10 حكومات تداولت على تونس منذ ثورة يناير 2011

يوسف الشاهد - حمادي الجبالي
يوسف الشاهد - حمادي الجبالي
TT

10 حكومات تداولت على تونس منذ ثورة يناير 2011

يوسف الشاهد - حمادي الجبالي
يوسف الشاهد - حمادي الجبالي

تداولت على تونس منذ انهيار حكم الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، يوم 14 يناير (كانون الثاني) 2011، 10 حكومات:
- حكومتان خلال شهري يناير وفبراير (شباط) 2011 برئاسة محمد الغنوشي الذي ترأس الحكومة التونسية في عهد بن علي ما بين 1989 ويناير 2011.
- حكومة برئاسة الباجي قائد السبسي ما بين مطلع مارس (آذار) 2011 وأواخر العام نفسه.
- حكومة برئاسة المهندس حمادي الجبالي الأمين العام السابق لـ«حركة النهضة» ما بين أواخر 2011 ومارس 2013.
- حكومة برئاسة المهندس علي العريّض القيادي في «حركة النهضة» ووزير الداخلية في حكومة حمادي الجبالي، وقد استمرت من أبريل (نيسان) 2013 إلى يناير 2014.
- حكومة المهندس المستقل المهدي جمعة، وزير الصناعة في حكومة علي العريّض، سميت بـ«حكومة التكنوقراط» وقد حكمت طوال 2014.
- حكومتان برئاسة المهندس المستقل الحبيب الصيد عام 2015 والنصف الأول من عام 2016 كان غالبية أعضائها من حزب «نداء تونس» بزعامة الرئيس المنتخب الباجي قائد السبسي.
- حكومتان برئاسة القيادي في حزب «نداء تونس» المهندس الفلاحي يوسف الشاهد ما بين صيف 2016 وأواخر 2019، الذي عيّن في حكومة الحبيب الصيد وكيل وزارة مكلف بالفلاحة ثم وزيراً للتنمية المحلية والبلديات.
ما هي خطة مكافحة الفقر و«الاستراتيجية الاقتصادية» للحبيب الجملي؟
تدعو أطراف سياسية ونقابية كثيرة وشخصيات وطنية عديدة، بينها رئيس الحكومة الحبيب الجملي، إلى اعتماد «استراتيجية اقتصادية تعطي الأولوية للاقتصاد التضامني والاجتماعي».

- فما هي ملامح هذه الاستراتيجية؟
حسب مصادر مقربة من رئيس الحكومة المكلف، تعتمد الخطة المقترحة بالخصوص على «مؤسسات اقتصاد تضامني واجتماعي» التي تتخذ كلاً من الأشكال التالية:
> التعاونيات: التي تحدثها مجموعة من الأشخاص الطبيعيين بهدف تغطية المخاطر الملازمة بطبيعتها للإنسان بصفة تكميلية للأنظمة القانونية للضمان الاجتماعي والتغطية الصحية، وإسداء خدمات المساعدة في إطار التضامن والتعاون لفائدة المنخرطين، وأولي الحق منهم، مقابل خلاص معاليم الاشتراكات.
> شركات التأمين ذات الصبغة التعاونية: هي شركات مدنية تضمن لمنخرطيها دفع تعهداتها كلياً في صورة تحقق الخطر الذي تكفلت بتغطيته مقابل معلوم الاشتراك، وأن تتولى توزيع فائض مقابيضها على منخرطيها بالشروط المضبوطة بنظامها الأساسي أو تمويل المشروعات المندرجة في الاقتصاد التضامني والاجتماعي.
> الشركات التعاونية للخدمات الفلاحية: هي شركات ذات رأس مال متغير ومساهمين متغيرين، تنشط في قطاع الخدمات المتصلة بالفلاحة والصيد البحري، وتهدف إلى تقديم خدمات لمنخرطيها بغرض تأهيل المستغلات الفلاحية وتحسين التصرف في الإنتاج.
> التعاضديات: هي شركات ذات رأس مال ومنخرطين قابلين للتغيير يقع تكوينها بين أشخاص لهم مصالح مشتركة يتحدون قصد إرضاء حاجياتهم وتحسين أحوالهم المادية.
> مؤسسات التمويل الصغرى المكونة في شكل جمعياتي: هي كل شخص معنوي يمارس اعتيادياً العمليات المرخص فيها في إطار التمويل الصغير.
> مجاميع التنمية في قطاع الفلاحة والصّيد البحري: التي تكون الغاية منها تأمين حاجيات المالكين والمستغلين الفلاحيين والصيادين البحريين من وسائل الإنتاج ومن الخدمات المرتبطة بجميع مراحل الإنتاج والتحويل والتصنيع والاتجار، وإرشادهم إلى أنجع السبل المؤدية إلى تثمين مجهوداتهم وإنجاز الأشغال المرتبطة بهذا القطاع.
> مؤسسات العمل الاجتماعي: هي المؤسسات التي ينحصر موضوعها في العمل الاجتماعي لفائدة الفئات الاجتماعية ذات الاحتياجات الخصوصية.

- كذلك ينشط داخل هذه المنظومة عدّة فاعلين لعل أبرزهم:
(1) مؤسسات القطاع العمومي.
(2) المؤسسات الناشطة في السوق الرأسمالية.
(3) منظمات المجتمع المدني المحلية.
(4) الممولون الدّوليّون.
(5) نقابات العمال والمنظمات الممثلة للعاطلين عن العمل.


مقالات ذات صلة

هواجس متفاوتة لدول «حوض المحيطين الهندي والهادئ» إزاء عودة ترمب

حصاد الأسبوع من لقاء الزعيمين الصيني شي جينبينغ والهندي ناريندرا مودي في مدينة قازان الروسية اخيراً (رويترز)

هواجس متفاوتة لدول «حوض المحيطين الهندي والهادئ» إزاء عودة ترمب

يأتي فوز دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية وعودته الوشيكة إلى البيت الأبيض يوم يناير (كانون الثاني) 2025 نقطة تحوّل مهمة وسط اضطرابات غير عادية في

براكريتي غوبتا (نيودلهي)
حصاد الأسبوع دوما بوكو

دوما بوكو... رئيس بوتسوانا «العنيد» يواجه تحديات «البطالة والتمرد»

لا يختلف متابعو ملفات انتقال السلطة في أفريقيا، على أن العناد مفتاح سحري لشخصية المحامي والحقوقي اليساري دوما بوكو (54 سنة)، الذي أصبح رئيساً لبوتسوانا،

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
حصاد الأسبوع بوتسوانا... «ماسة أفريقيا» الباحثة عن استعادة بريقها

بوتسوانا... «ماسة أفريقيا» الباحثة عن استعادة بريقها

خطفت بوتسوانا (بتشوانالاند سابقاً) أنظار العالم منذ أشهر باكتشاف ثاني أكبر ماسة في العالم، بيد أن أنظار المراقبين تخاطفت الإعجاب مبكراً بتلك الدولة الأفريقية

«الشرق الأوسط» ( القاهرة)
حصاد الأسبوع الرئيس التونسي قيس سعيّد (رويترز)

الإعتبارات العسكرية والأمنية تتصدر المشهد في تونس

ضاعف الرئيس التونسي قيس سعيّد فور أداء اليمين بمناسبة انتخابه لعهدة ثانية، الاهتمام بالملفات الأمنية والعسكرية الداخلية والخارجية والتحذير من «المخاطر

كمال بن يونس (تونس)
حصاد الأسبوع جنود فرنسيون  في مالي (سلاح الجو الأميركي)

إضاءة على تراجع تأثير سياسة فرنسا الخارجية

بعد عقود من الحضور القوي للدبلوماسية الفرنسية في العالم، ورؤية استراتيجية وُصفت «بالتميز» و«الانفرادية»، بدأ الحديث عن تراجع في النفوذ

أنيسة مخالدي (باريس)

بوتسوانا... «ماسة أفريقيا» الباحثة عن استعادة بريقها

بوتسوانا... «ماسة أفريقيا» الباحثة عن استعادة بريقها
TT

بوتسوانا... «ماسة أفريقيا» الباحثة عن استعادة بريقها

بوتسوانا... «ماسة أفريقيا» الباحثة عن استعادة بريقها

خطفت بوتسوانا (بتشوانالاند سابقاً) أنظار العالم منذ أشهر باكتشاف ثاني أكبر ماسة في العالم، بيد أن أنظار المراقبين تخاطفت الإعجاب مبكراً بتلك الدولة الأفريقية الحبيسة، بفضل نموذجها الديمقراطي النادر في قارتها، وأدائها الاقتصادي الصاعد.

قد يكون هذا الإعجاب سجل خفوتاً في مؤشراته، خصوصاً مع موجة ركود وبطالة اجتاحت البلاد منذ سنوات قليلة، إلا أنه يبحث عن استعادة البريق مع رئيس جديد منتخب ديمقراطياً.

على عكس الكثير من دول «القارة السمراء»، لم تودّع بوتسوانا حقبة الاستعمار عام 1966 بمتوالية ديكتاتوريات وانقلابات عسكرية، بل اختارت صندوق الاقتراع ليفرز برلماناً تختار أغلبيته الرئيس. وأظهر أربعة من زعماء بوتسوانا التزاماً نادراً بالتنحي عن السلطة بمجرد استكمال مدّد ولايتهم المنصوص عليها دستورياً، بدءاً من كيتوميلي ماسيري، الذي خلف «السير» سيريتسي خاما عند وفاته في منصبه بصفته أول رئيس لبوتسوانا. وهذا التقليد الذي يصفه «مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية» بأنه «مثير للإعجاب»، جنت بوتسوانا ثماره أخيراً بانتقال سلمي للسلطة إلى الحقوقي والمحامي اليساري المعارض دوما بوكو.

انتصار بوكو جاء بعد معركة شرسة مع الرئيس السابق موكغويتسي ماسيسي ومن خلفه الحزب الديمقراطي... الذي حكم البلاد لمدة قاربت ستة عقود.

ويبدو أن تجربة تأسيس الحزب الديمقراطي من زعماء قبائل ونُخَب أوروبية كانت العلامة الأهم في رسم المسار الديمقراطي لبوتسوانا، عبر ما يعرف بـ«الإدماج الناعم» لهؤلاء الزعماء القبليين في بنية الدولة. لكن المفارقة كانت «الدور الإيجابي للاستعمار في هذا الشأن»، وفق كلام كايلو موليفي مُستشار الديمقراطية في مكتب رئيس بوتسوانا السابق للإذاعة السويسرية. وتكمن كلمة السر هنا في «كغوتلا»، فبحسب موليفي، اختار البريطانيون الحُكم غير المُباشر، عبر تَرك السلطة للقادة القبليين لتسيير شؤون شعبهم، من دون التدخل بهياكل الحكم التقليدية القائمة.

نظام «كغوتلا» يقوم على «مجلس اجتماعي»، ويحق بموجبه لكل فرد التعبير عن نفسه، بينما يناط إلى زعيم القبيلة مسؤولية التوصل إلى القرارات المُجتمعية بتوافق الآراء. ووفق هذا التقدير، قاد التحالف البلاد إلى استقرار سياسي، مع أنه تعيش في بوتسوانا 4 قبائل أكبرها «التسوانا» - التي تشكل 80 في المائة من السكان وهي التي أعطت البلاد اسمها -، بجانب «الكالانغا» و«الباسار» و«الهرو».

وإلى جانب البنية الديمقراطية ودور القبيلة، كان للنشأة الحديثة للجيش البوتسواني في حضن الديمقراطية دور مؤثر في قطع الطريق أمام شهوة السلطة ورغباتها الانقلابية، بفضل تأسيسه في عام 1977 وإفلاته من صراعات مع الجيران في جنوب أفريقيا وزيمبابوي وناميبيا.

على الصعيد الاقتصادي، كان الاستعمار البريطاني سخياً – على نحو غير مقصود – مع بوتسوانا في تجربة الحكم، إلا أنه تركها 1966 سابع أفقر دولة بناتج محلي ضئيل وبنية تحتية متهالكة، أو قل شبه معدومة في بعض القطاعات.

مع هذا، انعكس التأسيس الديمقراطي، وفق محللين، على تجربة رئيسها الأول «السير» سيريتسي خاما؛ إذ مضى عكس اتجاه الرياح الأفريقية، منتهجاً نظام «رأسمالية الدولة»، واقتصاد السوق، إلى جانب حرب شنَّها ضد الفساد الإداري.

على صعيد موازٍ، أنعشت التجربة البوتسوانية تصدير اللحوم، كما عزّز اكتشاف احتياطيات مهمة من المعادن - لا سيما النحاس والماس - الاقتصاد البوتسواني؛ إذ تحتضن بلدة أورابا أكبر منجم للماس في العالم.

ثم إنه، خلال العقدين الأخيرين، جنت بوتسوانا - التي تغطي صحرء كالاهاري 70 في المائة من أرضها - ثمار سياسات اقتصادية واعدة؛ إذ قفز متوسط الدخل السنوي للمواطن البوتسواني إلى 16 ألف دولار أميركي مقابل 20 دولاراً، بإجمالي ناتج محلي بلغ 19.3 مليار دولار، وفق أرقام البنك الدولي. كذلك حازت مراكز متقدمة في محاربة الفساد بشهادة «منظمة الشفافية العالمية». ومع أن الرئيس البوتسواني المنتخب تسلم مهام منصبه هذا الأسبوع في ظل مستويات بطالة مرتفعة، وانكماش النشاط الاقتصادي المدفوع بانخفاض الطلب الخارجي على الماس، إلا أن رهان المتابعين يبقى قائماً على استعادة الماسة البوتسوانية بريقها.