ظريف: مستعدون لمبادلة كاملة للسجناء و«الكرة في ملعب أميركا»

وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف (رويترز)
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف (رويترز)
TT

ظريف: مستعدون لمبادلة كاملة للسجناء و«الكرة في ملعب أميركا»

وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف (رويترز)
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف (رويترز)

قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، اليوم الاثنين، إن بلاده مستعدة لمبادلة كاملة للسجناء مع الولايات المتحدة، مضيفاً في تغريدة على «تويتر»: «الكرة في ملعب أميركا».
وقال ظريف: «بعد أن استرجعنا رهينتنا هذا الأسبوع، نحن مستعدون تماماً لمبادلة شاملة للسجناء»، وذلك وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.
وأفرج السبت الماضي عن مسعود سليماني العالم الإيراني الموقوف في الولايات المتحدة منذ 2018، وعن شيوي وانغ الأميركي المولود في الصين والمسجون في إيران منذ 2016، إلا إن الحكومة الإيرانية نفت أن يكون تبادل السجناء نتيجة أي مفاوضات بين البلدين اللذين لا يقيمان علاقات دبلوماسية بينهما منذ 1980.
وشيوي وانغ طالب دكتوراه في التاريخ بجامعة برنستون الأميركية، كان يجري أبحاثاً حول سلالة القاجار في إيران حيث تم اعتقاله في أغسطس (آب) 2016.
أما سليماني فهو أستاذ وباحث في مجال الخلايا الجذعية في جامعة «تربيت مدرس» وتوجه للولايات المتحدة في 22 أكتوبر (تشرين الأول) 2018، بحسب وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية.
وصرح المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي للتلفزيون الرسمي: «لقد كانت هذه مجرد عملية تبادل، ونحن مستعدون للتحرك بشأن عمليات التبادل، ولكن لم تجر أي مفاوضات». وأضاف أن «المفاوضات أو أي نوع من المحادثات» لا يمكن أن يتم إلا «عبر إطار (5+1) وبعد أن توقف أميركا العقوبات والإرهاب الاقتصادي».
ومجموعة «5+1» مؤلفة من الدول التي توصلت إلى اتفاق نووي مع إيران في 2015 وهي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي إضافة إلى ألمانيا. وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي العام الماضي وأعادت فرض العقوبات على إيران.
واليوم قال ربيعي إن عملية التبادل جاءت رغم الرفض الأميركي للعرض الذي قدمته طهران لواشنطن العام الماضي لتبادل جميع السجناء. وأكد أنه قبل أشهر قليلة تلقت إيران رسالة من «مسؤول أميركي سابق» جاء فيها أن الأميركيين على استعداد للتبادل.
ويبدو أن ربيعي يشير إلى رجل الكونغرس الأميركي السابق جيم سلاتري والذي اتصل بالإيرانيين نيابة عن محامي عائلة وانغ، بحسب ما ذكرت مجلة «نيويوركر». وقالت المجلة في تقريرها إنه كان من المتوقع ترحيل سليماني بعد اعترافه بالتهم الموجهة إليه في إطار اتفاق رتبه سلاتري مع محامي سليماني. ونقلت عن مسؤول من الإدارة الأميركية أنه «وفي خطوة مفاجئة، أسقطت وزارة العدل جميع التهم عن سليماني» قبل إجراء عملية التبادل.



قلق أميركي من سعي إيران لإعادة حضورها العسكري في سوريا

عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
TT

قلق أميركي من سعي إيران لإعادة حضورها العسكري في سوريا

عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

تخشى الولايات المتحدة من محاولات إيران لاستعادة حضورها العسكري في سوريا، بما في ذلك خط إمداد «حزب الله»، رغم سحبها الكبير لقواتها من الأراضي السورية بعد انهيار نظام الأسد، الشهر الماضي، في ضربة لاستراتيجيتها الإقليمية، وفقاً لمسؤولين غربيين وإقليميين.

وقال مسؤول أميركي رفيع لصحيفة «وول ستريت جورنال» إن الانسحاب الإيراني من سوريا يمثل نهاية لجهود طهران الإقليمية لنشر النفوذ وشن حروب بالوكالة ضد أميركا وإسرائيل، حيث فر أعضاء في «فيلق القدس»، وتم تفكيك الميليشيات.

وأنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم الأسد خلال الحرب، وأرسلت قوات من «الحرس الثوري» إلى سوريا؛ لمساعدة حليفها على البقاء في السلطة.

بدأت إيران بسحب قواتها بعد انهيار الجيش السوري في أواخر العام الماضي، في ظل ضربات إسرائيلية متواصلة، وكانت غاضبة من الأسد الذي ظل غائباً خلال صراعها مع إسرائيل.

وامتدت شبكة إيران في سوريا من الشرق لنقل الأسلحة والمقاتلين إلى حدود لبنان لتسليح «حزب الله».

وقال مسؤولون غربيون وعرب إن معظم المقاتلين المدعومين من إيران في شرق سوريا، بينهم ضباط من «الحرس الثوري»، فروا إلى القائم بالعراق، بينما هرب بعض الإيرانيين المقيمين في دمشق إلى طهران، ومقاتلو «حزب الله» عبروا إلى لبنان.

وقالت باربرا ليف، المسؤولة عن شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية، عن مغادرة القوات الإيرانية من سوريا: «إلى حد كبير، نعم... إنه أمر استثنائي».

الرئيس السوري بشار الأسد في لقاء مع وزير الخارجية الإيراني خلال زيارته لسوريا في 2 ديسمبر 2024 (د.ب.أ)

وقالت ليف إن سوريا أصبحت الآن أرضاً معادية لإيران، وأضافت: «هذا لا يعني أنهم لن يحاولوا العودة، لكن الأوضاع هناك معادية للغاية».

وهاجم المرشد الإيراني، علي خامنئي، الأسبوع الماضي، الانتقادات لحضور إيران الإقليمي، قائلاً: «بعض الأشخاص بسبب افتقارهم للفهم وقلة الوعي والتحليل الصحيح للقضايا يقولون إن الدماء التي أريقت في سبيل الدفاع عن الأضرحة قد ذهبت هدراً». وأضاف: «هذا التصور خطأ كبير؛ لأنه لولا قتال الجنرال سليماني ومدافعي الأضرحة لما بقي أثر من المراقد المقدسة، سواء السيدة زينب أو حتى كربلاء والنجف».

وقال دبلوماسيون غربيون إن العسكريين الإيرانيين وحلفاءهم أُجبروا على ترك كمية كبيرة من المعدات والذخائر العسكرية في أثناء هروبهم، وجرى تدميرها لاحقاً بواسطة إسرائيل، أو تم الاستيلاء عليها من قبل «هيئة تحرير الشام» وجماعات أخرى.

وقال مسؤول سابق في «البنتاغون» إن انهيار نظام الأسد قلل من تأثير إيران في المنطقة، وقدرتها على دعم الجماعات المسلحة لتحقيق أهدافها الإقليمية.

في الأيام الأخيرة، أفادت تقارير بأن إيران حاولت زيادة شحنات النقود إلى «حزب الله» في لبنان، وتم تأخير وتفتيش رحلة دبلوماسية إيرانية لدى وصولها إلى بيروت.

صورة نشرها موقع البرلمان الإيراني من سلامي خلال جلسة مغلقة حول سوريا ديسمبر الماضي

ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن إيران ستسعى لإعادة الجسر البري، ولكن من غير المحتمل أن تسمح الحكومة السورية الجديدة لـ«الحرس الثوري» الإيراني بتجديد وجوده العسكري بسبب دعمه للأسد.

وفي نهاية ديسمبر (كانون الأول)، توقع خامنئي ظهور «قوة شريفة في سوريا»، قائلاً إن «الشباب الشجعان والغيارى في سوريا سيقومون بطرد إسرائيل».

ویخشی المسؤولون الأمیركيون من أن إيران قد تحاول إعادة نفوذها في سوريا على المدى الطويل، عبر تفعيل الشبكات القديمة، واستغلال عدم الاستقرار في البلد.

قال أندرو تابيلر، المدير السابق لسوريا في مجلس الأمن القومي: «هذا فشل كارثي لإيران. حجم الكارثة سيعتمد على ما إذا كانت سوريا ستظل موحدة»، وأضاف: «قد تجد إيران طريقاٌ للعودة بفضل الانقسامات الطائفية التي لا تزال غير محلولة في ظل النظام الجديد».