مقتل فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في غزة

رغم تأجيل «مسيرات العودة» أمس

TT

مقتل فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في غزة

أعلنت وزارة الصحة التابعة في غزة أمس، مقتل فتى فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في شرق خان يونس وإصابة 4 آخرين، في حين قال شهود إن نحو 20 شاباً اقتربوا من السياج الحدودي الفاصل بين القطاع وإسرائيل. وقال أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة: «استشهد فهد محمد وليد الأسطل (16 عاماً) برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، في البطن شرق خان يونس كما أصيب 4 آخرون برصاص الاحتلال».
وبحسب شهود عيان، فقد تجمع نحو 20 شاباً وطفلاً قرب السياج الحدودي الفاصل عند مخيم «مسيرات العودة» بشرق خان يونس رغم إعلان تأجيل «مسيرات العودة» ليوم أمس (الجمعة). وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «تجمع عشرات المتظاهرين قرب السياج الأمني في قطاع غزة، وكانت هناك محاولات عدة للاقتراب من السياج وتخريبه، وإلقاء عبوات ناسفة عدة على السياج»، مضيفاً أن القوات الإسرائيلية استخدمت وسائل مكافحة الشغب وأطلقت رصاصاً حياً.
من جهته، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، طلال أبو ظريفة في تصريح: «أحيا متظاهرون اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني (أمس) بمخيم العودة (يبعد 700 متر عن السياج الحدودي) شرق خان يونس بأعداد واسعة، وأكدوا تمسكهم باستمرار مسيرات العودة وكسر الحصار». وأضاف أن «الروح التي أبداها المتظاهرون خلال وجودهم تعبر عن روح كفاحية عالية واستعداد للمضي قدماً بمسيرات العودة مهما كانت الظروف والتحديات».
وانطلقت «مسيرات العودة» في مارس (آذار) 2018. وقتل مذاك نحو 348 فلسطينياً معظمهم خلال هذه الاحتجاجات على الحدود. ويطالب المشاركون في المسيرات برفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع المستمر منذ أكثر من عقد، وبحق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى الأراضي التي هجروا منها عام 1948. وخاضت إسرائيل والفصائل الفلسطينية في القطاع 3 حروب منذ عام 2008. واعتقل جنود الاحتلال الإسرائيلي أمس شابين من على المدخل الجنوبي لمدينة قلقيلية، حيث اندلعت مواجهات في المكان. وقال شهود عيان إنه جرى اعتقال الشابين مؤمن مروان عوينات، وراشد محمود عطا أبو عصب (17 عاماً)، أثناء المواجهات الدائرة قرب بوابة جلجولية.
وأكد عضو الهيئة القيادية لمسيرات العودة وكسر الحصار، ماهر مزهر، أن «الاعتداء الذي نفذه الاحتلال الإسرائيلي على المتظاهرين السلميين شرق خان يونس أمس، يؤكد أن الهيئة الوطنية لمسيرات العودة اتخذت قراراً مسؤولاً فيما يتعلق بتأجيل المسيرة اليوم (الجمعة/ أمس)، والهيئة كانت لديها دلائل ومعطيات بقرار الاحتلال الاعتداء على المتظاهرين واستمرار عمليات القتل والبطش».
وقال مزهر في تصريح صحافي إن «إقدام الاحتلال على استهداف المدنيين العزل يمثل دليلاً قاطعاً على أن العدو كان يُبيت لارتكاب مجزرة بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وقرارنا كان نابعاً من المسؤولية الوطنية». وأضاف أن وصول الفلسطينيين ولو بأعداد محدودة إلى مخيمات العودة دليل على أن «شعبنا متمسك بالمسيرات وأن شعبنا يمتلك خزاناً ثورياً وكفاحياً ويريد مواصلة النضال، وأنه لن ييأس وسيتقدم الصفوف بمقاومة العدو بالصدور العارية». وحمل مزهر تداعيات ما جرى من جريمة بشعة بحق المتظاهرين السلميين «للعدو المجرم» قائلاً إنه «يعكس همجية الاحتلال، ومسيرات العودة مستمرة ومتواصلة ولن تتوقف، وسنكون الجمعة المقبل في الميادين».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.