الحراك يعدّ لمظاهرة كبرى في بغداد غداً

واصل آلاف المتظاهرين العراقيين المناهضين للحكومة والتدخل الإيراني، التجمع في ساحة الاحتجاج الرئيسية في بغداد أمس.
وتدفقت أعداد كبيرة من المحتجين إلى ساحة التحرير في العاصمة وساحات الاحتجاج في المحافظات الجنوبية حيث تجري اعتصامات منذ أسابيع عدة. ويطالب العراقيون منذ أكثر من شهرين بتغيير الطبقة الحاكمة منذ 16 عاماً ويتهمونها بالفساد والمحسوبية والتبعية لإيران.
وفي الجنوب، تجمع آلاف المتظاهرين في الناصرية والديوانية تضامناً مع ساحة التحرير في بغداد، وسط انتشار أمني كثيف.
من ناحية ثانية، كشف ناشط مدني عراقي الليلة قبل الماضية عن أن 11 ناشطاً تم اختطافهم واقتيادهم إلى جهة مجهولة. ونقلت «وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)» عن الناشط المدني منتظر علي قوله في تصريح إن عناصر «جماعة مجهولة يستقلون سيارات رباعية الدفع أوقفوا سيارة تقل ناشطين في طريق عودتهم من ساحة التحرير ببغداد إلى مدينة كربلاء، وتم اقتيادهم إلى جهة مجهولة».
ويؤكد الناشطون أن أعداداً كبيرة من المتظاهرين في محافظات وسط وجنوب العراق سيلتحقون بنظرائهم في بغداد غداً بهدف الضغط لتلبية المطالب والإسراع باختيار رئيس وزراء جديد ينسجم مع توجهات المتظاهرين قبل 5 أيام من انتهاء مدة الخمسة عشر يوماً التي يحددها الدستور لرئيس الجمهورية لتقديم مرشح بديل لرئيس الوزراء عادل عبد المهدي الذي قدم استقالته في 1 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.
ويقول الناشط أحمد خزام إن «بغداد معقل السلطة والحكم، ومن دون الضغط وبقوة على السلطات في العاصمة فلن نتوقع منها القيام بأي عمل حقيقي لتلبية مطالب المتظاهرين، لذلك صار الاتفاق مع النشطاء في بقية المحافظات على توحيد الجهد في بغداد هذه المرة». ويتوقع خزام في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «تشهد بغداد مظاهرات شعبية غير مسبوقة لا تقتصر على الوجود في ساحة التحرير، وتمتد لتشمل مناطق أخرى في جانبي الكرخ والرصافة».
في غضون ذلك، ورغم الحملة التي دشنتها جهات مناهضة له، تواصل وللأسبوع الخامس على التوالي «إضراب» الطلبة في معظم جامعات بغداد ومحافظات وسط وجنوب البلاد، وظلوا متمسكين بخيار عدم الالتحاق بالدوام الرسمي. ويثير الإضراب استياء السلطات التي تجد نفسها عاجزة أمامه، نظراً لمساهمته الفاعلة في إدامة زخم الاحتجاجات.
في السياق نفسه، صنف حزب «الدعوة الإسلامية» الذي يتزعمه نوري المالكي، أمس، منع الدوام ضمن ما سماه «الإرهاب الفكري والعلمي». وقال المكتب السياسي للحزب في بيان: «(حزب الدعوة الإسلامية) يؤكد على سلمية التظاهر باعتباره حالة تعبيرية دستورية، وعلى دعم المتظاهرين السلميين الذين يطلبون الإصلاح والتغيير لما فيه مصلحة العراق والعراقيين بعيداً عن العنف وتعريض أمن المواطنين ومصالحهم ومؤسسات الدولة إلى الاعتداء والتعطيل». وأضاف أن «مما يبعث على الأسف والشعور بالخسارة الجسيمة هو ما آلت إليه بعض المظاهرات من قطع للطرقات، واعتداءات على مؤسسات الدولة ورجال الأمن والممتلكات العامة والخاصة، وتعطيل الدوائر؛ وخاصة المدارس ومراكز التعليم وبعض الكليات والجامعات، وهو أمر لا يمكن قبوله بأي تبرير»، عادّاً أن «منع الطلاب من الحضور لصفوف الدراسة وتعنيف المعلمين وترهيب مديري التربية، كلها جرائم يعاقب عليها القانون، وتعريض المدارس والجامعات ومنع الدوام فيها عمل غير مسؤول وسيحرم أبناءنا وبناتنا من بناء مستقبلهم ويوقف حركة العلم والتعليم، وبالتالي فهو يصنف ضمن الإرهاب الفكري والعلمي».
إلى ذلك، أعلن المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى، أمس، إطلاق سراح 2626 موقوفاً من المتظاهرين السلميين. وقال المركز في بيان: «الهيئات الحقيقية المكلفة بنظر قضايا المظاهرات أعلنت عن إطلاق سراح 2626 موقوفاً من المتظاهرين السلميين لغاية يوم 8 - 12 - 2019». ولفت إلى استمرار التحقيق مع 181 موقوفاً عن جرائم منسوبة لهم وفق القانون.