أدمغة الرياضيين تساعدهم على الاستماع للأصوات رغم الضوضاء

أدمغة الرياضيين تساعدهم على الاستماع للأصوات رغم الضوضاء
TT

أدمغة الرياضيين تساعدهم على الاستماع للأصوات رغم الضوضاء

أدمغة الرياضيين تساعدهم على الاستماع للأصوات رغم الضوضاء

لسماع اتصال هاتفي يأتيك من أحد الأصدقاء، قد تطلب من الأشخاص المجاورين لك تقليل صوتهم، وهو الأمر الذي قد لا يضطر الشخص الرياضي إلى القيام به، حيث أثبتت دراسة نُشرت في العدد الأخير من دورية «صحة الرياضيين» أنّ أدمغتهم تقلّل الخلفية الصوتية للسماع بشكل أفضل.
وقاس الباحثون من جامعة نورث وسترن في إلينوي بأميركا خلال الدراسة، نشاط الدماغ المتعلق بمعالجة الصوت لدى الرياضيين وغير الرياضيين، فوجدوا أنّه بسبب قدرة أقوى على تقليل الضوضاء الكهربائية الخلفية في الدماغ، كان الرياضيون أفضل في معالجة إشارات الأصوات الخارجية.
واستخدم الباحثون للتوصل لهذه النتيجة مقياساً يسمى الاستجابة التالية للتردد (FFR)، ولقياس هذه الاستجابة توضع أقطاب كهربائية على فروة الرأس ويسجل رسم دماغ كهربائي للنشاط في جزء من الدماغ الذي يعالج الصوت.
وشارك في هذه التجارب 495 من الطّلاب والطالبات من جامعة نورث وسترن، مع 495 رياضياً من نفس الفئة العمرية للطلاب، وقاس الباحثون ثلاث قيم لسعة الاستجابة التالية للتردد (FFR)، وهي حجم الاستجابة لصوت الاختبار، وحجم ضجيج الخلفية في الدماغ، ونسبة المقياسين.
واستمع المشاركون من خلال سماعات في الأذن لصوت الاختبار، فأظهرت النتائج أنّه بالمقارنة مع غير الرياضيين، كانت للرياضيين ردود أكثر أهمية على صوت الاختبار، ولاحظ الباحثون أنّ ذلك بسبب «انخفاض مستوى الضوضاء العصبية الخلفية في المخ».
وتشبه د.نينا كراوس، أستاذة علوم الاتصال وعلم الأحياء العصبية بجامعة نورث وسترن، الضوضاء العصبية الخلفية في المخ، بصوت شخص يجلس بجوارك عند الاستماع للراديو. وتقول في تقرير نشره موقع «ميديكال نيوز توادي»، أمس: «لسماع ما يقوله الشخص الموجود بالراديو، يجب عليك أن تطلب من الشخص الذي يجلس بجوارك إما تقليل صوته وإما زيادة صوت المتحدث». وتضيف: «نتائجنا تشير إلى أنّ أدمغة الرياضيين تقلّل من الخلفية الثابتة لسماع ما يقال بشكل أفضل». وتشير كراوس، إلى أنّ هذه النتيجة تؤكد أنّ الرياضة لا تؤدي فقط إلى لياقة بدنية أفضل، ولكنّها تؤدي أيضاً إلى نظام عصبي أكثر هدوءاً. وتابعت: «ربما إذا كنت تتمتع بنظام عصبي أكثر صحة، فقد تتمكن من التعامل بشكل أفضل مع الإصابة أو غيرها من المشكلات الصحية».


مقالات ذات صلة

صحتك المشي اليومي يسهم في تعزيز الصحة ودعم الحالة النفسية (رويترز)

6 فوائد صحية للمشي اليومي

أكدت كثير من الدراسات أهمية المشي اليومي في تعزيز الصحة، ودعم الحالتين النفسية والجسدية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)

للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

حذَّرت دراسة من أن زيوت البذور -وهي زيوت نباتية تستخدم في طهي الطعام، مثل زيوت عباد الشمس والذرة وفول الصويا- يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق يعاني الكثير من الأشخاص من كثرة التفكير وقت النوم (أ.ف.ب)

كيف تتغلب على كثرة التفكير وقت النوم؟

يعاني كثير من الأشخاص من كثرة التفكير ليلاً؛ الأمر الذي يؤرِّقهم ويتسبب في اضطرابات شديدة بنومهم، وقد يؤثر سلباً على حالتهم النفسية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».