غيب الموت صباح أمس، المخرج المسرحي المصري محسن حلمي، بعد رحلة فنية طويلة قدم فيها عشرات العروض المسرحية مع كبار الفنانين المسرحيين في مصر. وشيعت جنازته أمس من مسجد السيدة نفيسة في حضور عدد من زملائه من بينهم الفنان محمود حميدة، والمخرج عادل أديب، والفنان منير مكرم وغيرهم.
وتُوفي حلمي زوج الفنانة سلوى محمد علي، إثر تدهور حالته الصّحية خلال الآونة الأخيرة بعد إصابته بجلطة أثرت على أحباله الصوتية وقدرته على البلع، ما اضطر الأطباء لحجزه داخل غرفة العناية المركزة في أحد مستشفيات القاهرة.
ونعى المخرج الراحل عدد كبير من المؤسسات الفنية وكثير من المسرحيين في مصر أمس، ونعته إدارة مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي في بيان صحافي أمس قائلة: «يعرب مجلس إدارة المهرجان عن بالغ حزنه وأسفه على رحيل المخرج الكبير محسن حلمي، الذي يعد قامة مسرحية مصرية وعربية كبيرة ومبدعاً أصيلاً وأيقونة للنجاح والإبداع المسرحي». كما نعته الإدارة العامة للمسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة، ونعاه المخرج السينمائي المصري مجدي أحمد علي على صفحته الشخصية على «فيسبوك» قائلاً: «لم يكن وجود محسن حلمي بيننا إلا قرينا بالبهجة وحب الحياة والاستهانة بأوجاعها... ولم يكن يرغب في أن يراه أحدنا يعاني فرحل دون وداع».
ونعت المخرج الراحل الصفحة الرسمية لإصدارات ديزني العالمية، الناطقة بالعربية، «ديزني بالعربي»، على موقع «فيسبوك» أمس، وقالت: «جسد الراحل بصوته شخصيات عدة مدبلجة، كما قدم شخصية الأب جيمس في فيلم (الأميرة والضفدع)، والكابتن جانتو في فيلم (ليلو وستيتش) وسهم في فيلم (كوكب الكنز المفقود)، ومأمور في سلسلة أفلام (سيارات)».
ويُعد فنانون مصريون المخرج الراحل من أبرز وأكبر مخرجي المسرح المصري خلال العقود الماضية، من بينهم الفنان أحمد عبد العزيز، رئيس المهرجان القومي للمسرح، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «محسن حلمي صاحب تاريخ مسرحي كبير... تزاملنا سويا في المسرح الجامعي بجامعة عين شمس، في الوقت الذي كان يدرس بكلية الحقوق بالتزامن مع دراسته في معهد الفنون المسرحية»، مشيراً إلى أنه «أخرج عدداً كبيراً من المسرحيات الجامعية، نحو 15 عرضا، بجامعات (عين شمس) و(القاهرة) و(حلوان)، كما أنه صاحب أياد بيضاء في اكتشاف عدد كبير من نجوم المسرح والدراما المصرية خلال العقود الأخيرة».
ووفق عبد العزيز فإنّ حلمي أخرج نحو 25 عملاً مسرحياً على مسارح الدولة المتنوعة (الطليعة، القومي، السلام، الهناجر) وغيرها، وتقلد منصب مدير مسرح «الطليعة» في فترة من الفترات، وتتلمذ على يده نجوم كثيرون.
أمّا مسيرته فبدأت في عالم المسرح الاحترافي منذ عام1981، قدم خلالها العديد من الأعمال المسرحية المهمة على غرار «الكابوس» و«العار» و«الشيء» و«الساحرة»، و«طه حسين»، و«ليلة عيد الميلاد» و«بارانويا»، و«ليلة من ألف ليلة» التي كانت آخر أعماله.
وسبق لحلمي المشاركة في العديد من المهرجانات الإقليمية والدّولية وحصل على العديد من الجوائز والتكريمات كان آخرها في المهرجان القومي للمسرح العام الحالي تقديراً لإسهاماته المسرحية ومشواره الفني الطويل. ويؤكد عبد العزيز أن «حلمي كان متواضعاً ومهذباً ومخلصاً لفنّه ولم يكن من الذين يصدرون أزمات ومشكلات مع الآخرين، ورحيله خسارة كبيرة للمسرح المصري».
الموت يغيب المخرج المسرحي المصري محسن حلمي «مكتشف النجوم»
قدّم «الكابوس» و«العار» و«الساحرة» و«ليلة من ألف ليلة»
الموت يغيب المخرج المسرحي المصري محسن حلمي «مكتشف النجوم»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة