي لقاء ميلوني وترمب قبل أيام من زيارة بايدة إلى روما (رويترز)

تحليل إخباري قضية إيطالية محتجزة لدى طهران على طاولة مباحثات ميلوني وترمب

ظهر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، السبت، برفقة رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، التي كانت تزور منتجعه في مارالاغو بولاية فلوريدا الأميركية.

شوقي الريّس (روما)

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.