مصر تدعو لـ«إجراءات قوية وجماعية» للتصدي لـ«المنظمات الإرهابية»

«الخارجية» أكدت أهمية التوصل إلى تسويات شاملة لأزمات المنطقة

TT
20

مصر تدعو لـ«إجراءات قوية وجماعية» للتصدي لـ«المنظمات الإرهابية»

دعت مصر أمس إلى «إجراءات قوية وجماعية للتصدي لكل المنظمات الإرهابية، ومحاسبة كل من يوفر لها الدعم والملاذ الآمن». وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن «الإرهاب يعد أحد التهديدات الرئيسية للسلام والاستقرار وجهود التنمية، وهو ما يتطلب إجراءات قوية وجماعية للتصدي لكل المنظمات الإرهابية، مع ضرورة عدم اقتصار المواجهة على (داعش) و(القاعدة) فقط، إنما استهداف كل الجماعات التي تتبنى الفكر المتطرف، وتتخذ من الدين ستاراً، لتحقيق مآربها السياسية ذات الآيديولوجية المتطرفة، على غرار (الإخوان)، و(بوكو حرام) و(الشباب)».
في سياق آخر، أكد وزير الخارجية المصري «أهمية التوصل إلى تسويات سياسية شاملة للأزمات التي تعصف بالمنطقة شرطاً أساسياً لأي مسعى جاد نحو السلام والاستقرار»، منوهاً في «هذا الخصوص بالقضية الفلسطينية وأهمية التوصل إلى حل عادل ونهائي يضمن إقامة دولة فلسطينية كركيزة أساسية لتحقيق استقرار المنطقة بأسرها».
جاء ذلك خلال جلسة خاصة لوزير الخارجية المصري، خصصتها إدارة «منتدى روما للحوار المتوسطي» أمس، لاستعراض رؤية مصر للأوضاع في الشرق الأوسط. وقال المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، إن «الوزير شكري استهل الجلسة الحوارية بالإعراب عن سعادته للمشاركة في النسخة الخامسة من (منتدى روما للحوار المتوسطي)، نظراً لما يوفره من منصة مهمة للتداول حول القضايا ذات الاهتمام المشترك في منطقة المتوسط»، موضحاً أن «الوزير شكري استعرض الدور المهم والمحوري لمصر في تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة ومحاولة تسوية النزاعات المسلحة ومجابهة مصادر التهديد الإقليمي».
وأضاف حافظ في بيان له نشرته الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية على «فيسبوك» أمس، أن «الوزير شكري تطرق خلال مداخلته إلى التحديات المتصاعدة التي تواجه منطقة بحر المتوسط، وسبل التعامل مع تأثيراتها العابرة للحدود، وأكد أيضاً ضرورة العمل الجاد نحو التوصل إلى تسوية شاملة للأوضاع في ليبيا، بما يضمن وحدة أراضيها والحفاظ على الدولة الوطنية ومؤسساتها ومكافحة الإرهاب ووقف التدخل الخارجي»، موضحاً أن «الاتفاقين الموقعين بين رئيس مجلس الوزراء الليبي وتركيا من شأنهما تعقيد الجهود الرامية لتسوية الأزمة والتأثير سلباً على مسار برلين، خصوصاً أن عملية التوقيع على الاتفاقين تخالف الصلاحيات المخولة لرئيس مجلس الوزراء الليبي في اتفاق الصخيرات».
كما تناول الوزير شكري محاور سياسة مصر الخارجية، وحرصها على تدشين علاقات جيدة ومتوازنة مع شركائها الدوليين، خصوصاً علاقات الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة والتعاون المتنامي مع الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين.
وأشار حافظ إلى أن «وزير الخارجية استعرض أهمية العلاقة بين التنمية والاستقرار»، مشدداً على ضرورة بذل مزيد من الجهود لخلق بيئة مواتية لتعزيز التجارة والاستثمار بين الشمال والجنوب إلى جانب تمكين الشباب والمرأة.
وأكد شكري «أهمية بلورة رؤية بناءة نحو التكامل الإقليمي على ضوء الإمكانات الهائلة وفرص التعاون المتاحة عبر منطقة المتوسط»، مبرزاً في هذا الصدد مبادرة إنشاء «منتدى غاز شرق المتوسط» نموذجاً للتعاون البناء بين دول المتوسط من أجل خدمة أهداف تحقيق التنمية المستدامة.


مقالات ذات صلة

شريف يزور المنطقة التي خطف بها مسلحون قطاراً في باكستان

آسيا وصل مسؤولون أمنيون باكستانيون إلى محطة ماخ للسكك الحديدية بإقليم بلوشستان المضطرب 13 مارس 2025 بعد أن هاجم مسلحون مشتبه بهم قطار «جعفر إكسبرس» (أ.ب.أ)

شريف يزور المنطقة التي خطف بها مسلحون قطاراً في باكستان

زار رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف إقليم بلوشستان، الخميس، تزامناً مع وصول عشرات الأشخاص الذين تم إنقاذهم من قطار خطفه مسلحون انفصاليون.

«الشرق الأوسط» (كويتا (باكستان))
آسيا الصحافية الروسية ناديجدا كيفوركوفا التي أُدينت بتهمة «تبرير الإرهاب» وغُرِّمت وأُطلق سراحها تتحدث مع صحافيين ومؤيدين لها عقب جلسة استماع بمحكمة في موسكو (رويترز)

إدانة صحافية روسية بارزة دافعت عن حقوق الفلسطينيين بـ«تبرير الإرهاب»

قضت محكمة روسية بإدانة صحافية بارزة بجرم «تبرير الإرهاب» بعد محاكمة أثارت جدلاً واسعاً؛ بسبب استنادها إلى معطيات نُشرت قبل سنوات على شبكات التواصل الاجتماعي.

رائد جبر (موسكو)
أفريقيا جنود نيجيريون بعد معارك ضد مجموعة إرهابية (صحافة محلية)

«داعش» يدمر قاعدة عسكرية في شمال نيجيريا

قُتل 4 جنود وأُصيب العشرات في هجوم مسلَّح عنيف شنَّه مقاتلو تنظيم «داعش» في غرب أفريقيا على قاعدة عسكرية تابعة لجيش نيجيريا، في ولاية بورنو.

الشيخ محمد (نواكشوط)
تحليل إخباري سيارة إسعاف تنقل نعش جندي باكستاني قُتل على يد مسلحين نصبوا كميناً لقطار بإقليم بلوشستان في 13 مارس 2025 (أ.ب)

تحليل إخباري ما وراء تصاعد الهجمات واختطاف القطارات في جنوب غربي باكستان؟

إقليم بلوشستان المهمل في جنوب غربي باكستان كان مسرحاً لتمرد مستمر منذ سنوات، مع ارتفاع كبير في الهجمات خلال السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» ( إسلام آباد )
آسيا نقل عمال الإنقاذ نعشاً يحتوي على جثة ضحية من قطار ركاب هاجمه المتمردون عند وصوله إلى محطة سكة حديد في موتش بإقليم بلوشستان جنوب غربي باكستان الخميس 13 مارس 2025 (أ.ب)

رئيس الوزراء الباكستاني يلتقي ناجين وأفراداً من «الكوماندوز» الذين أنهوا هجوم القطار

توجه رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، إلى إقليم بلوشستان جنوب غربي باكستان، الخميس، للقاء الناجين من هجوم على قطار.

«الشرق الأوسط» (كويتا)

فرض إتاوات في صنعاء على العاملين بقطاع الكهرباء الخاصة

مبنى وزارة الكهرباء والطاقة اليمنية الخاضعة للحوثيين في صنعاء (إعلام محلي)
مبنى وزارة الكهرباء والطاقة اليمنية الخاضعة للحوثيين في صنعاء (إعلام محلي)
TT
20

فرض إتاوات في صنعاء على العاملين بقطاع الكهرباء الخاصة

مبنى وزارة الكهرباء والطاقة اليمنية الخاضعة للحوثيين في صنعاء (إعلام محلي)
مبنى وزارة الكهرباء والطاقة اليمنية الخاضعة للحوثيين في صنعاء (إعلام محلي)

لم تكتفِ الجماعة الحوثية بفصل مئات الموظفين من أعمالهم في قطاع الكهرباء العمومية في العاصمة المختطفة صنعاء بعد حرمانهم منذ سنوات من رواتبهم، بل وسَّعت من حجم ذلك الاستهداف بإجراءات تعسفية جديدة تضيق على عملهم في قطاع الكهرباء التجارية الخاصة.

وكشفت مصادر مطلعة عن صدور تعميمات حوثية تُلزِم ملاك محطات توليد الطاقة التجارية في صنعاء وضواحيها بتقديم كشوف تفصيلية تحوي أسماء وبيانات جميع العاملين لديها، ممَّن كانوا ينتسبون قبل تسريحهم من وظائفهم إلى وزارة ومؤسسة الكهرباء الحكومية.

وكان كثير من مهندسي الكهرباء، وهم من ذوي الخبرات بمجال الطاقة الكهربائية لجأوا إلى العمل في محطات توليد الكهرباء التجارية بصنعاء ومدن أخرى، من أجل تأمين العيش، خصوصاً بعد مصادرة الجماعة رواتبهم منذ سنوات عدة.

ويسعى الانقلابيون من وراء ذلك التحرك، بحسب المصادر، إلى ابتزاز أصحاب محطات الكهرباء التجارية، وإرغامهم على دفع أموال تحت مسمى «بدل خبرات وكفاءات» عن كل موظف أو مهندس ممَّن سبق للجماعة أن فصلته من وظيفته، وحلت بآخر من أتباعها مكانه.

عنصر حوثي خلال تفقده عداداً كهربائياً في صنعاء (إعلام حوثي)
عنصر حوثي خلال تفقده عداداً كهربائياً في صنعاء (إعلام حوثي)

وأفادت المصادر بأن ما تُسمى «وزارة الكهرباء» بالحكومة الحوثية غير المعترف بها دولياً والمؤسسة التابعة لها، تتهمان مُلاك محطات توليد الطاقة التجارية في صنعاء، بسرقة أصحاب الكفاءات والخبرات الذين كانوا ينتسبون إليهما، كما تزعم بأنها أنفقت الأموال في سبيل إقامة دورات وبرامج تدريب لمَن كانوا ينتسبون إليها، قبل أن تقوم الجماعة بتسريحهم من أعمالهم.

وكانت الجماعة أقدمت قبل سنوات على تسريح نحو 1000 موظف ومهندس وعامل من وظائفهم في مؤسسة الكهرباء وديوان عام الوزارة في الحكومة غير الشرعية بصنعاء، بذريعة عدم التزامهم بحضور دورات التعبئة والتطييف.

تضييق وحرمان

يبدي أمين، وهو اسم مستعار لمهندس سابق في مؤسسة الكهرباء الخاضعة للجماعة الحوثية بصنعاء، استنكاره للتحرك الذي يهدف لابتزاز ملاك المحطات التجارية، بالإضافة إلى قطع أرزاق العمال وحرمانهم من العمل في القطاع الخاص.

وذكر أمين، الذي يعمل بمحطة تجارية في مديرية معين، أن مندوبين حوثيين أبلغوا مالك المحطة خلال نزولهم الميداني، بوجود تعليمات تطالبهم بتقديم بيانات تفصيلية عن العاملين من منتسبي قطاع الكهرباء العمومي، تشمل أرقامهم، وأماكن سكنهم، وحجم المستحقات المالية التي يتقاضونها.

مبنى المؤسسة العامة للكهرباء الخاضعة للجماعة الحوثية في صنعاء (فيسبوك)
مبنى المؤسسة العامة للكهرباء الخاضعة للجماعة الحوثية في صنعاء (فيسبوك)

ويعتقد المهندس أن الجماعة تنوي ابتزاز محطات الكهرباء الأهلية وإرغام أصحابها على دفع إتاوات عن كل مهندس أو موظف يعمل لديها، وكان ضمن المنتسبين إلى قطاع الكهرباء العمومي الخاضع لها.

ويقول عاملون آخرون في محطات تجارية بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، إن الجماعة تريد تجويعهم والتضييق عليهم رداً على رفضهم المشارَكة ببرامج تعبوية تقيمها الجماعة لجميع فئات المجتمع.

من جهته أكد مالك محطة كهرباء تجارية بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، إلزامه من قبل عناصر حوثيين قبل أيام بدفع مبلغ مالي عن كل مهندس أو عامل تم تسريحه في أوقات سابقة من مؤسسة الكهرباء العمومية.

وسبق للجماعة أن نفَّذت قبل أسابيع قليلة حملات تعسف طالت عشرات المحطات التجارية في المنطقتين الثانية والثالثة في صنعاء، بحجة عدم التزام ملاكها بالتسعيرة المقررة، وإلغاء ما يُسمى «الاشتراك الشهري».

كما أقدم الانقلابيون الحوثيون في منتصف 2018 - ضمن مساعيهم الحثيثة لخصخصة المؤسسات الحكومية بمناطق سيطرتهم - على خصخصة محطات الكهرباء الحكومية، حيث حوَّلوها إلى قطاع تجاري خاص.