كثفت مؤسسات مصرية رسمية، أمس، من حملاتها لمواجهة «الإشاعات وخطط هدم الدولة»، عبر ندوات تثقيفية ومؤتمرات موسعة، وذلك بعد أيام من إشارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أنه «لا يوجد تحدٍّ خطر على مصر إلا من داخلها».
وفي فعاليتين منفصلتين، أقامت وزارة الداخلية، أمس، مؤتمراً لمناقشة «مخططات إسقاط الدول من الداخل، وكيفية مواجهتها»، فيما أطلقت «الهيئة العامة للاستعلامات»، التابعة لـ«الرئاسة المصرية»، أمس، ندوة بعنوان «معاً لمواجهة الشائعات»، وقالت إنها تستهدف «توعية المواطنين بمخاطر الشائعات، وكيفية التصدي لها للحفاظ على استقرار البلاد وأمنها». وكذلك، وبحسب ما قدر الرئيس السيسي، يوليو (تموز) 2018، فإن بلاده واجهت 21 ألف إشاعة في 3 أشهر، فيما باتت مسألة الرد على «المعلومات غير الصحيحة» بنداً ثابتاً في النشاط الأسبوعي لأجهزة الحكومة المصرية.
وقال اللواء الدكتور أحمد إبراهيم، مساعد وزير الداخلية رئيس «أكاديمية الشرطة»، خلال فعاليات الندوة، إن «حروب الجيل الرابع تعتمد على آليات غير نمطية لإسقاط الدول من الداخل، من خلال ما وفرته الثورة العملية والتكنولوجية الهائلة في مجال الاتصالات والمعلومات، بدلاً من التدخل العسكري المباشر، وما ينتج عنه من خسائر مادية وبشرية وسياسية».
ونوه إبراهيم إلى أن «العقود الأخيرة شهدت تطوراً هائلاً في مفهوم الحرب، حيث لم تعد الحرب مواجهة مسلحة بين قوات محتشدة على أرض معارك محددة، بل أخذت أشكالاً جديدة وصوراً مختلفة، قسمها الباحثون لعدد من الأجيال، يمثل كل جيل مفهوماً مختلفاً للحرب».
وكان الرئيس المصري قد عد، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أن بلاده تواجه أنوعاً مختلفة من التحديات، منها ما وصفه بـ«حرب نفسية وأكاذيب» تستهدف «إثارة الشك والحيرة وبث الخوف والإرهاب»، متعهداً في الوقت نفسه بـ«مواصلة (الشعب) لانتصاراته، والحفاظ على وطنه، وحماية دولته ومؤسساتها».
وبدوره، عد اللواء علاء الأحمدي، مساعد وزير الداخلية لـ«قطاع الإعلام والعلاقات»، أن «مصر استطاعت صياغة استراتيجيتها في الدفاع عن حقها في البقاء والاستقرار لمواجهة كل آلات الهدم، ومخططات إسقاط الدول من الداخل»، وقال إن «(الداخلية) تعمل على توضيح آليات وأدوات هدم الدول من الداخل، وإبراز دور الشائعات كإحدى وسائل التهديد المباشر للأمن القومي، باعتبارها جرائم تمثل ضغوطاً على ثوابت الحياة الآمنة المستقرة، بما تسفر عنه من صدامات وصراعات تُلقى بظلامها على مقوماتِ الاستقرار والبناءِ في المجتمع».
وربط الأحمدي بين الأوضاع الخارجية والداخلية، ورأى أن «المتابع لما يجري في العالم يدرك أن حجم تحديات محاولات إسقاط الدول ليس على الصعيد الإقليمي فحسب، بل امتدت وبقوة على الصعيد الدولي، وهو ما شكل خطراً داهماً وتحدياً ضد البشرية، ويفرض ضرورة التوصل إلى توافق دولي حول اتخاذ التدابير اللازمة والجادة لمواجهة تلك المحاولات وإفرازاتها المدمرة».
وشرح ضياء رشوان، رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات»، أن «حرب الشائعات تستهدف الدول التي تمر بمرحلة انتقالية»، معتبراً أنه «يصعب الإيقاع بتلك الدول التي تتمتع بنسيج وطني واحد مثل مصر».
وأعرب رشوان عن اعتقاده بأن «الأطراف الدولية ليس لها أي مصلحة في إسقاط الدولة المصرية لأن هذا الأمر يشكل كارثة كبرى للعالم، وإسقاط ثلث العرب، ولكن يريدون إضعافها وإنهاكها بالأزمات».
مؤسسات رسمية مصرية تكثف حملاتها لمواجهة «الإشاعات» وخطط «هدم الدولة»
ندوة لـ«الداخلية» عن مخاطر «إسقاط الدول»... و«الاستعلامات» تطلق حملة توعية
مؤسسات رسمية مصرية تكثف حملاتها لمواجهة «الإشاعات» وخطط «هدم الدولة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة