بعد 3 أشهر من تعليقها... استئناف المحادثات بين واشنطن و«طالبان»

أفغانستان تؤبن موظف إغاثة ياباني قُتل على أيدي مسلحين

الرئيس الأفغاني أشرف غني يشارك في مراسم تأبين موظف الإغاثة الياباني القتيل تيتسو ناكامورا قبل تسفير الجثمان إلى طوكيو أمس (إ.ب.أ)
الرئيس الأفغاني أشرف غني يشارك في مراسم تأبين موظف الإغاثة الياباني القتيل تيتسو ناكامورا قبل تسفير الجثمان إلى طوكيو أمس (إ.ب.أ)
TT

بعد 3 أشهر من تعليقها... استئناف المحادثات بين واشنطن و«طالبان»

الرئيس الأفغاني أشرف غني يشارك في مراسم تأبين موظف الإغاثة الياباني القتيل تيتسو ناكامورا قبل تسفير الجثمان إلى طوكيو أمس (إ.ب.أ)
الرئيس الأفغاني أشرف غني يشارك في مراسم تأبين موظف الإغاثة الياباني القتيل تيتسو ناكامورا قبل تسفير الجثمان إلى طوكيو أمس (إ.ب.أ)

استأنفت واشنطن محادثاتها مع حركة طالبان في قطر أمس، وفق ما أفاد به مصدر أميركي، بعد 3 أشهر من تعليق الرئيس دونالد ترمب الجهود الدبلوماسية الرامية لإنهاء أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة. وبدت الولايات المتحدة و«طالبان»، في سبتمبر (أيلول) الماضي، على وشك التوقيع على اتفاق كانت ستبدأ واشنطن بموجبه سحب آلاف الجنود، مقابل ضمانات أمنية. وكان من المتوقع أن يمهد الاتفاق لإجراء مفاوضات مباشرة بين «طالبان» والحكومة الأفغانية، وهو ما كان سيفسح المجال أمام التوصل إلى اتفاق سلام يضع حداً للحرب المستمرة منذ 18 عاماً. لكن في الشهر ذاته، أعلن ترمب أن المحادثات باتت في حكم «الميتة»، وألغى دعوة للمتمردين لإجراء محادثات سرية في كامب ديفيد في أعقاب مقتل جندي أميركي في أفغانستان.
وقال مصدر مطلع على المفاوضات: «انضمت الولايات المتحدة مجدداً للمحادثات اليوم في الدوحة. ستركز النقاشات على خفض العنف، وهو ما يؤدي إلى مفاوضات أفغانية داخلية، ووقف لإطلاق النار».
وخلال زيارة مفاجئة أجراها إلى قاعدة عسكرية أميركية في أفغانستان الأسبوع الماضي، قال ترمب إن حركة طالبان «ترغب في التوصل إلى اتفاق».
وحتى في أثناء تعثر المفاوضات، قام المبعوث الأميركي المكلف بالتفاوض مع «طالبان»، زلماي خليل زاد، في الأسابيع الأخيرة بجولات في عدد من البلدان المهتمة بإحلال السلام في أفغانستان، ومن بينها باكستان.
وقاد خليل زاد أخيراً جهوداً أدت إلى تبادل للسجناء بين الطرفين، شهد إفراج «طالبان» عن أستاذين جامعيين أميركي وأسترالي احتجزا قبل نحو 3 سنوات. ولا تزال حركة طالبان ترفض التفاوض مع الحكومة الأفغانية التي تعتبرها نظاماً غير شرعي.
وفي إشارة إلى المخاوف التي أثارها الرئيس الأفغاني أشرف غني، أعربت الخارجية الأميركية عن دعمها لوقف إطلاق النار في البلاد، وهي أولوية رئيسية لكابل، قبل أن تدخل في مفاوضات مع الإسلاميين.
وقال بيان صدر عن الخارجية الأميركية إن زلماي خليل زاد سيتوجه إلى قطر، حيث «سيستأنف المحادثات مع (طالبان) لمناقشة الخطوات التي من شأنها أن تقود نحو مباحثات أفغانية داخلية، وإلى تسوية سلمية للحرب، وبالأخص إلى خفض للعنف يقود نحو وقف لإطلاق النار»، دون تحديد تاريخ وصول المبعوث إلى قطر.
وكانت واشنطن تسعى للتوقيع على اتفاق سياسي مع «طالبان»، قبل الانتخابات الرئاسية في أفغانستان التي جرت في سبتمبر (أيلول) الماضي.
ومن المتوقع أن يرتكز أي اتفاق مع «طالبان» على مسألتين أساسيتين: الانسحاب الأميركي من أفغانستان، والتزام الحركة المتطرفة بعدم توفير ملاذ للمتطرفين.
وكانت علاقة «طالبان» بتنظيم القاعدة السبب الرئيسي الذي دفع واشنطن لغزو أفغانستان قبل 18 عاماً، لكن المسائل الشائكة المرتبطة بتقاسم السلطة مع «طالبان»، ودور القوى الإقليمية، بما في ذلك باكستان والهند، ومصير إدارة غني، لم يتم حلها بعد. وواصلت طالبان، التي تعتبر أنها الطرف الأقوى في الحرب، هجماتها في أثناء التفاوض مع الولايات المتحدة.
إلى ذلك، شارك الرئيس الأفغاني أشرف غنى، ومسؤولون آخرون بارزون، أمس (السبت)، في مراسم تأبين موظف الإغاثة الياباني، تيتسو ناكامورا، في كابل.
وكان ناكامورا (73 عاماً)، الذي يرأس منظمة «الخدمات الطبية اليابانية للسلام» غير الحكومية، قد قُتل، إلى جانب 5 أشخاص آخرين، عندما فتح مسلحون النار على سيارتهم في مدينة جلال آباد بإقليم ننكرهار، يوم الأربعاء الماضي.
وفي حديثه في حفل التأبين، قال غني إن منفذي جريمة القتل «سيتم العثور عليهم ومحاسبتهم»، ووصف موظف الإغاثة الياباني ناكامورا بأنه «بطل أفغاني ضحى بحياته للنهوض بأحوال المحرومين».
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم. وذكرت «هيئة الإذاعة اليابانية»، في وقت سابق، أنه سيتم نقل جثمان الطبيب الياباني، بصحبة أسرته، اليوم (أمس) السبت، إلى بلاده.
وكانت ناوكو، أرملة ناكامورا، وابنته أكيكو، قد وصلتا إلى العاصمة الأفغانية كابل، أول من أمس، للمطالبة بجثته. والتقى الرئيس الأفغاني أشرف غني معهما في المكتب الرئاسي لنقل تعازيه، حيث أكد لهما مسؤولية السلطات الأفغانية عن تحديد هوية واعتقال المهاجمين.
وكان ناكامورا قد قضى سنوات في أفغانستان، حيث كان يقوم بتقديم مساعدات إنسانية، فضلاً عن المساعدة في مشروعات إعادة الإعمار، بما في ذلك شق قنوات ري. وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أصبح ناكامورا أول أجنبي يتم منحه جنسية أفغانية فخرية.
وتعتقد الشرطة الأفغانية أن الجماعة المسلحة استهدفت الطبيب البارز لجذب الانتباه لها، داخل وخارج البلاد. ومن المتوقع أن يصل جثمان ناكامورا إلى اليابان اليوم (الأحد).


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.