محادثات سعودية ـ صينية لبحث ربط الخليج العربي بالبحر الأحمر

إبرام اتفاقية مع شركتي موانئ عالميتين لتشغيل وإسناد محطات حاويات في جدة

محادثات سعودية ـ صينية لبحث ربط الخليج العربي بالبحر الأحمر
TT

محادثات سعودية ـ صينية لبحث ربط الخليج العربي بالبحر الأحمر

محادثات سعودية ـ صينية لبحث ربط الخليج العربي بالبحر الأحمر

كشفت وزارة النقل السعودية أن هناك محادثات تجري مع شركة حكومية صينية لبحث ملف ربط الخليج العربي بالبحر الأحمر عبر الأراضي السعودية، في مشروع عملاق تستهدف السعودية تنفيذه ضمن خططها الاستراتيجية في النقل واللوجيستيات.
وقال وزير النقل السعودي المهندس صالح الجاسر في تصريحات لوكالة رويترز إن المملكة تعتزم إطلاق مشروعات نقل بالشراكة بين القطاعين العام والخاص قيمتها عشرات المليارات من الدولارات في العام المقبل في إطار استراتيجية طموحة لتنويع الاقتصاد وخلق فرص عمل.
ويتسق هذا المسار مع توجهات الدولة الجادة لخفض الاعتماد على إيرادات النفط، حيث تهدف السعودية لأن يتولى القطاع الخاص تشغيل غالبية البنية التحتية للنقل بما في ذلك المطارات والموانئ البحرية مع احتفاظ الحكومة بدور الجهة المنظمة.
وفي وقت تتوقع موازنة الدولة 2020 المعلنة هذا الأسبوع نمو الاقتصاد الحقيقي 2.3 في المائة في العام المقبل بدعم من القطاعات غير النفطية، أكد الجاسر أن السعودية تملك بنية تحتية مبهرة في النقل واللوجيستيات حيث استثمرت فيها نحو 400 مليار ريال (106 مليارات دولار) في الأعوام العشرة الماضية فقط.
وأضاف بالقول: «الخطة هي مواصلة الاستمرار مع زيادة مشاركة القطاع الخاص»، مبينا أن المشروعات الجديدة ستشمل توسعة مطار الرياض وخمسة مطارات محلية أخرى.
وبحسب ما نقلته الوكالة عن وزير النقل السعودي أمس، فإن السعودية تخطط لمشروع سكك حديدية يربط بين الدمام في المنطقة الشرقية ومدينة جدة المطلة على البحر الأحمر عبر العاصمة الرياض، حيث ذكر الجاسر أن الوزارة تجري محادثات مع شركة تملكها الحكومة الصينية بشأن هذا المشروع دون الإفصاح عن اسم الشركة.
وقال «سيأتي التمويل من القطاع الخاص سواء عبر شراكة بين القطاعين العام والخاص أو بين حكومات... تلك مشروعات كبيرة قيمتها عشرات المليارات من الريالات».
ويعد قطاع النقل واحد من أركان برنامج «ندلب» الذي يستهدف تحويل المملكة إلى قوة صناعية رائدة ومنصة لوجيستية دولية، في عدد من المجالات الواعدة بما يسهم في توليد فرص عمل وافرة للكوادر السعودية، ويعزز الميزان التجاري، ويعظم المحتوى المحلي. ويركز البرنامج على أربعة قطاعات رئيسة هي الصناعة، والتعدين، والطاقة، والخدمات اللوجيستية.
وحددت السعودية هدفا لتحقيق إيرادات حكومية غير نفطية بين 35 و40 مليار ريال (9.3 و10.67 مليار دولار) من برنامجها للخصخصة بحلول 2020. وستأتي بعض الإيرادات من بيع أصول بينما ستكون البقية من شراكات بين القطاعين العام والخاص.
وقال مسؤول سعودي لـ«رويترز» في مارس (آذار) إن ستة اتفاقات شراكة بين القطاعين العام والخاص بقيمة تبلغ نحو 3.5 مليار دولار أُبرمت في الربع الأول من 2019. ومن المتوقع إبرام ما لا يقل عن 23 اتفاقا آخر بحلول 2022.
وفي إطار لوجيستي متصل، وافقت اللجنة الإشرافیة للتخصیص في قطاع النقل، على توقیع عقود الإسناد لتطویر وتشغیل محطات الحاویات بمیناء جدة الإسلامي مع كبرى شركات التشغیل والتطویر للموانئ إقلیمیاً وعالمیاً، والتي تتمثل بشركتي موانئ دبي العالمیة، ومحطة بوابة البحر الأحمر.
يأتي ذلك في خضم بحث السعودية لترسيخ مكانتها كمركز للخدمات اللوجيستیة العالمیة، حيث تعد هذه المبادرة تفعیلاً لمذكرات التفاهم التي وقعتها الهیئة العامة للموانئ «موانئ» فبرایر الماضي، بما یحقق مستهدفات برنامج تطویر الصناعة الوطنیة والخدمات اللوجيستیة أحد برامج رؤیة السعودیة 2030.
وسیتم خلال هذا الشهر الجاري توقیع عقود إسناد وفقاً لصیغة البناء والتشغیل والنقل حيث ترمي من خلالها الهیئة العامة للموانئ إلى تعزیز شراكاتها مع القطاع الخاص لتعظیم وتطویر قدرات الموانئ السعودیة ورفع طاقاتها الاستیعابیة وخدماتها التنافسیة.
وسیكون لعقود الإسناد أثر إیجابي مباشر على الاقتصاد الوطني للمملكة ینتج عن تدفق الاستثمارات التي سیتمّ من خلالها، فضلا عن مساهمتها في تبنّي أفضل ممارسات التشغیل. كما من المتوقع أن تساهم عقود الإسناد هذه في خلق فرص عمل مباشرة في قطاع الموانئ والخدمات اللوجيستیة وفرص العمل غیر المباشرة في قطاع سلاسل الإمداد والقطاعات المصاحبة ذات العلاقة.


مقالات ذات صلة

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

الاقتصاد وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

كشف وزير النقل والخدمات اللوجيستية، المهندس صالح الجاسر، عن تسجيل الموانئ السعودية 231.7 نقطة إضافية على مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)

3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

قررت 3 من أكبر 10 شركات عالمية متخصصة في تنظيم المعارض، افتتاح مكاتبها في المملكة، إلى جانب توقيع 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم لدعم صناعة الفعاليات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

ما زال التضخم في السعودية الأقل ضمن مجموعة العشرين، وذلك بعد تسجيل معدل 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد وزير السياحة متحدثاً للحضور مع انطلاق النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات بالرياض (الشرق الأوسط)

وزير السياحة السعودي: الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً للمعارض والمؤتمرات

أكد وزير السياحة أحمد الخطيب، أنَّ الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً لقطاع المعارض والمؤتمرات، مع مشروعات تشمل مطارات جديدة، ومنتجعات، وبنية تحتية متطورة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

الخريف: قطاع إعادة التصدير السعودي ينمو ويسجل 16.2 مليار دولار عام 2024

كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، عن تسجيل بلاده صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير خلال العام الحالي.

زينب علي (الرياض)

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
TT

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)

حذَّر الرئيس السابق لمجموعة بورصة لندن، من أنَّ بورصة لندن الرئيسية أصبحت «غير تنافسية للغاية»، وسط أكبر هجرة شهدتها منذ الأزمة المالية.

وقال كزافييه روليه، الذي ترأس مجموعة بورصة لندن بين عامَي 2009 و2017، إن التداول الضعيف في لندن يمثل «تهديداً حقيقياً» يدفع عدداً من الشركات البريطانية إلى التخلي عن إدراجها في العاصمة؛ بحثاً عن عوائد أفضل في أسواق أخرى.

وجاءت تعليقاته بعد أن أعلنت شركة تأجير المعدات «أشتيد» المدرجة في مؤشر «فوتسي 100» خططها لنقل إدراجها الرئيسي إلى الولايات المتحدة، استمراراً لاتجاه مماثل اتبعته مجموعة من الشركات الكبرى في السنوات الأخيرة.

ووفقاً لبيانات بورصة لندن، فقد ألغت أو نقلت 88 شركة إدراجها بعيداً عن السوق الرئيسية في لندن هذا العام، بينما انضمت 18 شركة فقط. وتشير هذه الأرقام، التي نشرتها صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إلى أكبر تدفق صافي من الشركات خارج السوق منذ الأزمة المالية في 2009.

كما أن عدد الإدراجات الجديدة في لندن يتجه لأن يكون الأدنى في 15 عاماً، حيث تتجنب الشركات التي تفكر في الطرح العام الأولي (IPO) التقييمات المنخفضة نسبياً مقارنة بالأسواق المالية الأخرى.

وقد تجاوزت قيمة الشركات المدرجة التي تستعد لمغادرة سوق الأسهم في لندن هذا العام، 100 مليار جنيه إسترليني (126.24 مليار دولار) سواء من خلال صفقات استحواذ غالباً ما تتضمن علاوات مرتفعة، أو من خلال شطب إدراجها.

وأضاف روليه أن انخفاض أحجام التداول في لندن في السنوات الأخيرة، مقارنة مع الارتفاع الحاد في الولايات المتحدة، دفع الشركات إلى تسعير أسهمها بأسعار أقل في المملكة المتحدة لجذب المستثمرين.

وقال في تصريح لصحيفة «التليغراف»: «الحسابات البسيطة تشير إلى أن السوق ذات السيولة المنخفضة ستتطلب خصماً كبيراً في سعر الإصدار حتى بالنسبة للطروحات العامة الأولية العادية. كما أن السيولة المنخفضة نفسها ستؤثر في تقييم الأسهم بعد الاكتتاب. بمعنى آخر، فإن تكلفة رأس المال السهمي تجعل هذه السوق غير تنافسية بشكل كامل».

ووفقاً لتقديرات «غولدمان ساكس»، يتم تداول الأسهم في لندن الآن بخصم متوسط يبلغ 52 في المائة مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة.

وتستمر معاناة سوق العاصمة البريطانية في توجيه ضربة لحكومة المملكة المتحدة، التي تسعى جاهدة لتبسيط القوانين التنظيمية، وإصلاح نظام المعاشات المحلي لتشجيع مزيد من الاستثمارات.

وأشار روليه إلى أن المملكة المتحدة بحاجة إلى التخلص من الإجراءات البيروقراطية المرتبطة بالاتحاد الأوروبي التي تمنع صناديق التقاعد من امتلاك الأسهم، بالإضافة إلى ضرورة خفض الضرائب على تداول الأسهم وتوزيعات الأرباح.

وأضاف: «قلقي اليوم لا يتعلق كثيراً بالطروحات العامة لشركات التكنولوجيا، فقد فات الأوان على ذلك. التهديد الحقيقي في رأيي انتقل إلى مكان آخر. إذا استمعنا بعناية لتصريحات كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الأوروبية الكبرى، فسنجد أنهم أثاروا احتمال الانتقال إلى الولايات المتحدة للاستفادة من انخفاض تكلفة رأس المال والطاقة، والعوائد المرتفعة، والتعريفات التفضيلية».