رئيس الوزراء الإسرائيلي مُصر على اعتراف أميركي بضم غور الأردن

وزير الأمن مهدداً إيران: سوريا ستتحول إلى فيتنام بالنسبة لكم

مستوطنون محاطون بجنود إسرائيليين يجولون في مدينة الخليل بالضفة الغربية السبت (أ.ف.ب)
مستوطنون محاطون بجنود إسرائيليين يجولون في مدينة الخليل بالضفة الغربية السبت (أ.ف.ب)
TT

رئيس الوزراء الإسرائيلي مُصر على اعتراف أميركي بضم غور الأردن

مستوطنون محاطون بجنود إسرائيليين يجولون في مدينة الخليل بالضفة الغربية السبت (أ.ف.ب)
مستوطنون محاطون بجنود إسرائيليين يجولون في مدينة الخليل بالضفة الغربية السبت (أ.ف.ب)

بعد أن قال مساعد وزير الخارجيّة الأميركيّة، ديفيد شنكر، إنّ قضيّة ضمّ غور الأردن لم تكن ضمن القضايا التي على جدول أعمال اللقاء الذي عقد بين وزير الخارجيّة الأميركي، مايك بومبيو وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في البرتغال، خرج نتنياهو بتصريحات يصر فيها على أنه طرح الفكرة وقال إنه ينوي طرحها أيضاً على لقاء قريب سيعقد مع الرئيس دونالد ترمب.
وقال نتنياهو، أمس الأحد، إنه «يجب فرض القانون الإسرائيلي على غور الأردن ومنح الشرعية لكل المستوطنات». وأضاف نتنياهو، الذي كان يتحدث في مؤتمر لصحيفة المستوطنين «مكور ريشون»، إنه «تم طرح هذا الموضوع خلال اللقاء مع بومبيو. صحيح أنه لم تطرح خطة مفصلة، ولكنني عرضت الفكرة. فمثلما أردت اعترافاً أميركياً بسيادتنا في هضبة الجولان، أريد اعترافا أميركيا بسيادتنا في غور الأردن. وحان الوقت لفرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن».
وتعرض نتنياهو إلى نقد شديد على تصريحه هذا، لأنه يشكك في مصداقية الوزير الأميركي الصديق لإسرائيل، وقال النائب عوفر شلح من المعارضة، إنه يصدق بومبيو وليس نتنياهو «الأميركيون يؤكدون عملياً ما كنا نقوله كل الوقت، إن نتنياهو ليس جاداً في طرح مسألة ضم غور الأردن. إنه يطلق تصريحات فارغة هدفها الأساس مصلحته الانتخابية. هكذا فعل أيضاً عندما تحدث عن حلف دفاع مشترك مع الولايات المتحدة. الرجل ببساطة كذاب مزمن. لم يمر على إسرائيل في كل تاريخها رئيس حكومة كذاب مثل نتنياهو».
وحذر شلح من مغامرات عسكرية يمكن لنتنياهو أن يدفع إليها في حال اكتشافه أن فرص بقائه رئيس حكومة باتت ضعيفة. وجاء ذلك بسبب كثرة تصريحات نتنياهو ووزير دفاعه التي يهددان فيها كلا من إيران وحزب الله والعراق وسوريا والتنظيمات المسلحة في قطاع غزة.
وكان نتنياهو تكلم في المؤتمر المذكور، وأيضا في مستهل جلسة حكومته، عن قطاع غزة، بعد إطلاق ثلاثة صواريخ باتجاه جنوب البلاد في نهاية الأسبوع الماضي، وقال إنه «إذا احتاج الأمر، سننفذ عملية عسكرية كبيرة في غزة من أجل اجتثاث الإرهاب مرة وإلى الأبد. وقد تلقوا عينة مؤخرا، ولا أنصحهم بانتظار الوجبة الرئيسية. ولن تكون هناك تهدئة في غزة من دون وقف إطلاق القذائف الصاروخية». وبالنسبة للشأن الإيراني قال نتنياهو: «نقود جهودا غير متوقفة من أجل فرض العقوبات على إيران وممارسة الضغوط عليها ومعارضتها ومجابهة محاولاتها للتموضع على حدودنا عمليا وعسكريا. نحن بالفعل نقود جهودا دولية ضد إيران يتم التعبير عنها أيضاً من خلال المحادثات الأخيرة التي أجريتها مع الرئيس الأميركي ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأسبوع الماضي وأيضا مع وزير الخارجية الأميركي بومبيو. مهامي الأولى في تلك المحادثات كانت عبارة عن إيران وإيران وإيران».
ولخص نتنياهو موقفه في القضايا الاستراتيجية قائلا: «نستطيع أن نحصل على حلف دفاعي تاريخي مع الولايات المتحدة. أستطيع أن أحقق ذلك وهذا ما أعتزم تحقيقه بعون الله خلال الأشهر القليلة المقبلة. يجب العمل بكل الطاقات من أجل تحقيق ذلك وهذه هي فرصة عملاقة. الفرصة الأخرى هي تحديد حدودنا الشرقية أخيرا وفرض القانون الإسرائيلي على غور الأردن والقيام بذلك باعتراف دولي، أي اعتراف أميركي. ضم الأراضي فقط لا يكفي ولكن هذه هي خطوة هامة. للأسف هذا ليس ممكناً الآن تحت حكومة انتقالية. وحين تشكل الحكومة المقبلة مهما كانت سيكون بالإمكان القيام بذلك. مثلما أردت اعترافاً أميركياً بسيادتنا على الجولان، أريد اعترافا أميركيا بسيادتنا على غور الأردن. هذا مهم. قيل إنه لم نبحث مخططا رسميا. هذا صحيح. هذا الأمر لم يطرح بعد. ولكننا بحثنا هذا الموضوع. طرحت هذه القضية على وزير الخارجية بومبيو وأعتزم طرحه على إدارة الرئيس ترمب. آن الأوان لفرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن ولتسوية مكانة جميع البلدات اليهودية في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، تلك الموجودة داخل الكتل الاستيطانية وتلك التي لا توجد فيها. هذه البلدات ستكون ضمن حدود دولة إسرائيل».
من جهة ثانية، قال وزير الأمن الإسرائيلي، نفتالي بنيت، أمس في المؤتمر نفسه: «إننا داخل العقد الثامن لدولة إسرائيل. وفي تاريخنا كله، كان لنا دولتان هنا في أرض إسرائيل، لكن لم ننجح أبداً في عبور العقد الثامن كدولة موحدة وذات سيادة. ونحن في عقد توجد فيه تهديدات من جهة وفرص من الجهة الثانية. وعام 2020 هو عام مع تهديدات كبيرة، ولكن مع فرص كبيرة أيضا. ويحظر الذهاب إلى انتخابات تجعلنا نهدر عام الفرص». وأضاف بنيت مهددا إيران: «سوريا ستتحول إلى فيتنام بالنسبة لكم. وإذا لم تخرجوا، ستنزفون دماً لأننا سنعمل دون هوادة حتى تسحبوا قوات العدوان من سوريا».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.