«الصحة العالمية»: قريبا.. إيبولا سيصيب 10 آلاف شخص أسبوعيا

وفاة موظف بالأمم المتحدة بالفيروس في ألمانيا

شاشة تلفزيونية تعرض خبرا عن بدء فحص المسافرين القادمين من الدول المتضررة بإيبولا وأخرى لمواعيد الرحلات في مطار هيثرو بلندن أمس (إ.ب.أ)
شاشة تلفزيونية تعرض خبرا عن بدء فحص المسافرين القادمين من الدول المتضررة بإيبولا وأخرى لمواعيد الرحلات في مطار هيثرو بلندن أمس (إ.ب.أ)
TT

«الصحة العالمية»: قريبا.. إيبولا سيصيب 10 آلاف شخص أسبوعيا

شاشة تلفزيونية تعرض خبرا عن بدء فحص المسافرين القادمين من الدول المتضررة بإيبولا وأخرى لمواعيد الرحلات في مطار هيثرو بلندن أمس (إ.ب.أ)
شاشة تلفزيونية تعرض خبرا عن بدء فحص المسافرين القادمين من الدول المتضررة بإيبولا وأخرى لمواعيد الرحلات في مطار هيثرو بلندن أمس (إ.ب.أ)

توفي موظف سوداني لدى الأمم المتحدة أمس في ألمانيا حيث كان يعالج من «إيبولا» قبل ساعات من اجتماع مجلس الأمن الدولي لبحث مكافحة الوباء الذي خلف أكثر من 4 آلاف وفاة معظمها في غرب أفريقيا حيث قالت منظمة الصحة العالمية إن «نسبة الوفيات تصل إلى 70 في المائة».
وتوفي السوداني البالغ من العمر 56 عاما في عيادة سانت جورج في لايبزيغ «رغم العناية الطبية المكثفة وكل جهود الطاقم الطبي»، كما أكد المستشفى في بيان. وأصيب الموظف في ليبيريا وهو واحد من 3 مصابين بالفيروس نقلوا إلى ألمانيا للعلاج، شفي أحدهم، وهو خبير سنغالي لدى منظمة الصحة العالمية، ويتلقى آخر وهو أوغندي يعمل لدى منظمة إنسانية إيطالية العلاج منذ 3 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي في مستشفى بفرانكفورت (غرب). وهذا ما دفع الأمم المتحدة إلى وضع 41 من العاملين ضمن بعثتها في ليبيريا قيد الحجر الصحي بينهم 20 عسكريا.
وكان مقررا أن يجتمع مجلس الأمن الدولي مساء أمس في نيويورك لبحث سبل مواجهة أخطر موجة من الوباء منذ اكتشافه في 1976 والذي أدى إلى إصابة 8914 شخصا منذ ظهوره بداية 2014 في 7 بلدان وخصوصا في ليبيريا وسيراليون وغينيا. وبلغت الوفيات 4447 وفق منظمة الصحة العالمية.
وشدد الرئيس الأميركي باراك أوباما والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال محادثة هاتفية على ضرورة أن «تبرهن الأسرة الدولية على مزيد من التصميم والالتزام للتصدي بحزم لهذه الأزمة»، وفق البيت الأبيض. وتحادث الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند كذلك مع أوباما ودعا إلى «زيادة التعبئة» قبل اجتماع وزراء الصحة في الاتحاد الأوروبي غدا الخميس في بروكسل للاتفاق على تعزيز إجراءات المراقبة على الحدود وتنسيق جهود الوقاية.
وبدأت بريطانيا وحدها، ضمن الدول الأوروبية، بمراقبة المسافرين القادمين في المطارات ومحطات القطار كما فعلت الولايات المتحدة وكندا. وباشرت السلطات البريطانية أمس استجواب الركاب القادمين من البلدان الأكثر إصابة بالفيروس، وقياس حرارة المسافرين في مطار هيثرو. وتعتزم فرنسا تطبيق إجراءات مماثلة للرحلات القادمة من غينيا.
وفي الولايات المتحدة، تبين أن 5 ركاب تم إخراجهم من طائرة قادمة من دبي في مطار لوغان في بوسطن لأنهم اشتكوا من أعراض الرشح ليسوا مصابين بإيبولا، كما أكد مسؤولون صحيون في ولاية ماساتشوستس. وأكد المسؤولون أن الركاب لا يعانون من إيبولا ولا من الالتهاب التنفسي لـ«الشرق الأوسط» (ميرز) الذي ظهر في السعودية في 2012 ولا من التهاب السحايا. وأوقفت الطائرة الإماراتية ووضعت تحت الحجر الصحي لساعتين بعد وصولها أول من أمس. وتم استقدام عدد من سيارات الإسعاف، وشوهد ممرضون باللباس الأبيض يصعدون إلى الطائرة لتحري الوضع. وتقرر أن تجري 5 مطارات أميركية تستقبل 94 في المائة من الركاب القادمين من ليبيريا وسيراليون وغينيا إجراءات فحص الركاب لدى وصولهم. وبدأ ذلك في مطار كينيدي السبت الماضي على أن تحذو المطارات الأخرى حذوه الخميس.
وتأخذ السلطات الأميركية خطر انتشار إيبولا على محمل الجد بعد إصابة ممرضة في مستشفى دالاس بتكساس جنوب البلاد في المستشفى الذي توفي فيه سائح ليبيري بعد أيام من وصوله. وقررت إسبانيا التي سجلت أول حالة بإيبولا خارج أفريقيا تأهيل كل العاملين في قطاع الصحة والإسعاف الذين يمكن أن يحتكوا بمرضى محتملين. وأعرب الأطباء المعالجين للممرضة تيريزا روميرو عن تفاؤل حذر حيال فرصها في الشفاء بعد 15 يوما من إصابتها، وقالوا إن وضعها مستقر. وتحدث الوفاة عادة في الأسبوعين الأولين بعد ظهور الأعراض. وفي حين اشتكى العاملون الصحيون في إسبانيا من ضعف التدريب، قال المسؤولون الصحيون في الولايات المتحدة إن «ثغرات في تطبيق إجراءات الوقاية هي السبب في حصول العدوى بإيبولا في مستشفى دالاس». وقالت السلطات إن حالة الممرضة المصابة مستقرة.
وفي ليبيريا، هددت الحكومة أمس بطرد العاملين الصحيين المضربين في اليوم العاشر من الإضراب للمطالبة بزيادة أجورهم. وقال وزير الصحة والتر غوينيغيل «كل من يبقى في بيته ويلبي نداء نقابات العاملين في المجال الصحي سيفقدون وظائفهم».
وبدأ الإضراب في عيادة آيلاند بمونروفيا التي تكتظ بالمرضى ثم انضم إليه عدد كبير من الممرضين والعاملين في المراكز الصحية في حين اختبأ مسؤولو النقابة الذين تلاحقهم السلطات. وينفذ الإضراب على نطاق واسع في المستشفيات، حيث كان المتغيبون أكثر بكثير ممن حضروا. وقال مكتب منظمة الصحة العالمية إن ثلث العاملين في عيادة آيلاند التي يديرها لم يحضروا. ودعا المكتب في رسالة إلكترونية الممرضين إلى استئناف العمل «حرصا على سلامة المرضى». وأضاف أن «الإضراب يزيد الضغوط على العاملين الذين يهتمون بالمرضى وهذا يزيد بالتالي مخاطر ارتكاب أخطاء وهو مصدر قلق لنا». ويطالب العاملون بإبرام عقود مع نحو 6 آلاف موظف يعملون من دون عقود ودفع الأجور التي وعدوا بها في بداية الأزمة والتي تراجعت عنها الحكومة.
وأصيب نحو 200 من العاملين الصحيين بإيبولا في ليبيريا توفي 95 منهم، وفق منظمة الصحة العالمية. ودعا رئيس بعثة الأمم المتحدة لمكافحة إيبولا أنتوني بانبري المزيد من الدول للمساعدة عبر إرسال عسكريين ومدنيين ومهنيين صحيين. وقالت مديرة منظمة الصحة العالمية مارغريت تشان إنها «لم تشهد من قبل أزمة تهدد بقاء المجتمعات والحكومات في بلدان تعاني من الفقر الشديد» في خطاب تلي نيابة عنها. وأضافت أن «هذا الوباء يبرهن كيف يمكن لأحد العناصر الأكثر فتكا في العالم أن يستغل أصغر نقاط الضعف في النظام الصحي في أفريقيا جنوب الصحراء حيث يوجد نقص في المهنيين وفي البنى الملائمة». وقال مسؤول في منظمة الصحة العالمية إن «نسبة الوفيات بين المصابين بالحمى النزفية الناجمة عن إيبولا في الدول الثلاث الأكثر إصابة قد تصل إلى 70 في المائة». وقال بروس ايلوارد مساعد المديرة العامة «ضمن هذه المجموعة من الأشخاص الذين نعرف أنهم مرضى ونعرف مصيرهم، هناك 70 في المائة من الوفيات. النسبة هي نفسها عمليا في الدول الثلاث» (ليبيريا وسيراليون وغينيا). وأضاف أن «عدد الإصابات يزداد ارتفاعا وقد يبلغ ما بين 5 آلاف و10 آلاف إصابة أسبوعيا في بداية ديسمبر (كانون الأول)». لكنه قال إنها توقعات عملية للمساعدة في توجيه جهود المكافحة الدولية.



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.