جاسم الشكيلي لـ«الشرق الأوسط»: لا يمكن تخيّل «خليجي 24» بدون السعودية

اعترف بهلاليته... وكشف عن زيارات سرية للرياض لتأكيد المشاركة في الدوحة

جاسم الشكيلي (الشرق الأوسط)
جاسم الشكيلي (الشرق الأوسط)
TT

جاسم الشكيلي لـ«الشرق الأوسط»: لا يمكن تخيّل «خليجي 24» بدون السعودية

جاسم الشكيلي (الشرق الأوسط)
جاسم الشكيلي (الشرق الأوسط)

كشف الدكتور العماني جاسم الشكيلي نائب رئيس الاتحاد الخليجي لكرة القدم أن إقامة بطولة كأس الخليج دون مشاركة المنتخب السعودي ستكون ناقصة تماما وأشبه بالكابوس بسبب القيمة الفنية للأخضر والإضافة الكبيرة للبطولة. وأشار إلى أنه تم السعي حتى الأيام الأخيرة قبل انطلاق البطولة لتأكيد مشاركة الأخضر، وهو مما نتج عنه النجاح في الحصول على موافقة المسؤولين في الرياضة السعودية، وعلى رأسهم الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، على مشاركة الأخضر في النسخة «24» المقامة حاليا في الدوحة.
وأضاف الشكيلي خلال حوار خاص لـ«الشرق الأوسط» أن إقامة البطولة دون السعودية والإمارات والبحرين ستكون ناقصة بكل معنى الكلمة؛ ولذا مثل وجودهم في النسخة الحالية العرس الكبير للخليج، حيث إن جميع الأشقاء عادوا إلى ساحة المنافسة واللقاء على المستوى الرياضي. وبين الشكيلي أن هناك جهودا كبيرة وزيارات مكوكية قام بها شخصيا من أجل الوصول إلى هذا المنجز المتمثل في مشاركة جميع المنتخبات الخليجية في هذه النسخة الحالية، إلا أنه اعتبر النجاح يجير لصالح الاتحاد الخليجي.
وكشف الشكيلي عن مدى تعلقه الشخصي بالكرة السعودية ومتابعة أدق التفاصيل فيها، معترفا أنه محب قديم لنادي الهلال؛ ولذا سيبقى في الدوحة حتى بعد نهاية البطولة الخليجية الحالية من أجل متابعة ومؤازرة الهلال في مونديال الأندية المقبل.
«الشرق الأوسط» التقت الشكيلي، فكان الحوار التالي:
> بداية كيف تم النجاح في إقناع جميع الاتحادات الخليجية بالمشاركة؟
- أود في البداية أن أؤكد أن هذا التجمع والعرس الخليجي لم يكن ليتم لولا وجود رغبة صادقة من جميع القيادات في الاتحادات الخليجية على الوجود في هذه البطولة التي لها إرث وتاريخ كبير وأهمية بالغة الأهمية لدى كل أبناء الخليج، ولهذا الحرص وتلك الرغبة من جميع المسؤولين كان علينا أن نقوم بدور فعال على أرض الواقع من أجل استثمار ذلك لمصلحة هذه البطولة، وأن توجد جميع المنتخبات في هذا الحدث، فلم يكن أحد يتصور أن تقام كأس الخليج بالمنتخبات الخمسة التي تم جدولة مبارياتها في وقت سابق وبغياب ثلاثة منتخبات شقيقة، وفي مقدمتها المنتخب السعودي الذي لا يمكن أن أوفيه حقه مهما عبرت من كلمات تجاه المملكة العربية السعودية؛ ولذا اجتهدنا وعملنا حتى تحقق الهدف الرئيسي الذي كنا نبحث عنه.
> هل لك أن تكشف لنا جانبا من الجهود التي قمتم بها من أجل جمع الأشقاء في هذه البطولة؟
- على المستوى الرسمي قمنا بمخاطبة الاتحادات الخليجية وكررنا ذلك عدة مرات حرصا على وجود جميع المنتخبات، ولكن كان يتوجب علينا التحرك أيضا على الجانب الشخصي، فقمت شخصيا بزيارة السعودية عدة مرات والالتقاء بالمسؤولين الذين لقيت منهم «كعادتهم» كل الحفاوة والتقدير، واجتمعت بالمسولين بشأن الرغبة الأكيدة بوجود المنتخب السعودي ومكانته الكبيرة وقيمته، وأنه ليس من السهل أن تقام البطولة بغياب عدد من الأشقاء، والحمد لله نتج عن المحاولات الموافقة من قبل رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، والذي أعتبره من الشخصيات الرائعة التي كسبتها الرياضة السعودية بشكل خاص والخليجية والعربية بشكل عام.
> زيارتك للرياض عدة مرات، هل اقتصرت على لقاء المسؤولين في الاتحاد السعودي لكرة القدم أم أن هناك زيارة ولقاء مع الأمير عبد العزيز بن تركي؟
- لم تكن جميع الزيارات معلنة لأسباب تصب في مصلحة نجاح تلك المساعي، وحقيقة لا يمكنني القول سوى أننا التقينا فعلا الأمير عبد العزيز بن تركي في لقاء لا أعتقد أنه تم الإعلان عنه، ولكنه في النهاية كان مثمرا وباتت نتائجه إيجابية على أرض الواقع وهو يستحق كل الشكر والتقدير والثناء.
> البعض يعتقد أن مشاركة المنتخب السعودي في هذه البطولة كان له أثر سلبي لأن البداية كانت متواضعة والخسارة من المنتخب الكويتي بثلاثة أهداف، على المستوى الشخصي ماذا تود أن تقول؟
- التجمع الخليجي هو تعزيز محبة ولقاء وأخوة وكل شيء إيجابي موجود في مثل هذه اللقاءات، بعيدا عن عاملي الفوز والخسارة في كرة القدم، على الصعيد الفني أرى أن المنتخب السعودي لم يكن متواضعا في المباراة الأولى ضد الكويت بل إنه كان أفضل في كثير من فترات المباراة، ولكنه خسر، وهذا ليس تقليلا من المنتخب الكويتي الذي يعد فارس بطولات الخليج وهي بطولته المفضلة دائما.
> تم تأجيل البطولة يومين عن موعدها بسبب تزامنها مع خوض الهلال السعودي نهائي بطولة آسيا للأندية أبطال الدوري، هل لعبت العاطفة الشخصية منك دورا في هذا الجانب أم أن الأمر يتعلق بكون الهلال يمثل الكرة السعودية والخليجية والعربية في تلك المباراة؟
- حقيقة إنني على المستوى الشخصي من مشجعي الهلال وأفخر بكوني أحب هذا الفريق البطل منذ الصغر، وهذا قد يغضب البعض مني، ولكن هذا جانب شخصي يتعلق بي، والهلال يمثل الكرة السعودية والخليجية والعربية في النهائي؛ ولذا كان من الطبيعي أن نؤجل البطولة الخليجية من أجل أن نتابع الهلال ويكون هناك مجال كاف لانضمام نجومه لصفوف المنتخب السعودي، وهذا حق في معادلة تكافؤ الفرص وفعلا انضم نجوم الهلال للمنتخب السعودي.
> هل تتابع بطولة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين السعودي والمنافسات الكروية الأخرى، أم أنك تكتفي بمتابعة المنافسات الكروية العمانية بحكم منصبك أيضا رئيسا للاتحاد العماني؟
- بكل تأكيد أتابع مباريات الدوري السعودي وتشدني المنافسة القوية فيه وهو من أقوى الدوريات على الصعيد العربي والقاري، وبإذن الله ينتج أبطال جدد للقارة الآسيوية، خصوصا أن الفرق السعودية والإماراتية والقطرية توجد بدوري أبطال آسيا.
> بطولة كأس الخليج تعتبر من البطولات التي كان لها دور لسنوات في تطور الكرة الخليجية إلا أن هناك من يرى أنه حان الوقت لإيقافها؟
- أهداف بطولات الخليج ليست مقتصرة على الجانب الفني بل إن أهدافها كبيرة ومهمة، ولكن كما تعرف المنتخبات في غرب آسيا كانت قوية لكنها تراجعت لصالح منتخبات شرق القارة، وتحديدا اليابان وكوريا الجنوبية، بل إنني أتذكر أن منتخب اليابان لم يكن قادرا على مقارعة منتخبات غرب آسيا القوية، ولكن هم تطوروا، والآن يمكنني الجزم أننا عدنا للنهوض والمنافسة بفوز قطر ببطولة آسيا للمنتخبات بالفوز على المنتخب الياباني والهلال على فريق أوراوا الياباني، وهذا يعني أن السيطرة عادت لغرب آسيا وتحديدا المنتخبات والفرق الخليجية مع استثناء إيران التي كانت لفترة قريبة أيضا تقارع الفرق والمنتخبات وهي من غرب آسيا.
> النسخة القادمة لبطولة كأس الخليج تم إقرارها في العراق وتحديدا محافظة البصرة، هل تعتقد أنها كانت ترضية أو مجاملة، أم أن الأمر مستحق للعراق وفق اللوائح المعتمدة لدى الاتحاد الخليجي؟
- في الحقيقة تم إرسال خطابات للاتحادات الخليجية بشأن استضافة النسخة المقررة بعد عامين، ولم نجد الموافقة بالرد أو الرغبة في الاستضافة سوى من الاتحاد العراقي، وبإذن الله سيتم كالمعتاد تنظيم زيارات للعراق للوقوف على الجاهزية وتوفير جميع المتطلبات ونثق بقدرة الحكومة على استعادة الأمن وتهيئة كل الأمور لكي تستضيف البطولة بعد غياب لقرابة أربعة عقود نتيجة الظروف التي مرت بها هذه البلاد العزيزة على قلوبنا جميعا.


مقالات ذات صلة

مانشيني لـ«الشرق الأوسط»: الأخضر سيذهب إلى الكويت بالأساسيين للفوز بكأس الخليج

رياضة سعودية الإيطالي روبرتو مانشيني المدير الفني للمنتخب السعودي في المؤتمر الصحافي (الشرق الأوسط)

مانشيني لـ«الشرق الأوسط»: الأخضر سيذهب إلى الكويت بالأساسيين للفوز بكأس الخليج

كشف روبرتو مانشيني المدير الفني للمنتخب السعودي أنه سيبحث عن تحقيق كأس الخليج العربي لكرة القدم «خليجي 26» التي ستقام في الكويت ديسمبر (كانون الأول) المقبل

سلطان الصبحي (الرياض )
رياضة عربية لوغو كأس الأندية الخليجية (الشرق الأوسط)

كأس الخليج للأندية تعود للواجهة من جديد بعد توقف 9 أعوام

ستعود منافسات كأس الأندية الخليجية لكرة القدم للواجهة من جديد بعد توقف دام نحو 9 سنوات.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة عربية الاتحاد الكويتي لم يوضح أي سبب للتأجيل (منصة إكس)

تأجيل انطلاق «خليجي 26» في الكويت 8 أيام

أعلن الاتحاد الكويتي لكرة القدم، اليوم (الثلاثاء)، تأجيل انطلاق كأس الخليج «خليجي 26» لمدة 8 أيام، لتبدأ في 21 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة عربية العراق هو البديل للكويت في حال تعذر الاستضافة لأي سبب (غيتي)

«خليجي 26» بالكويت ديسمبر المقبل... والعراق «البديل»

أكد اتحاد كأس الخليج العربي أن النسخة المقبلة من البطولة (خليجي 26) ستقام في الكويت كما تقرر سابقا، بينما سيكون العراق هو البديل في حال تعذر ذلك لأي سبب.

رياضة عربية بنيتو (د.ب.أ)

البرتغالي بينتو مدرباً لمنتخب الإمارات

قال الاتحاد الإماراتي لكرة القدم إنه تعاقد مع البرتغالي باولو بينتو لتدريب المنتخب الأول بعقد يمتد لثلاثة أعوام اليوم (الأحد).

«الشرق الأوسط» (دبي)

في أي عمر يتألق الأبطال الأولمبيون؟

تضم سباقات المضمار والميدان رياضيات متنوعة تعتمد على مهارات الجري والقفز والرمي (جامعة واترلو)
تضم سباقات المضمار والميدان رياضيات متنوعة تعتمد على مهارات الجري والقفز والرمي (جامعة واترلو)
TT

في أي عمر يتألق الأبطال الأولمبيون؟

تضم سباقات المضمار والميدان رياضيات متنوعة تعتمد على مهارات الجري والقفز والرمي (جامعة واترلو)
تضم سباقات المضمار والميدان رياضيات متنوعة تعتمد على مهارات الجري والقفز والرمي (جامعة واترلو)

هناك الكثير من العوامل التي تدخل ضمن مساعي الرياضيين الأولمبيين للحصول على الذهب، أبرزها المواظبة على التدريب وقضاء سنوات من الصرامة والشدة مع النفس، لكن عمر الرياضي أيضاً يعد أحد أهم هذه العوامل، وفق فريق بحثي من جامعة واترلو الكندية، استخدم الإحصائيات لمعرفة متى يبلغ أداء الرياضيين الأولمبيين في سباقات المضمار والميدان ذروته؟

ووفق نتائج الدراسة المنشورة في دورية «سيجنيفيكنس» (Significance) يتدرب معظم الرياضيين عادةً على مدار عدة سنوات للوصول إلى أفضل أداء ممكن لديهم أو ما يعرف بـ«ذروة الأداء» في سن معينة، قبل أن يتراجع مستوى الأداء تدريجياً.

قال ديفيد أووسوجا، طالب الماجستير في علوم البيانات بجامعة واترلو، والباحث الرئيسي للدراسة: «على عكس الرياضات الأولمبية الأخرى مثل كرة القدم، والتنس، التي لها منافساتها رفيعة المستوى خارج نطاق الألعاب الأولمبية، فإن دورة الألعاب الأولمبية هي أكبر مسرح يتنافس فيه رياضيو سباقات المضمار والميدان».

عبد الرحمن سامبا العدّاء القطري (الأولمبية القطرية)

وأضاف في بيان، نشر الأربعاء، على موقع الجامعة: «نظراً لأن الألعاب الأولمبية تقام مرة واحدة فقط كل أربع سنوات، يجب على الرياضيين في سباقات المضمار والميدان، أن يفكروا بعناية في متى وكيف يجب أن يتدربوا لزيادة فرص تأهلهم للأولمبياد لأقصى حد، بينما يكونون في ذروة الأداء الشخصي لهم». وتضم سباقات المضمار والميدان رياضيات متنوعة تعتمد على مهارات الجري والقفز والرمي.

قام باحثو الدراسة بتنظيم مجموعة بيانات الأداء الرياضي الاحترافي، سنة بعد سنة، لكل رياضي مسابقات «المضمار والميدان» الذين شاركوا ضمن المنافسات الفردية في دورات الألعاب الأولمبية، منذ دورة الألعاب التى أقيمت في عام 1996 في أتلانتا بالولايات المتحدة.

حلل الباحثون البيانات التي أخذت في الاعتبار خمسة عوامل: «الجنس، والجنسية، ونوع المسابقة الرياضية، ومدة التدريب الرياضي على مستوى النخبة المتميزة من الرياضيين، وما إذا كان هذا العام هو العام الذي عقدت فيه مسابقات الأولمبياد أم لا».

ووجدوا أن متوسط ​​عمر مشاركة الرياضيين الأولمبيين في ألعاب المضمار والميدان ظل ثابتاً بشكل ملحوظ لكل من الرجال والنساء على مدى العقود الثلاثة الماضية: أقل بقليل من 27 عاماً.

وهو ما علق عليه أووسوجا: «من المثير للاهتمام أن تحليلنا أظهر أن متوسط ​​​​ العمر للوصول إلى (ذروة الأداء) لهؤلاء الرياضيين كان 27 عاماً أيضاً».

ووفق النتائج، فإنه بعد سن 27 عاماً، هناك احتمال تبلغ نسبته 44 في المائة فقط، أن تكون لا تزال هناك فرصة أمام المتسابق للوصول إلى ذروة الأداء الرياضي، ولكن ​​في الأغلب ينخفض هذا الرقم مع كل عام لاحق لهذا السن تحديداً.

وقال ماثيو تشاو، الباحث في الاقتصاد بالجامعة، وأحد المشاركين في الدراسة: «العمر ليس العامل الوحيد في ذروة الأداء الرياضي»، موضحاً أن «الأمر المثير حقاً هو أننا وجدنا أن مدى وعي الرياضي بتوقيت البطولة، يساعد على التنبؤ بأدائه الرياضي بجانب درجة استعداده لها». وبينما يؤكد الباحثون أن تحليلهم نظري في الأساس، فإنهم يأملون أن تكون النتائج مفيدة لكل من الرياضيين والمشجعين.

ووفق أووسوجا فإن أهم النقاط التي نستخلصها من هذه الدراسة، هي أن «هناك قائمة من المتغيرات تساعد في التنبؤ بموعد ذروة الأداء لدى الرياضيين الأولمبيين».

وأضاف: «لا يمكنك تغيير سنة الألعاب الأولمبية، أو تغيير جيناتك، أو جنسيتك، ولكن يمكنك تعديل أنظمة التدريب الخاصة بك لتتماشى بشكل أفضل مع هذه المنافسات الرياضية».

وأشار تشاو إلى أن هذا النوع من الأبحاث يظهر لنا مدى صعوبة الوصول إلى الألعاب الأولمبية في المقام الأول، مضيفاً أنه «عندما نشاهد الرياضيين يتنافسون في سباقات المضمار والميدان، فإننا نشهد وفق الإحصائيات كيف يكون شخص ما في ذروة أدائه البدني، بينما يستفيد أيضاً من توقيت المنافسات ويكون محظوظًا للغاية».