السلطات المغربية تمنع اعتصاماً ليلياً للأساتذة في الرباط

كانوا يعتزمون المبيت أمام مبنى البرلمان

احتجاج سابق للأساتذة حاملي الشهادات في الرباط (إ.ب.أ)
احتجاج سابق للأساتذة حاملي الشهادات في الرباط (إ.ب.أ)
TT

السلطات المغربية تمنع اعتصاماً ليلياً للأساتذة في الرباط

احتجاج سابق للأساتذة حاملي الشهادات في الرباط (إ.ب.أ)
احتجاج سابق للأساتذة حاملي الشهادات في الرباط (إ.ب.أ)

منعت السلطات الأمنية المغربية الأساتذة حاملي الشهادات من تنفيذ اعتصام ليلي والمبيت أمام مبنى البرلمان، في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، ولجأت لاستعمال القوة في تفريق الأساتذة الذين دخلت احتجاجاتهم أسبوعها الثاني على التوالي.
وسجّل فض اعتصام الأساتذة حاملي الشهادات وقوع إصابات في صفوفهم، جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بهدف لفت الانتباه لقضيتهم، التي يعدّونها عادلة، مجددين مطالبة الحكومة بالاستجابة لمطالبهم.
وتناقل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصوراً توثق لحظة تدخل الأمن من أجل تفريق المتظاهرين، ومنعهم من المبيت أمام مقر البرلمان، وأظهرت عدداً من الأساتذة المصابين أثناء نقلهم في سيارات الإسعاف لتلقي الإسعافات الضرورية بالمستشفى الجامعي «ابن سينا» بالرباط.
ويطالب الأساتذة حاملو الشهادات وزارة التربية والتعليم، وحكومة سعد الدين العثماني، بتحسين أوضاعهم، وتحقيق مطالبهم قبل استئناف التدريس، وهددوا بالاستمرار في إضرابهم عن العمل لأكثر من أسبوع حتى تحقيق أهدافهم.
ويتوقع أن يواصل الأساتذة حاملو الشهادات برنامجهم الاحتجاجي في العاصمة الرباط، طيلة أيام الأسبوع الحالي، والذي سبق أن أعلنوا عن تفاصيله في بيان مشترك للنقابات التعليمية الخمس الأكثر تمثيلية في البلاد، التي يمثلونها.
وانتقد عدد من النشطاء النقابيين والحقوقيين التدخل الأمني بحق الأساتذة المحتجين، مطالبين السلطات باحترام الحق في التظاهر السلمي، الذي يكفله الدستور، وعدّوا أن التدخل جاء «منافياً للقانون وحقوق الإنسان».
يذكر أن التدخل الأمني لتفريق الأساتذة المحتجين كان مباشرة عقب تصريحات رئيس الحكومة في جلسة المساءلة الشهرية بمجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان)، والتي نفى فيها وجود تراجعات على المستوى الحقوقي بالبلاد.
وأكد العثماني أن السنوات الثلاث الأخيرة شهدت تنظيم 48 ألف شكل احتجاجي بمختلف مناطق ومحافظات المملكة، شارك فيها نحو 5 ملايين و160 ألف مواطن، مبرزاً أن السلطات فضت 941 شكلاً احتجاجياً من مجموعها، شارك فيها «130 ألف شخص، وذلك بعدما تبين للسلطات أن هناك أسباباً لفض تلك الاحتجاجات، وهو ما يمثل أقل من اثنين في المائة من معدل الاحتجاجات».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.