حكومة الأردن تقر مشروع موازنة 2020

بعجز 1.7 مليار دولار ودون ضرائب جديدة

حكومة الأردن تقر مشروع موازنة 2020
TT

حكومة الأردن تقر مشروع موازنة 2020

حكومة الأردن تقر مشروع موازنة 2020

كشفت الحكومة الأردنية أمس الخميس عن تفاصيل مشروع قانون الموازنة العامة لسنة 2020 الذي أقره مجلس الوزراء، بعجز مالي يبلغ 1.247 مليار دينار أردني (نحو 1.759 مليار دولار)، وسط تأكيدات أن السنة المقبلة، ستشهد تحسناً على معيشة الأردنيين، وأن «الصعب أصبح وراء الحكومة»، إذ خلت الموازنة من فرض ضرائب جديدة على الأردنيين.
واستبقت الحكومة الأردنية التي تعاني من تراجع في شعبيتها، أي مواجهة محتملة مع البرلمان الأردني، بإدراج سلم زيادات للجهازين المدني والعسكري، وسلسلة إجراءات لمكافحة التهرب الضريبي، في الوقت الذي بدأت مرحلة التسخين للانتخابات البرلمانية المقبلة للمجلس التاسع عشر، إذ ينتهي عمر البرلمان الحالي دستورياً في شهر مايو (أيار) 2020.
وقال محمد العسعس، وزير المالية الأردني، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقد في مقر الحكومة مع وزير الإعلام أمجد العضايلة، إن أبرز الأسس التي تم اعتمادها في مشروع القانون، عدم فرض أي ضرائب جديدة، وإدراج سلم زيادات مالية على رواتب القطاع المدني العام والقطاع العسكري في البلاد، وإدراج زيادات رواتب المعلمين.
وعبر تحفيز النمو وزيادة الإيرادات، قال العسعس إن هذه الموازنة هي الأولى منذ سنوات التي «ترفع الإنفاق الرأسمالي بنسبة 33 في المائة، وتخصصه تحت عنوان الشراكة مع القطاع العام والخاص، لرفع كفاءة الإنفاق الحكومي، وتحسين خدمات البنية التحتية»، إلى جانب رفع مخصصات شبكة الأمان الاجتماعي وصندوق المعونة الوطنية المخصص للفقراء.
وفيما يتعلق ببندي النفقات والإيرادات، قال الوزير الأردني إن مشروع القانون اعتمد إدراج نفقات وإيرادات «واقعية» تجنباً لأي مفاجآت، من شأنها إبطاء الإنفاق الحكومي ومعالجة المتأخرات المالية، التي نجمت عن السنوات السابقة، من أجل ضخ سيولة في الاقتصاد المحلي ورفع ثقة المواطن به.
وبين أن حجم النفقات المتوقعة في الموازنة العامة للعام المقبل تبلغ 9.808 مليار دينار (13.8 مليار دولار)، وبعجز 1.247 مليار دينار مشمولة بالمنح الخارجية، بينما أشار إلى أن عجز الموازنة يبلغ دون المنح 2.054 مليار دينار (نحو 2.9 مليار دولار)، وبنسبة تبلغ 2.3 في المائة من الناتج المحلي.
وكشف الوزير عن توجه حكومي لدراسة إمكانية إجراء تخفيض جزئي وبسيط على ضريبة المبيعات، التي تبلغ 16 في المائة، وتعد من أعلى النسب في المنطقة.
وفي تفاصيل الأرقام الأخرى المتعلقة بالموازنة، شملت زيادة إنفاق صندوق المعونة الوطنية من 116 مليون دينار (163 مليون دولار) في العام الحالي، إلى 146 مليون دينار (205.9 مليون دولار) في 2020 المقبل، وزيادة إنفاق إنشاء وصيانة مساكن للأسر الفقيرة من 2.6 مليون دينار (3.67 مليون دولار) عام 2019، إلى 4.9 مليون دينار (6.91 مليون دولار) في 2020.
وأعلن الوزير أن نسبة الرواتب من النفقات الجارية تبلغ 65 في المائة، بينما تبلغ فوائد الدين العام 15 في المائة، والنفقات التشغيلية 10 في المائة، و10 في المائة لنفقات جارية أخرى، بينما تبلغ نسبة النفقات الجارية 15 في المائة، والرأسمالية 0.85 في المائة.
وبشأن تقدير الإيرادات العامة، نوه الوزير إلى أن التوقعات تدور حول 733 مليون دينار (1.03 مليار دولار)، وبما نسبته 10.4 في المائة، مقارنة مع العام الماضي بعد إعادة تقديرها.
وتوقع العسعس في موازنة العام المقبل، نمو الإيرادات مع ضريبة الدخل بنحو 207 ملايين دينار (291.96 مليون دولار)، بما نسبته 19.5 في المائة، لتعكس النمو في الناتج المحلي الإجمالي.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).