ضربات التحالف «تضعف» قوّة «داعش» في كوباني.. والأكراد يستعيدون قرية «تل شعير»

تركيا ترحِّل 82 لاجئا.. وتضارب حول مساعدات عراقية أرسلت إلى المدينة

كرديان يعاينان عبر الحدود عمود الدخان المتصاعد في سماء كوباني بعد غارة جوية من قبل طائرات التحالف على موقع لـ«داعش» أمس (أ.ف.ب)
كرديان يعاينان عبر الحدود عمود الدخان المتصاعد في سماء كوباني بعد غارة جوية من قبل طائرات التحالف على موقع لـ«داعش» أمس (أ.ف.ب)
TT

ضربات التحالف «تضعف» قوّة «داعش» في كوباني.. والأكراد يستعيدون قرية «تل شعير»

كرديان يعاينان عبر الحدود عمود الدخان المتصاعد في سماء كوباني بعد غارة جوية من قبل طائرات التحالف على موقع لـ«داعش» أمس (أ.ف.ب)
كرديان يعاينان عبر الحدود عمود الدخان المتصاعد في سماء كوباني بعد غارة جوية من قبل طائرات التحالف على موقع لـ«داعش» أمس (أ.ف.ب)

نجحت وحدات حماية الشعب الكردية في إعادة السيطرة على منطقة تل شعير، في غرب مدينة كوباني (عين العرب) السورية قرب الحدود التركية، التي كان تنظيم «داعش» استولى عليها قبل أسبوع. وجاء ذلك على وقع غارات التحالف الدولي ضد الإرهاب التي استهدفت مواقع التنظيم في المنطقة، مع احتدام الاشتباكات بين الأكراد و«داعش» على مختلف الجبهات، ووصلت أمس إلى وسط المدينة.
وقال الجيش الأميركي، أمس، إن القوات التي تقودها الولايات المتحدة نفذت 21 ضربة جوية قرب كوباني في سوريا خلال اليومين الماضيين لإبطاء تقدم مقاتلي «داعش»، لكنه حذر من أن الوضع ما زال غير مستقر على الأرض. وأوضح بان ثمة مؤشرات على أن الضربات الجوية أبطأت تقدم التنظيم في المدينة. لكنه حذر من أن مقاتلي التنظيم يحاولون كسب أراضٍ، وأن المقاتلين الأكراد «يواصلون الصمود».
كما قالت القيادة المركزية الأميركي، إن ضربة أصابت مصفاة لتكرير النفط قرب دير الزور، وإن ضربات أخرى دمرت منطقتي تجمع لمقاتلي التنظيم المتشدد ودمرت أو ألحقت أضرارا بمبانٍ تابعة له.
من جانبه، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ طائرات التحالف نفذت 5 ضربات على مناطق كوباني ومحيطها، حيث استهدفت 3 ضربات منها تمركزات وتجمعات التنظيم في حي كاني عَرَبَان ومحيط المركز الثقافي وشرق المربع الحكومي الأمني. بينما استهدفت ضربتان أخريان مناطق في قرية ترمك بجنوب كوباني. ولفت المرصد إلى أن اشتباكات عنيفة دارت بين مقاتلي التنظيم ووحدات حماية الشعب الكردي في الجهة الجنوبية وفي القسم الشرقي للمدينة وفي الريف الغربي في محاولة من الوحدات التقدم نحو منطقة الإذاعة.
وذكر مكتب أخبار سوريا، أن طائرات التحالف الدولي كثّفت غارتها منذ ليل أمس وحتى الصباح على المدينة، حيث شنَّت أكثر من 10 غارات، مستهدفةً مزرعة داود جنوبها، ومنطقة مكتلة شرقها، بالإضافة إلى أنها استهدفت منقطة بقرب بلدة تل شعير، غرب كوباني، مشيرا إلى أنّها أدّت إلى مقتل 5 عناصر من التنظيم وتدمير مدفعٍ ميداني له.
وأوضح نائب وزير الخارجية في كوباني إدريس نعسان لـ«الشرق الأوسط»، أن ضربات التحالف «ساهمت في إضعاف القوّة الهجومية للتنظيم وتمكّنت وحدات الحماية من استعادة المبادرة، وردّت بعمليات نوعية أدّت إلى سيطرته على قرية تل شعير في غرب المدينة، حيث أزيح علم التنظيم واستبدل بعلم وحدات حماية الشعب».
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، ذكر أنّ راية «داعش» أزيلت من على تلة بمحاذاة حي كاني عَرَبَان على أطراف كوباني، مشيرا إلى أنّه لم يعرف إذا كان عناصر «داعش» قد أزالوها تحسبًا لضربات التحالف أم أن مقاتلي وحدات الحماية تمكنوا من تنفيذ عملية نوعية في المنطقة.
وفيما أشار نعسان إلى أن حدّة الاشتباكات تراجعت قليلا، أمس، لفت إلى أن أول من أمس كان يوما صعبا، إذ عمد التنظيم إلى إرسال 9 سيارات وشاحنات مفخّخة لتفجيرها في المدينة، لكن نجحت وحدات الحماية في استهدافها عن بعد باستثناء واحدة انفجرت في عمق كوباني على مقربة من المستشفى الرئيس.
غير أن فايزة عبدي، عضو مجلس بلدية كوباني، التي لجأت إلى تركيا قالت لوكالة الصحافة الفرنسية، إن تنظيم «داعش»: «بات يطوق المدينة من 3 جهات».
ويشتبك مدافعون أكراد عن المدينة في معارك شوارع عنيفة مع مقاتلي «داعش» الذين يتقدمون باتجاه البلدة من 3 جبهات مما تسبب في فرار 200 ألف شخص على الأقل عبر الحدود.
ويحاصر مقاتلو التنظيم البلدة منذ 4 أسابيع تقريبا وشقوا طريقهم في الأيام القليلة الماضية ليسيطروا على نحو نصف البلدة. وقال مبعوث للأمم المتحدة، أن آلاف الأشخاص يمكن أن يُذبحوا إذا سقطت كوباني.
في موازاة ذلك، تضاربت المعلومات حول الدعم العسكري العراقي لأكراد سوريا. إذ وفي حين قال حميد دربندي مسؤول الملف السوري في رئاسة إقليم كردستان العراق: «ساعدناهم على جميع الساحات تقريبا. أرسلنا إليهم مساعدات تتضمن مساعدات عسكرية»، من دون أن يوضّح تفاصيل أخرى، لا سيما حول كيفية نقل الأسلحة، قال عصمت الشيخ رئيس مجلس الدفاع في كوباني لـ«رويترز»، إنهم لم يتسلموا رصاصة واحدة.
لكن مسؤولا كرديا عراقيا آخر أكد أنّ إقليم كردستان العراق تمكن من إرسال ذخيرة لكوباني، مضيفا: «يمكنني أن أؤكد أن هناك شحنات، كما أنه سيرسل المزيد منها أيضا. وحسب معلوماتنا فإنها أحدثت فرقا ما».
من جانبه، قال آلان عثمان المسؤول الإعلامي في المجلس العسكري الكردي بشمال شرقي سوريا، إن المساعدات التي تشمل ذخيرة للأسلحة الخفيفة وقذائف مورتر - تهدف إلى دعم الأكراد في قتال «داعش» في مدينة كوباني وتتضمن ذخيرة للأسلحة الخفيفة وقذائف مورتر، لكن يتعذر نقلها في شمال شرقي سوريا لأن تركيا لم تفتح ممرا للمساعدات.
وفي غضون ذلك، رحّلت تركيا 82 شخصا إلى كوباني كانوا ضمن الأكراد الذين احتجزتهم الأسبوع الماضي خلال محاولة هروبهم إلى أراضيها، وفق ما أكد لـ«الشرق الأوسط» مصطفى بالي الذي لا يزال محتجزا مع عشرات المدنيين في منطقة سروج التركية.
وقال مصطفى بالي الناشط من مكان احتجازه في تركيا لـ«الشرق الأوسط»: «احتجزونا في بداية الأمر في مدرسة قبل أن ينقلونا إلى هذه المنطقة، وهدّدونا بالذبح إذا لم نتوقف عن الإضراب، لكن نرفض ذلك قبل الإفراج عنا»، لافتا إلى أن عدد المحتجزين الذي أضربوا عن الطعام كان في بداية الأمر 158 شخصا، قبل أن يضاف إليهم 117 شخصا آخرين. وقد أفرجت السلطات التركية وفق بالي عن 17 طفلا تحت سن الـ12 سنة. وأضاف: «يأتون ويصوّرون المجموعة الجديدة من المحتجزين وهم يأكلون ويقولون ليقولوا إنّنا نتلقى المعاملة الجيدة ولسنا مضربين عن الطعام، لكن الواقع غير ذلك تماما، نعيش بين 4 جدران. ممنوع علينا فتح النوافذ أو الخروج». وأشار بالي إلى أن نائبين كرديين في البرلمان التركي زارا المعتقلين ووعداهم خيرا، لكن لم يحصل أي جديد في قضيتهم.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.