لو سارت الأمور بشكل مختلف، للعب البرازيلي لوكاس مورا تحت قيادة المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو في بداية مسيرته الكروية بأوروبا؛ حيث كان جناح توتنهام هوتسبير قريبا من الانضمام لريال مدريد تحت قيادة مورينيو قادما من ساو باولو البرازيلي في صيف عام 2012، لكن مورا فضل الانتقال إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، قبل أن يحط الرحال في توتنهام هوتسبير.
وفي الحقيقة، قد لا يكون من الجيد رفض العمل تحت قيادة مورينيو، خاصة إذا عاد المدير الفني البرتغالي لتولي قيادة الفريق الذي تلعب فيه؛ حيث سيعمل مورا تحت قيادة مورينيو، الذي تولى قيادة توتنهام هوتسبير خلفا للمدير الفني الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو. لكن الحقيقة أن مورينيو ما زال معجبا بقدرات اللاعب البرازيلي، ويمكن القول إن مورا سيكون أحد أكبر المستفيدين من قدوم مورينيو إلى توتنهام هوتسبير.
ولم يكن بوكيتينو يعتمد على مورا كثيرا في التشكيلة الأساسية للسبيرز؛ حيث كان اللاعب البرازيلي يجلس كثيرا على مقاعد البدلاء، لدرجة أنه لم يشارك في التشكيلة الأساسية لتوتنهام هوتسبير أمام ليفربول في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، على الرغم من أنه كان «بطل» موقعة فريقه أمام أياكس أمستردام في الدور نصف النهائي عندما سجل ثلاثة أهداف (هاتريك) في مرمى الفريق الهولندي. لكن هذا العرض الاستثنائي لم يشفع له وظل حبيسا لمقاعد البدلاء في المباراة النهائية!
وتحدث لوكاس عن هذا الأمر، مشيرا إلى أنه يتعين عليه احترام قرار المدير الفني لأنه لاعب محترف، لكنه أكد في نفس الوقت على أن هذا القرار قد «حطم قلبه». وخلال الموسم الجاري، دفع بوكيتينو باللاعب البرازيلي في التشكيلة الأساسية لتوتنهام في ست مباريات من 17 مباراة لعبها الفريق في جميع المسابقات، وهو ما أثار الكثير من علامات الاستفهام حول نظرة المدير الفني الأرجنتيني للاعب البالغ من العمر 27 عاما. ومن المعروف أن بوكيتينو كان يعتقد أن مورا يقدم أفضل مستويات لديه عندما يلعب كمهاجم في عمق الملعب، وليس كجناح.
لكن وجهة نظر مورينيو مختلفة تماما؛ حيث دفع بمورا في مركز الجناح الأيمن في أول مباراتين له مع الفريق. وسجل مورا في المباراة التي فاز فيها توتنهام هوتسبير على مضيفه وستهام يونايتد بثلاثة أهداف مقابل هدفين في الدوري الإنجليزي الممتاز في المرحلة الثالثة عشر من الدوري الإنجليزي، كما صنع هدفا لهاري كين في المباراة التي انتهت بفوز توتنهام على أوليمبياكوس اليوناني بأربعة أهداف مقابل هدفين في دوري أبطال أوروبا الثلاثاء الماضي.
وقال مورا: «كل لاعب يريد أن يلعب، بغض النظر عن المركز الذي سيلعب به. لكن الجميع يعلم أنني لست مهاجما صريحا؛ فهذا ليس أفضل مركز بالنسبة لي. وعندما كان بوكيتينو يدفع بي في هذا المركز كنت أبذل قصارى جهدي، لأن أهم شيء بالنسبة لي هو مصلحة الفريق، لكن كل مدير فني له وجهة نظره الخاصة. والآن أشعر بأنني أقدم مستويات جيدة في مركز الجناح، لأنه المركز الذي كنت ألعب فيه دائما. إنني أشعر بأنني بحالة جيدة وأنا سعيد».
وعندما تسير الأمور على ما يرام بالنسبة لمورينيو، فكثيرا ما يقال إن عبقريته تكمن في البساطة، فهو ليس من نوعية المديرين الفنيين الذين يغيرون كثيرا في مراكز اللاعبين. وفي توتنهام هوتسبير، يسعى المدير الفني البرتغالي للعب بطريقة 4 - 2 - 3 – 1، في ظل الاعتماد على لاعبين في محور الارتكاز، مع استغلال السرعات على طرفي الملعب.
وقد كانت هذه هي الطريقة التي ساعدت بوكيتينو على تقديم أفضل مستويات له على الإطلاق مع توتنهام هوتسبير، ويرى مورينيو أن ديلي آلي يلعب بشكل جيد للغاية في مركز صانع الألعاب حيث يكون قريبا من هاري كين، وهو المركز الذي يظهر فيه آلي بأفضل شكل ممكن في حقيقة الأمر.
وخلال أول مباراتين لمورينيو مع توتنهام، دفع بإريك داير في خط الوسط بدلا من خط الدفاع، على الرغم من أنه استبدله بعد مرور 29 دقيقة من مباراة الفريق أمام أولمبياكوس. واعترف مورينيو بأنه أخطأ في التشكيلة الأساسية وأنه كان بحاجة إلى لاعب وسط واحد فقط وليس اثنين، وهو الأمر الذي جعله يدفع بكريستيان إريكسن، الذي يمتلك قدرات هجومية أكبر، ليحول طريقة اللعب إلى 4 - 1 - 4 – 1، ويبدو الأمر كما لو أن مورينهو يرى موسى سيسوكو كلاعب خط وسط ناحية اليمين، وليس كلاعب ارتكاز، على الرغم من اختلاف قدرات اللاعب عن لوكاس مورا. وقد دفع مورينيو بسيسوكو بدلا من مورا أمام وستهام يونايتد وأمام أولمبياكوس أيضا.
وقال مورا: «من السابق لأوانه الحديث عن التغيير، لكن يمكنكم أن تروا بعض التغييرات التي أجراها في المراكز داخل الملعب وفي بعض اللاعبين. وسوف ننجح في تطبيق هذه الفلسفة الجديدة على أرض الملعب خطوة بخطوة. لقد طالبنا بأن نبذل قصارى جهدنا، والنادي يمتلك بنية قوية وجمهورا رائعا للغاية، وكل ما يتعين علينا القيام به هو أن نثق في ذلك وأن نشعر بسعادة داخل الملعب. أما فيما يتعلق بالخطط التكتيكية، فيمكنكم أن تروا الأمر بكل سهولة. فالأمر بسيط وسهل للغاية».
وأضاف: «لست بحاجة إلى الحديث عنه، لأنه قادر على تحقيق الفوز وحصد البطولات. لقد فاز بالكثير من الألقاب، وأنا متأكد من أن لديه الكثير من الأشياء التي سيحضرها لنا. الكل يشعر بالتفاؤل مع قدومه، ونحن واثقون من قدرته على القيام بوظيفته كما ينبغي. إنه قادر على تطوير قدراتنا الذهنية».
وتحدث لوكاس عن انتقاله من البرازيل إلى أوروبا عام 2012 قائلا: «صحيح أنه عندما كنت في ساو باولو، أجرى وكيل أعمالي ووالداي محادثات مع مورينيو. وفي اللحظة الأخيرة، دخل باريس سان جيرمان في المفاوضات وقررت الانتقال إلى باريس. أنا سعيد لأنه يحبني، ومن المهم جداً بالنسبة لي أن أحظى بهذه الثقة من المدير الفني. وأنا سعيد بالفرصة التي منحني إياها».
لوكاس مورا المستفيد الأكبر من تعاقد توتنهام مع مورينيو
بوكيتينو المدير الفني السابق لتوتنهام لم يكن يعتمد على اللاعب في التشكيلة الأساسية للفريق
لوكاس مورا المستفيد الأكبر من تعاقد توتنهام مع مورينيو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة