تيباس يدعو لتعديل موعد «الكلاسيكو» ليناسب المشجعين في آسيا وأميركا

رئيس رابطة أندية الدوري الإسباني المستقيل يؤكد أنه سيترشح مجدداً لمواصلة جهوده لجعل البطولة الأكثر شعبية في العالم

مواعيد الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد لا تزال مثار جدل
مواعيد الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد لا تزال مثار جدل
TT

تيباس يدعو لتعديل موعد «الكلاسيكو» ليناسب المشجعين في آسيا وأميركا

مواعيد الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد لا تزال مثار جدل
مواعيد الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد لا تزال مثار جدل

أعلن رئيس رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، خافيير تيباس، استقالته، الاثنين، من منصبه لإعطاء «المزيد من الاستقرار» لرابطته، داعياً إلى انتخابات جديدة سيترشح إليها. وكتب تيباس في حسابه على موقع «تويتر»: «أقدم استقالتي كرئيس لرابطة الدوري الإسباني لفتح عملية انتخابات جديدة على الرئاسة، سأترشح إليها». وسيترشح تيباس (57 عاماً) لولاية ثالثة على رأس «لا ليغا»، بعد انتخابه للمرة الأولى في أبريل (نيسان) 2013، قبل أن يعاد انتخابه في أكتوبر (تشرين الأول) 2016.
وأكد تيباس أنه سيسعى في ولايته الثالثة إلى أن يكون الدوري الإسباني الممتاز هو الأكثر شعبية في العالم، حتى لو تطلب ذلك إجراء تغيير جذري. وكان ذلك واضحاً للغاية في سياسته خلال الولاية الثانية، عندما تم تغيير مواعيد مباريات الدوري الإسباني الممتاز. فمنذ أن تولى تيباس رئاسة رابطة أندية الدوري الإسباني في أبريل 2013، تم تغيير مواعيد المباريات حتى يتم ضمان عرضها على الهواء مباشرة على شاشات التلفزيون، سواء داخل إسبانيا أو خارجها.
ونتيجة لذلك، قد تقام مباريات الأسبوع الواحد في الدوري الإسباني الممتاز على مدار أربعة أيام كاملة، من الجمعة وحتى الاثنين، على أن تقام بعض المباريات يومي السبت والأحد في وقت متأخر من الصباح، وهو تعديل مهم في بلد اعتاد لفترة طويلة على إقامة المباريات في عطلة نهاية الأسبوع وفي وقت متأخر من اليوم.
يقول تيباس: «يتعين علينا أن نفكر دائماً في العادات الموجودة لدينا، لكننا نعمل منذ خمس سنوات لتغيير مواعيد المباريات حتى لا يحدث تعارض بينها. يقول الناس إن ذلك سيقلل عدد الجمهور الذي يذهب لمشاهدة المباريات في الملعب، لكن الحقيقة هي أن أعداد الجمهور في المدرجات زادت بنسبة 25 في المائة. ويعود السبب في ذلك إلى أن بعض الأوقات لم تكن تسمح للعائلات بمشاهدة المباريات من الملعب، لكن الآن بات هناك العديد من الأوقات التي تناسب العائلات، بعدما أصبح الجدول الزمني أكثر مرونة».
ربما يكون ذلك صحيحاً، لكن من الواضح أنه ما زال هناك حالة من الجدل بشأن مواعيد بعض المباريات، وخاصة تلك التي تقام مساء يوم الاثنين. وقد لاقت هذه الخطوة اعتراضات كثيرة وصلت إلى احتجاجات، مثل تلك التي قام بها أنصار نادي ألافيس في المباراة التي فاز فيها فريقهم على ليفانتي في فبراير (شباط) الماضي.
ولجأ الاتحاد الإسباني لكرة القدم إلى القضاء حتى يتم التوقف عن إقامة المباريات مساء يوم الاثنين، كما أعلن رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم، لويس روبياليس، عن رغبته في إلغاء إقامة المباريات مساء يوم الجمعة. لكن القضاء رفض ذلك. ولم يمض وقت طويل حتى تقدم روبياليس بمذكرة أخرى أمام القضاء يطالب فيها بتغيير مواعيد المباريات.
وخلال الشهر الماضي، تقرر تغير موعد أول مباراة للكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة هذا الموسم من السبت 26 أكتوبر (تشرين الأول) إلى الأربعاء 18 ديسمبر (كانون الأول) بسبب بعض الاحتجاجات السياسية في إقليم كاتالونيا. ويعني هذا التغيير - الذي تمت الموافقة عليه من برشلونة وريال مدريد والاتحاد الإسباني لكرة القدم - أن تقام مباراة الكلاسيكو في «كامب نو» في الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي في إسبانيا، وهو الموعد الذي سيكون رائعاً بالنسبة للمشاهدين في إسبانيا، لكنه لن يكون كذلك للمشاهدين في آسيا بالنظر إلى فارق التوقيت الذي يصل إلى سبع ساعات.
وقد تسبب ذلك الأمر في إثارة غضب تيباس وتهديده باتخاذ إجراءات قانونية. وأكد تيباس على أن موعد مباراة الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة يجب أن يضع في الاعتبار الجمهور الأجنبي أولاً وليس المحلي، ويقول: «بالنسبة لمبارتي الكلاسيكو اللتين تلعبان في كل موسم، ينبغي أن تقام إحداهما في توقيت يناسب الجمهور في آسيا حتى يمكنه مشاهدته، في حين ينبغي إقامة المباراة الثانية في موعد يناسب الجماهير في الولايات المتحدة. من المهم للغاية أن ندرك أن متابعي كرة القدم الإسبانية لا يعيشون في إسبانيا فقط. ويتعين علينا أيضاً أن نحترم الجمهور في آسيا وفي الأميركتين - إنهم يساهمون أيضاً لأنهم يدفعون مقابل اشتراكاتهم التلفزيونية، وهو الأمر الذي يساعد الأندية على شراء لاعبين بارزين، ويساعد في نهاية المطاف على تحويل الدوري الإسباني الممتاز إلى منتج عالمي».
ولا يمكننا أن ننكر أن تيباس لديه رغبة هائلة في الترويج للدوري الإسباني الممتاز بصورة كبيرة على المستوى الدولي، ويؤكد على أن ذلك هو «هدفه الرئيسي». ومن الواضح أن الرجل البالغ من العمر 57 عاماً يغامر بخسارة شعبيته على المستوى المحلي من أجل أن يجذب أكبر عدد من المشاهدين من الخارج، وبالتالي لم يكن من ولكي نكون منصفين ينبغي الإشادة بتيباس، الذي يتبنى وجهة نظر جريئة لجعل الدوري الإسباني الممتاز أكثر جاذبية للجمهور العالمي، كما أقام شراكة مع شركة مايكروسوفت، وهو ما يعني أن القرارات التي يتخذها هو وفريقه المعاون تستند إلى البيانات التي يتم جمعها من قبل شركة التكنولوجيا العملاقة. وقد شمل ذلك استخدام قراءات دقيقة لضوء الشمس بهدف تحديد أفضل مكان لوضع كاميرات التلفزيون داخل الملاعب للحصول على أفضل صورة ممكنة.
وعلاوة على ذلك، كانت هناك بعض الاستراتيجيات الأخرى في هذا الصدد، مثل السماح للأشخاص في شبه القارة الهندية بمشاهدة مباريات الدوري الإسباني الممتاز مجاناً على «فيسبوك»، وبث تغطية مباشرة لمباريات دوري الدرجة الثانية على «يوتيوب»، بهدف «تعزيز العلامة التجارية» وزيادة الإيرادات. وتشير التوقعات الأخيرة إلى أن عائدات البث التلفزيوني للدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولى في إسبانيا سوف يتجاوز ملياري يورو (1.7 مليار جنيه إسترليني) في نهاية هذه الحملة.
قد يكون هذا الرقم متواضعاً بالنظر إلى التسعة مليارات جنيه إسترليني التي يقال إن الدوري الإنجليزي الممتاز سيحققها من صفقة عائدات البث التلفزيوني الحالية والتي تصل مدتها إلى ثلاث سنوات، وهو ما يعكس حجم التحديات التي يواجهها تيباس في سعيه لجعل الدوري الإسباني الممتاز يحقق عائدات أكبر من الدوري الإنجليزي الممتاز. ويؤكد تيباس على أنه «غير مهووس» بالدوري الإنجليزي الممتاز، ويعود السبب في ذلك جزئياً إلى التغييرات التي تطرأ على الطريقة التي يشاهد بها الجمهور المباريات، وقد يكون الدوري الإسباني الممتاز في وضع أفضل للسيطرة على الأسواق العالمية على المدى الطويل.
وقال تيباس في تصريحات لصحيفة الغارديان: «الرقم التراكمي للجمهور العالمي للدوري الإسباني يزيد عن 3.2 مليار، لكن من الصعب رؤية ما يعنيه هذا الأمر، نظراً لأن مفهوم الجمهور يتغير بمرور الوقت. والآن أصبح الأمر يتعلق أيضاً بـ«المستخدمين» والدقائق التي يقضونها في رؤية المحتوى الخاص بك. فقد يكون هؤلاء هم الأشخاص الذين يشاهدون مباريات الدوري الإسباني، لكنهم قد يكونوا أيضاً الأشخاص الذين يشاهدون أبرز الأحداث على جهاز آخر. هذا اتجاه متزايد، وهذا هو السبب الذي يجعلنا نعمل على زيادة عدد جمهورنا، ونعمل على زيادة عدد المستخدمين. أنا مقتنع تماما بأنه في غضون 10 سنوات لن يتحدث أي شخص عن عدد الجمهور، لكننا سنتحدث بدلا من ذلك عن عدد المستخدمين».
وإذا كان هذا هو الوضع بالنسبة للمستقبل، ففي الوقت الحالي لا تزال أعداد الجماهير التي تشاهد مباريات الدوري الإسباني الممتاز عبر شاشات التلفزيون كبيرة. وفي هذا الصدد، تم تعزيز مشاهدة مباريات الدوري الإسباني الممتاز في المملكة المتحدة من خلال توقيع صفقة جديدة في الآونة الأخيرة يتم بمقتضاها استمرار بث مباريات الدوري الإسباني الممتاز عبر قناة «بريمير سبورتس» البريطانية حتى نهاية موسم 2021 - 2022. وكذلك على قناة «لاليغا تي في»، التي ستعمل على مدار 24 ساعة والمقرر إطلاقها مطلع العام المقبل.
ومع ذلك، لا يزال تيباس يشعر بالإحباط لأن مباريات الدوري الإسباني الممتاز التي تقام مساء يوم السبت من كل أسبوع في إسبانيا لا يمكن بثها على الهواء مباشرة في المملكة المتحدة، وهو الأمر الذي يصفه بأنه «خطأ» كبير، لأن ذلك يؤثر على شعبية الدوري الإسباني الممتاز بالخارج.


مقالات ذات صلة

دي لا فوينتي: نمتلك حاضراً رائعاً ومستقبلاً مذهلاً

رياضة عالمية لويس دي لا فوينتي (رويترز)

دي لا فوينتي: نمتلك حاضراً رائعاً ومستقبلاً مذهلاً

أعرب لويس دي لا فوينتي، المدير الفني لمنتخب إسبانيا، عن فخره بلاعبي فريقه، مشدداً على أنهم لا يتوقفون عن تحقيق الإنجازات، ويرغبون دائماً في تطوير مستوياتهم.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية روبرت ليفاندوفسكي (أ.ف.ب)

دوري أبطال أوروبا: ليفاندوفسكي يسجل اسمه في قائمة أساطير برشلونة

تمكّن القناص البولندي الدولي روبرت ليفاندوفسكي من ضم اسمه إلى قائمة أساطير نادي برشلونة الإسباني، بعد تسجيله هدفين في المباراة التي فاز بها الفريق الكاتالوني.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية هانز فليك (إ.ب.أ)

فليك مدرب برشلونة: «دوري الأبطال» بطولة معقدة... الأهم النقاط الثلاث

قال مدرب برشلونة، هانز فليك، إنه سعيد بتركيز لاعبيه وإصرارهم خلال الفوز الكبير 5 - 2 على رد ستار بلغراد، الأربعاء، في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (بلغراد)
رياضة عالمية مدريد عانى كثيراً أمام الميلان (رويترز)

ريال مدريد في أزمة مع رحيل كروس وتراجع مستوى مبابي

بعد 6 أشهر فقط من إحرازه لقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، يجد ريال مدريد الإسباني نفسه في أزمة، بعدما ظهرت نقاط ضعفه وتعرّض لخسارة ثانية توالياً أمام ميلان.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية كريم بنزيمة (نادي الاتحاد السعودي)

بنزيمة: مبابي ليس الرقم «9»... لا يمكنه إزاحة فينيسيوس

يعتقد مهاجم الاتحاد السعودي حالياً ومنتخب فرنسا وريال مدريد الإسباني سابقاً، كريم بنزيمة، أنه يتعيّن على مواطنه كيليان مبابي تعلّم كيفية شغل مركز رأس الحربة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.