سيرين عبد النور: الأضواء يمكن أن تطفئ صاحبها والتواضع وحده يدوزنها

مع «الديفا» افتتحت أبواب الدراما العربية الرقمية

سيرين عبد النور
سيرين عبد النور
TT

سيرين عبد النور: الأضواء يمكن أن تطفئ صاحبها والتواضع وحده يدوزنها

سيرين عبد النور
سيرين عبد النور

قالت الممثلة سيرين عبد النور، إنها استمتعت بأداء دورها «ريما» في مسلسل «الديفا». وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «سعدت في أداء هذا الكراكتير لشخصية تمثيلية جديدة جداً تنقل الحالة العادية التي يعيش فيها المشاهير بعيداً عن الأضواء. وهذا الدور يشبهني إلى حدّ كبير؛ إذ أشعر عند عودتي إلى بيتي بعد حفل أو سهرة ما أكون فيها تحت الأضواء بأني خلعت وجه سندريلا الذي ألبسه عادة هناك، لأعود وأسترجع حياتي الطبيعية كأم وزوجة، وأهتم بكل تفصيل تتطلبهما مني».
وتتابع: «وفي الحلقات المقبلة ستكتشفون هذه الناحية الإنسانية لدى المشاهير ومتطلبات الحياة التي تحلم بها كل امرأة. فأنا لا أؤمن بما تتحدث به بعض الشهيرات بأن ألبوماتها وأفلامها وأعمالها هي بمثابة عائلتها وأولادها. فهذا كلام فارغ، والغريزة لا بد أن تتحرك عندهن بين وقت وآخر كأي امرأة عادية أخرى».
وسيرين التي يبدو أنها تملك مفاتيح أبواب عريضة في الدراما اللبنانية؛ إذ كانت أول من توجه بها إلى الدراما المختلطة من خلال مسلسل «روبي»، ها هي اليوم تفتح باباً آخر لها في الفضاء الرقمي. فمسلسل «الديفا» يعد أول عمل درامي أصلي من هذا النوع من إنتاج تطبيق «شاهد.نت» الإلكتروني التابع لمجموعة «إم بي سي» الإعلامية.
وتعلّق عبد النور في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «أعتقد أن الموضوع ليس قصة مفاتيح أملكها، بل ثقة يعطيني إياها المنتجون. فهم يؤمنون بموهبتي الفنية؛ ولذلك يزودوني بفرص تضعنا معاً في خط تحدٍ درامي لا يشبه غيره، وأنا فخورة بذلك. فاليوم الدراما الديجيتال تحاكي الشباب الذين لا يملكون وقتاً لإضاعته أمام الشاشة الصغيرة لنحو 40 دقيقة لمتابعة حلقة من مسلسل ما؛ ولذلك علينا أن نفكر بأسلوبهم. والدقائق الثماني التي تؤلّف مدة كل حلقة من (الديفا) تجذبهم لمتابعتها حتى وهم يقومون بالتوازي بعمل آخر».
وعما إذا ترددت أو خافت قبل موافقتها على خوض هذه التجربة، تقول: «هي بمثابة تجربة وتحدٍ جديدين، وإذا توقف الممثل والفنان بشكل عام عن المخاطرة في عمله فهو برأيي لن يكون ناجحاً. كما أن فريق العمل المشرف على (الديفا) محترف، الأمر الذي شجعني كثيراً على خوض هذا التحدي. فالمخرجة رندة العلم كما مدير التصوير منح صليبا وجهة الإنتاج (شاهد) وغيرهم يعرفون كيفية إتقان عملهم». وتؤكد عبد النور، أن الجميع كان طامحاً لإنجاح الفكرة فعملوا بكد وكأنهم ينحتون مهمتهم لإنجاح التركيبة ككل.
وتطل سيرين عبد النور في مسلسل «الديفا» ضمن أداء طبيعي ومحترف كعادتها، وفي صورة عصرية وبأناقة لافتة بحيث تقدم في كل حلقة «لوك» مختلفاً يشكل الحديث الأبرز على وسائل التواصل الاجتماعي. «رغبت في تقليد هذا النوع من الفنانات اللاتي يعطين أناقتهن المساحة الأكبر من إطلالتهن. فأنا كممثلة لا تتطلب مني أدواري الخروج عن الطبيعة بشكل نافر. كما أن الفنانة بشكل عام تحب التغيير لمراعاة الموضة والوقت ولتلوين إطلالتها بالتجديد كي لا تحدِث الملل لدي متابعيها».
وهل استمتعت بتقليدهن؟ ترد «أنا أعيش حياة (الديفا)، وعندما أخرج من منزلي إلى مكان تسلط فيه الأضواء عليّ يغمرني إحساس الـ(ستار)؛ فـأتأنق وأتصور مع الناس وأبتسم للجميع، وإلى ما هنالك من تصرفات تفرضها عليّ مهنتي». وهل لقب «الديفا» برأيك سيصبح مرادفاً لسيرين عبد النور بعد اليوم أسوة بلقب «زوزو» الذي رافق الراحلة سعاد حسني حتى أيامها الأخيرة؟ «في الماضي رافقني لقب (روبي) لفترة، إضافة إلى أسماء أخرى حفظها المشاهد؛ لأنها واكبتني في دور معين. فكل عمل درامي ينجح يفرز هذا النوع من الألقاب، وهذا الأمر لا يزعجني بتاتاً. فالموضوع يتعلق بمدى نجاح الشخصية التي أقدمها وعلينا أن ننتظر لنكتشف ذلك معا».
يضع مسلسل «الديفا» سيرين عبد النور على الضفة الشبابية بامتياز، فهل هي مطلعة على مطالب هذا الجيل عن كثب؟ ترد: «بالطبع، أنا متابعة كبيرة لهم، أولاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تسمح لي بالتفاعل معهم بشكل مباشر، وكذلك عبر علاقتي مع هذا الجيل ضمن عائلتي، ونجل أختي سابين واحد بينهم. والمطلوب في هذا الإطار أن تركني أنتِ إلى التغيير فلا تطلبيه منهم. لكن ما يهمني أن أذكره في إطار مسلسل (الديفا) هو أن الناس من مختلف الأعمار لديهم (حشرية) التعرف إلى كواليس الفن، وبالأخص ما يحدث وراء الكاميرا؛ ولذلك فهم يتابعونه بشغف».
ويكشف مسلسل «الديفا» كواليس واقع برنامج مواهب تلفزيوني بحيث يعرفنا على أحداثه المستوحاة من قصص واقعية تحصل فيها. وبينها ما يترك الشعور بالمفاجأة والصدمة في آن. فهل يمكن لـ«الديفا» أن يساهم بالتخفيف من نسب مشاهدة هذا النوع من البرامج، ولا سيما كما يتضح أنها واجهة لماعة لوجوه مزيفة؟ تعلق سيرين عبد النور: «إننا بطبيعتنا حشريون ونحب معرفة المحجوب عن أعيننا. والمشاهد يحب أن يتابع خلافاً بين فنان وآخر أو حادثة وفضيحة تحصل بينهما. ومن ناحية ثانية، لا يجب على المشاهد أن يتأثر؛ لأن الكواليس موجودة في جميع المهن، ولأن مهنة الفن تدور تحت الأضواء وتلاقي اهتماماً أكبر».
ومن يتابع «الديفا» يلاحظ كمية الأضواء والضغوط التي يتعرض لها النجوم في عملهم كما تشير أحداث القصة التي تحكي عن ريما، الفنانة التي بعدما خفت نجمها، تقرر المشاركة في برنامج مواهب، إلا أنها تجهل ما قد تضطر إلى دفعه من ثمن. فما هي الرسالة التي يحملها في هذا الصدد؟ ترد: «هذا هو الواقع الحقيقي الذي يعيشه النجوم في إيقاع يومي متعب جداً. ويخيل للبعض أن الشهرة التي يتمتع بها الفنان هي نعمة يتمناها لنفسه ويحسد الفنان عليها. في (الديفا) نكتشف تأثير هذه الأضواء على الفنان، حيث ثمة رسالة واضحة لمن يحلم بالشهرة أنها ليست بالأمر السهل. وكم من مرة اضطررت شخصياً إلى أن أبدو على غير طبيعتي وأخفي مشاعري الحزينة لأطل مبتسمة أمام الناس التقط معهم صوراً تذكارية. فالشهرة هي التغلب على الذات والزعل والقسوة، وما إلى هناك من مشاعر سلبية».
وهل برأيك أن الأضواء في استطاعتها أن تطفئ صاحبها؟ «عندما لا يستطيع التحكم بها نعم فهي قادرة على إطفائه. فكلما تواضع صاحبها، تمكن من دوزنة الضوء ومفعوله عليه. فللأضواء قدرة على تزويد صاحبها بشعور التحليق عالياً، وقلة هن من يستطعن تثبيت أقدامهن على الأرض رغم شهرتهن». وهل مررت بهذه التجربة؟ «بالتأكيد مررت بهذه التجربة، ولست الوحيدة التي عاشتها. ومن الضروري أن يحيط بالفنان أشخاص يدعمونه في هذه الفترة. وأنا محظوظة لوجود شقيقتي سابين بقربي دائماً. فكانت تحدثني وتعطيني أمثلة وتقوي من عزيمتي وتوعيني على ما يحدث حولي، وما كان مخططاً له ليخفت وهجي، كل ذلك ساهم في وقوفي من جديد».
وبموازاة إطلاق الحلقة الأولى من «الديفا» طرحت سيرين عبد النور أغنية جديدة لها «أنا رجعت» من إنتاج «بلاتينيوم ريكوردز». «لقد شكلت هذه الأغنية صدمة بالنسبة لي. فعندما قرأت كلماتها التي كتبها صلاح الكردي قلت في قرارة نفسي إنه بالتأكيد يعرفني عن كثب؛ إذ ترجم فيها ما أشعر به في الحقيقة. ففي فترة سابقة مررت بمرحلة غيبت فيها عن قصد. وصدرت بحقي انتقادات كثيرة وتردد أني انتهيت لمجرد أني قررت البقاء مع عائلتي والاهتمام بطفلي كريستيانو الحديث الولادة. وصدمت يومها وصرت أتساءل أين ذهب كل تعبي، ولماذا أقابل بكلام خائن؟ فالساحة تتسع للجميع وإذا ما غاب الفنان لفترة عن الأضواء؛ فذلك لا يعني أنه انطفأ وهجه. وكنت أتوق لتفسير مشاعري تلك، ولا سيما أن عودتي شهدت إنجازات لي في عالم الدراما كما في «الهيبة الحصاد» واليوم في «الديفا». وأنا أهديها لكل الأشخاص الذين هم على أهبة الاستسلام كي ينتصبوا ويقفوا على قدميهم من جديد».
وعن خلطة المسلسل التي تتألف منها والممثل السعودي يعقوب الفرحان والمصرية بوسي، تعلق: «منذ سنين وأنا أردد رغبتي في تقديم عمل درامي مع ممثلين من السعودية والخليج العربي. فهو مشهد توقعت له النجاح مع هذا الخليط من اللهجات والأداء. وسعدت لتعاوني مع يعقوب الفرحان الممثل السعودي الناجح وصاحب شخصية متعاونة ولطيفة وحنونة جداً. ويمكنني أن أصف الممثلة بوسي بـ(بونبونة)؛ فهي كتلة من خفة الدم تتنقل هنا وهناك. ولذلك؛ اتسمت هذه الخلطة بنكهة خاصة أنا سعيدة بها».
وعما إذا هي تشاهد مسلسل «عروس بيروت»، ترد: «طبعاً أشاهده بين وقت وآخر، وهو يتميز بتوليفة رائعة بين الممثلين. وأعجبت بقدرة ظافر العابدين على التحدث باللهجة اللبنانية بنجاح. فهو ممثل قدير ويشهد له بذلك. كما أحببت دور كارمن بصيبص التي أكنّ لها معزّة خاصة، وبالتالي تقلا شمعون التي تبرهن مرة بعد مرة بأنها ممثلة عملاقة». وعما ينتظرنا في الحلقات الخمس المتبقية من «الديفا» (عدد حلقاته 8) تقول: «ستكتشفون (الديفا) الإنسانة التي تخفي معاناتها أمام الكاميرا وما عاشته في صغرها من ظلم وقسوة. ولتغيب ملامح القساوة والعجرفة عنها وتتحول إلى إنسان آخر سيتعاطف معه المشاهد بشكل مباشر».
وتعلن سيرين عبد النور من خلال «الشرق الأوسط» بأن لـ«الديفا» جزءاً ثانياً يحضر له قريباً. «انتظروني في جزء ثانٍ منه فكونوا على الموعد». أما عن أعمالها المستقبلية فتلفت إلى مسلسل رمضاني ستلعب بطولته من إنتاج «إيغل فيلمز» ضمن دور رومانسي يدور في إطار قصة حب.


مقالات ذات صلة

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

الوتر السادس تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

طرحت الفنانة المصرية نسمة محجوب، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أحدث أعمالها الغنائية بعنوان «الناس حواديت»، والتي حظيت بتفاعل من المتابعين عبر مواقع التواصل

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده، «إذا أراده السوريون»، ردوداً متباينة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق من وجهة نظر العلاج بالفنّ (غيتي)

علاج القلق والكآبة... بالمسلسلات الكورية الجنوبية

رأى خبراء أنّ المسلسلات الكورية الجنوبية الزاخرة بالمشاعر والتجارب الحياتية، قد تكون «مفيدة» للصحة النفسية؛ إذ يمكنها أن تقدّم «حلولاً للمشاهدين».

«الشرق الأوسط» (سيول)
يوميات الشرق الفنانة مايان السيد في لقطة من البرومو الترويجي للمسلسل (الشركة المنتجة)

«ساعته وتاريخه»... مسلسل ينكأ جراح أسرة مصرية فقدت ابنتها

أثار مسلسل «ساعته وتاريخه» التي عرضت أولى حلقاته، الخميس، جدلاً واسعاً وتصدر ترند موقع «غوغل» في مصر، خصوصاً أن محتوى الحلقة تناول قضية تذكّر بحادث واقعي.

داليا ماهر (القاهرة )

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».