80 مليار دولار حجم تمويل قطاع المقاولات حتى الربع الثالث في السعودية

تصميم لوحة مراقبة المشروعات الحكومية في مختلف المناطق

جانب من منتدى مناقشة واقع المقاولات في السعودية (تصوير: عمران حيدر)
جانب من منتدى مناقشة واقع المقاولات في السعودية (تصوير: عمران حيدر)
TT

80 مليار دولار حجم تمويل قطاع المقاولات حتى الربع الثالث في السعودية

جانب من منتدى مناقشة واقع المقاولات في السعودية (تصوير: عمران حيدر)
جانب من منتدى مناقشة واقع المقاولات في السعودية (تصوير: عمران حيدر)

كشف منتدى عُقد أمس بالمنطقة الشرقية في السعودية، أن قطاع المقاولات ينعم بحجم تمويلات مالية قوامها 300 مليار ريال (80 مليار دولار) حتى الربع الثالث من العام، في وقت أوضحت فيه هيئة رسمية عن تصميم لوحة لمراقبة المشروعات الحكومية في مختلف مناطق المملكة.
وجاء في منتدى المقاولات، الذي افتتحه صباح أمس الأمير سعود بن نايف، أمير المنطقة الشرقية، في غرفة الشرقية بالدمام، تحت عنوان «تمكين القطاع في ظل رؤية 2030»، وجود إشكالية تحيط بالقطاع؛ حيث أفصح المهندس أسامة العفالق، رئيس الهيئة السعودية للمقاولين أن حجم المقاولين المصنفين في السعودية نحو 4 آلاف مقاول، من أصل 160 ألفاً ليسوا كلهم مسجلين لدى الهيئة.
وقالت لجنة المقاولات بغرفة الشرقية إن حجم القطاع يصل إلى 400 مليار ريال (106.6 مليار دولار)، ويعمل فيه نحو 4 ملايين عامل، بينما تحدث نبيل المبارك، الرئيس التنفيذي لوكالة «سمة» للتصنيف، معتبراً أن عدد المقاولين الذين يتعاملون مع المشروعات الحكومية قليل، داعياً إلى ربط المقاول مع قطاع المال والمؤسسات الحكومية لتحقيق مبدأ الشراكة.
وبحسب المبارك: «أرقام البنوك تقول إن حجم التمويل الذي حصل عليه المقاولون يبلغ نحو 300 مليار ريال (80 مليار دولار)، وذلك حتى نهاية الربع الثالث من العام الحالي، وهذا حجم كبير». واصفاً نسب التعثر بالمعقولة.
وأكد المبارك أن التغييرات الاقتصادية الهيكلية لا بد أن يكون لها تأثير على كل القطاعات، قائلاً: «ليس في قطاع المقاولات، بل امتد ذلك ليصل إلى قطاع تقنية المعلومات، إذ تفيد الإحصاءات خروج نحو 24 ألف مؤسسة إلكترونية من السوق».
من جهته، أبان المهندس أحمد البلوي، المدير العام للبرنامج الوطني (مشروعات)، أن الدولة أنفقت على المشروعات الرأسمالية نحو 5 تريليونات ريال خلال العقود الخمسة الماضية، لافتاً إلى أن هذه الأرقام دلالة على الاهتمام بقطاع المقاولات، وأردف قائلاً: «الدولة أنفقت أكثر من ذلك على عقود التشغيل وصيانة البنى التحتية».
وأفاد البلوي بأن «مشروعات» تعمل على إدارة المرافق حالياً، من خلال اعتماد طرق مختلفة في طرح المشروعات، مبيناً أنه تم طرح 60 مدرسة في مكة المكرمة بنظام الشراكة مع القطاع الخاص، فيما سيطرح 60 مدرسة في المدينة المنورة بذات النظام. وأضاف: «نعمل بالتعاون مع 30 جهة حكومية لإعادة هيكلة الإجراءات المعتمدة في المشروعات الحكومية».
وأكد البلوي أن «مشروعات» قامت بتصميم لوحة مراقبة المشروعات الحكومية في مختلف مناطق البلاد. مشيراً إلى أن البرنامج أطلق منصة إلكترونية تتضمن جميع المشروعات الحكومية؛ حيث تقوم 11 جهة حكومية حالياً بتحميل جميع البيانات المتعلقة بتلك المشروعات في المنصة الإلكترونية. وعن جدوى ذلك، أكد البلوي أن المنصة تعطي رؤية شاملة للمشروعات على مستوى السعودية، بما يتضمن ذلك عدد المشروعات الحكومية وحجمها، وأيضاً عدد المشروعات المتعثرة.
وعن أسباب تعثر المشروعات، أوضح المهندس أحمد نور الدين حسن، مدير عام الشؤون الفنية بالهيئة الملكية بالجبيل، أن ذلك مرتبط بعدة أسباب، منها منظومة إدارة المخاطر والإدارة المالية، لافتاً إلى أن إدارة المخاطر ما يزال دون مستوى النضج المطلوب في قطاع المقاولات، بخلاف النضج في قطاع الصناعة، حسب قوله.
من جانبه، أبان المهندس عبد العزيز القحطاني، مدير عام المشروعات العملاقة بإدارة الشؤون الهندسية والمشروعات بالشرق الأوسط وأفريقيا بشركة «سابك»، أن قطاع المقاولات يعد ثاني أكبر قطاع غير نفطي في البلاد، مفيداً أن تعثر المشروعات مرتبط بصاحب العمل والشركة المنفذة، مرجعاً ذلك لغياب الرؤية والتخطيط من صاحب العمل من خلال القصور في تطوير دراسة التفاصيل المتعلقة بالمشروع قبل تقديمه.
وشارك في المنتدى المهندس محمد الشمري، نائب الرئيس للمشتريات وإدارة سلسلة التوريد بشركة «أرامكو السعودية»، الذي أفصح أن الشركة عمدت لتطوير برامج تفعيل التوطين في القطاع، موضحاً أن «أرامكو» أطلقت منصة جديدة لتخفيض متطلبات تسجيل شركات المقاولات بحيث لا تتجاوز 3 إلى 4 أيام، مشيراً إلى أن تطوير المنشآت الصغيرة والمتوسطة من إحدى برامج «اكتفاء».


مقالات ذات صلة

عبد العزيز بن سلمان: «نظام المواد البترولية» يضمن تنافسية عادلة للمستثمرين

الاقتصاد وزير الطاقة السعودي في مؤتمر البترول العالمي في كالغاري (رويترز)

عبد العزيز بن سلمان: «نظام المواد البترولية» يضمن تنافسية عادلة للمستثمرين

قال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن «نظام المواد البترولية والبتروكيماوية» يدعم جهود استقطاب الاستثمارات ويضمن بيئة تنافسية عادلة للمستثمرين

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ناطحات سحاب في مركز الملك عبد الله المالي بالعاصمة السعودية الرياض (رويترز)

السعودية تجمع 12 مليار دولار من سندات دولية وسط طلب قوي

جمعت السعودية 12 مليار دولار من أسواق الدين العالمية بأول طرح لها لسندات دولية هذا العام استقطب طلبات بنحو 37 مليار دولار وهو ما يظهر مدى شهية المستثمرين.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

ارتفاع موافقات التركز الاقتصادي في السعودية إلى أعلى مستوياتها

حققت الهيئة العامة للمنافسة في السعودية رقماً قياسياً في قرارات عدم الممانعة خلال عام 2024 لعدد 202 طلب تركز اقتصادي، وهو الأعلى تاريخياً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد العاصمة الرياض (رويترز)

وسط طلب قوي... السعودية تبيع سندات قيمتها 12 مليار دولار على 3 شرائح

جمعت السعودية 12 مليار دولار من أسواق الدين العالمية، في بيع سندات على 3 شرائح، وسط طلب قوي من المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من معرض «سيتي سكيب العالمي 2024» العقاري بالرياض (الشرق الأوسط)

القروض العقارية السعودية في أعلى مستوياتها على الإطلاق

شهدت عمليات الإقراض العقارية التي توفرها شركات التمويل ارتفاعاً إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق بنهاية الربع الرابع من عام 2024 إلى 28 مليار ريال.

زينب علي (الرياض)

الدولار القوي يضغط على العملات الرئيسية وسط ارتفاع العوائد الأميركية

شخص يَعرض دولارات أميركية بمتجر لصرف العملات في مانيلا بالفلبين (رويترز)
شخص يَعرض دولارات أميركية بمتجر لصرف العملات في مانيلا بالفلبين (رويترز)
TT

الدولار القوي يضغط على العملات الرئيسية وسط ارتفاع العوائد الأميركية

شخص يَعرض دولارات أميركية بمتجر لصرف العملات في مانيلا بالفلبين (رويترز)
شخص يَعرض دولارات أميركية بمتجر لصرف العملات في مانيلا بالفلبين (رويترز)

ظل الدولار قوياً، يوم الأربعاء، مع هبوط الين إلى مستويات لم يشهدها منذ نحو ستة أشهر، مدفوعاً ببيانات أميركية قوية دفعت العوائد إلى الارتفاع، وقللت التوقعات الخاصة بخفض أسعار الفائدة من قِبل بنك الاحتياطي الفيدرالي. فقد بلغ الين 158.42 مقابل الدولار، وهو أضعف مستوى له منذ فترة طويلة، قبل أن يتداول عند 158.19.

وفي ظل اقتراب سعر الصرف من مستوى 160، الذي استدعى تدخلاً لبيع الدولار، في وقت سابق من العام الماضي، حذَّر وزير المالية الياباني، كاتسونوبو كاتو، من المضاربات التي قد تؤدي إلى بيع الين. وأوضح بارت واكاباياشي، مدير فرع طوكيو في «ستيت ستريت»، أن هذه المستويات تُعد مستوى مقاومة مهماً، مضيفاً: «مع الأرقام الأميركية القوية، يزداد احتمال رفع أسعار الفائدة، مما يعزز الدولار ويغير التوقعات المتعلقة بتوقيت خفض الفائدة»، وفق «رويترز».

وفي سوق العملات، انخفض اليورو بنسبة 0.5 في المائة، وبلغ نحو 1.0351 دولار، كما تراجع الجنيه الإسترليني إلى 1.2478 دولار، بينما بلغ اليوان الصيني أدنى مستوى له في ستة أشهر عند 7.3319 مقابل الدولار.

وتستمر الأسواق في الترقب، قبل صدور بيانات الوظائف الأميركية، يوم الجمعة، وكذلك قبل التنصيب المرتقب للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، في 20 يناير (كانون الثاني)، الذي يُتوقع أن يعلن سلسلة من السياسات والأوامر التنفيذية.

وأظهرت بيانات، الثلاثاء، ارتفاع فرص العمل في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وانخفاض عمليات تسريح العمال، مع تسارع نشاط قطاع الخدمات في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ما أثار مخاوف من تضخم محتمل. وأدى ذلك إلى ارتفاع العوائد على سندات الخزانة لمدة 10 سنوات، لتصل إلى 4.699 في المائة، وهو أعلى مستوى منذ ثمانية أشهر. كما ارتفع العائد على السندات لأجل 30 عاماً بمقدار 7.4 نقطة أساس.

وفي أسواق السندات، يتوقع المتداولون انخفاضاً محدوداً بأسعار الفائدة، هذا العام، مع تقدير 37 نقطة أساس فقط من التيسير، وفقاً للعقود الآجلة للأسعار.

في المقابل، واصل الدولار الأميركي التفوق على العملات الأخرى، مع هبوط العملات الأسترالية والنيوزيلندية إلى أدنى مستوياتها في عدة سنوات. فقد انخفض الدولار النيوزيلندي إلى 0.5634 دولار أميركي، مستقراً قرب أدنى مستوى له في عامين، بينما تراجع الدولار الأسترالي إلى 0.6228 دولار أميركي، متأثراً بازدياد احتمالات خفض أسعار الفائدة في أستراليا، في ظل بيانات التضخم الأخيرة.