الاستثمار المباشر في الصين يتحدى حرب التجارة

أظهرت بيانات رسمية صادرة الأربعاء في الصين زيادة كبيرة في الاستثمار الأجنبي المباشر في البلاد خلال العام الماضي، لتصل إلى 139 مليار دولار، بزيادة نسبتها 13 في المائة عن 2017، وذلك رغم تصاعد الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.
وأشارت وكالة بلومبرغ إلى أنه في حين تراجع إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر في العالم خلال العام الماضي إلى 1.3 تريليون دولار، فإن الاستثمارات التي تدفقت إلى الصين زادت بنسبة 3.7 في المائة سنوياً، بحسب تقرير لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لمنطقة آسيا والمحيط الهادي.
وأشار التقرير إلى أن منطقة آسيا والمحيط الهادي كانت لأول مرة أكبر مقصد ومصدر للاستثمار الأجنبي المباشر على مستوى العالم؛ حيث ظلت الصين أكبر مستقبل للاستثمارات الأجنبية المباشرة رغم الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.
كما احتفظت الصين بالمركز الأول من حيث قيمة الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي استقبلتها للعام الثالث على التوالي، في الوقت الذي حذر فيه التقرير الأممي من احتمالات تباطؤ الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين خلال الفترة المقبلة.
وذكر تقرير لجنة الأمم المتحدة أنه «نظراً لأن نقل الشركات لمراكزها الإنتاجية إلى خارج الصين نتيجة الحرب التجارية مع الولايات المتحدة يستغرق بعض الوقت، فإنه كلما طال أمد الحرب زادت احتمالات تباطؤ تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الصين».
كما حذر التقرير من أن تراجع وتيرة تدفق الاستثمارات الصديقة للبيئة، يمكن أن يقلص قدرة منطقة آسيا والمحيط الهادي على الاحتفاظ بالمستويات الراهنة للاستثمار على المدى القريب.
وذكر التقرير أنه من المتوقع حدوث تراجع في تدفق الاستثمارات خلال العام المقبل إذا استمرت حالة الغموض الناجمة عن النزاعات التجارية الدولية واستمرت الشركات في تقليص أنشطتها.
وعلى صعيد موازٍ، قال معهد التمويل الدولي في تقرير له مساء أول من أمس، إن تدفقات أموال المستثمرين الأجانب إلى الاقتصادات الناشئة هبطت إلى 20.3 مليار دولار في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، من 24.9 مليار دولار في أكتوبر (تشرين الأول) السابق عليه.
وأضاف المعهد أن تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى نوفمبر الماضي بلغت 261.3 مليار دولار، بزيادة نسبتها 37 في المائة تقريباً عن الفترة نفسها من العام الماضي، لكنها تبقى منخفضة 90 مليار دولار عن الفترة نفسها من عام 2017.
وقال التقرير إن أسواق الأسهم في الاقتصادات الناشئة، مع استبعاد الصين، شهدت نزوح 3.9 مليار دولار في نوفمبر، بينما قفزت التدفقات إلى أسواق الأسهم الصينية إلى 8.2 مليار دولار. وتلقت ديون الأسواق الناشئة تدفقات بلغت 15.9 مليار دولار.