وزراء الخارجية والري بالسودان ومصر وإثيوبيا يجتمعون غداً بواشنطن

TT

وزراء الخارجية والري بالسودان ومصر وإثيوبيا يجتمعون غداً بواشنطن

يعقد وزراء الخارجية والري والموارد المائية بكل من السودان ومصر وإثيوبيا اجتماعا بالعاصمة الأميركية واشنطن غدا «الاثنين» الموافق التاسع من ديسمبر (كانون الأول) الحالي حول أزمة سد النهضة الإثيوبي.
وقالت وزارة الري والموارد المائية السودانية في بيان صحافي، إن وزير الري ياسر عباس، سيشارك في اجتماعات وزراء الخارجية والري بالدول الثلاث غدا الاثنين، وأشار البيان إلى أن الاجتماعات ستعقد بحضور مراقبين من الولايات المتحدة الأميركية والبنك الدولي. ويأتي اجتماع وزراء الخارجية والري والموارد المائية بالسودان ومصر وإثيوبيا غدا «الاثنين» بواشنطن تنفيذا لخطة العمل المتعلقة بتقييم المسار التفاوضي للاجتماعين السابقين اللذين عقدا بكل من أديس أبابا والقاهرة على مستوى وزراء الري بالدول الثلاث.
ويعد اجتماع وزراء الخارجية والري بالدول الثلاث «السودان - مصر - إثيوبيا» الاجتماع الثاني بواشنطن بعد تدخل الولايات المتحدة، على خط الوساطة لإنهاء أزمة سد النهضة الإثيوبي، حيث عقد الاجتماع الأول بواشنطن في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، واتفقت من خلاله الأطراف على العمل للوصول لحل الخلافات حول سد النهضة بحلول منتصف يناير (كانون الثاني) المقبل.
وقال البيان إن وزير الري السوداني قدم تنويرا أمس «السبت» لقيادات الوزارة أطلعهم فيه على موقف السودان التفاوضي في ملف سد النهضة الإثيوبي، وأوضح الوزير للمشاركين الجهود التي قامت بها الوزارة من دراسات فنية تتعلق بالآثار المترتبة على السودان من قيام السد والآثار المتوقعة «إيجابية كانت أم سلبية»، كما استعرض الوزير السيناريوهات والمقترحات التي قدمها وفد السودان بشأن التشغيل والملء، والتي تحفظ حقوق السودان المائية وتراعي اهتمامات دولتي إثيوبيا ومصر. وأكد وزير الري والموارد المائية ياسر عباس، اهتمام السودان بضمان الوصول إلى اتفاق يستلهم قوانين المياه الدولية التي تراعي الاستغلال المنصف والعادل دون إلحاق ضرر بالآخر، كما تطرق لما بذله السودان في مرحلة الدراسات الفنية والتوصيات فيما يخص سلامة السد، والتي وجدت تجاوبا والتزاما من الطرف الإثيوبي في جانب التشييد.
وكان وزراء الري والموارد المائية بالدول الثلاث عقدوا اجتماعهم الثاني على مستوى الخبراء والفنيين بالعاصمة المصرية القاهرة في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) الحالي واتفقوا على مواصلة النقاشات الفنية في اجتماع الخرطوم المزمع عقده في يومي «21 - 22» ديسمبر (كانون الأول) الحالي بعد اجتماع واشنطن غدا الاثنين، وبحث اجتماع القاهرة بين وزراء الري عددا من التفاصيل الفنية المعقدة، فيما يلي أدنى تصريف يمكن تمريره خلف سد النهضة في حالة السنوات متوسطة الإيراد والسنوات شحيحة الإيراد «الجافة». كما تطرقت الوفود الثلاثة للاحتياطيات اللازمة من كل دولة للتعامل مع تعاقب السنوات الجافة قليلة الإيراد، بينما تقاربت وجهات النظر بين الدول الثلاث بشأن ملء سد النهضة خلال السنوات المطيرة أو متوسطة الإيراد. وقدم الوفد السوداني مقترحات بشأن الملء الأول والتشغيل السنوي لسد النهضة والتي قال إنه يمكن البناء عليها بمزيد من التفاصيل في اجتماع الخرطوم المقبل.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».