هل مستقبل مورينيو مع توتنهام مرهون بدفتر شيكات النادي؟

رغبة المدرب البرتغالي الدائمة في تدعيم صفوف فريقه قد تؤدي إلى حدوث صدامات

لم يسمح ليفي رئيس توتنهام لبوكيتينو بأن ينفق الكثير من الأموال على التعاقد مع لاعبين جدد (رويترز)  -  عودة مورينيو إلى الدوري الإنجليزي عبر بوابة توتنهام لم تكن متوقعة (رويترز)
لم يسمح ليفي رئيس توتنهام لبوكيتينو بأن ينفق الكثير من الأموال على التعاقد مع لاعبين جدد (رويترز) - عودة مورينيو إلى الدوري الإنجليزي عبر بوابة توتنهام لم تكن متوقعة (رويترز)
TT

هل مستقبل مورينيو مع توتنهام مرهون بدفتر شيكات النادي؟

لم يسمح ليفي رئيس توتنهام لبوكيتينو بأن ينفق الكثير من الأموال على التعاقد مع لاعبين جدد (رويترز)  -  عودة مورينيو إلى الدوري الإنجليزي عبر بوابة توتنهام لم تكن متوقعة (رويترز)
لم يسمح ليفي رئيس توتنهام لبوكيتينو بأن ينفق الكثير من الأموال على التعاقد مع لاعبين جدد (رويترز) - عودة مورينيو إلى الدوري الإنجليزي عبر بوابة توتنهام لم تكن متوقعة (رويترز)

في التاسع والعشرين من سبتمبر عام 2018، بدا مانشستر يونايتد تحت قيادة المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو مكسوراً، حيث كانت الشاشة العملاقة بملعب وستهام في تلك الليلة تعلن تأخر «الشياطين الحمر» بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، وهي الخسارة التي كانت بمثابة آخر مسمار في نعش المدير الفني البرتغالي. ولم يغادر أحد شرق لندن في ذلك اليوم وهو يعتقد أن مورينيو سيبقى في منصبه فترة أطول من ذلك.
وكان مورينيو يواجه صعوبات كبيرة مع مانشستر يونايتد لمدة شهرين ونصف - شجار وجدل واختبار لقوة صبره وتحمله - وعندما جاءت النهاية وأقيل مورينيو من منصبه، لم تنهر الجسور التي كانت بينه وبين مانشستر يونايتد فحسب، لكن بات هناك شعور بأنه من الصعب للغاية رؤية ناد آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز سيرغب مرة أخرى في التعاقد معه.
وفي الحقيقة، لم يكن أي شخص يتوقع أن يعود المدير الفني البالغ من العمر 56 عاما إلى الدوري الإنجليزي الممتاز عبر بوابة توتنهام، لعدة أسباب من بينها أن المدير الفني الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو كان يقدم مستويات جيدة للغاية مع توتنهام. ومن المفارقة أن أول مباراة لمورينيو على رأس القيادة الفنية لتوتنهام كانت على نفس الملعب أمام وستهام أيضا، وهي المباراة التي فاز فيها توتنهام بثلاثة أهداف مقابل هدفين قبل الفوز على أولمبياكوس 2 - 4 ليضمن التأهل لدور الـ16 في دوري أبطال أوروبا الثلاثاء.
لكن ما الذي يسعى رئيس توتنهام، دانييل ليفي، ومورينيو لتحقيقه في الفترة المقبلة؟ وقد رأينا أن مورينيو خلال تجاربه السابقة دائما ما كان يشكو على الملأ من عدم إنفاق ما يكفي من الأموال لإبراز صفقات جديدة وضم لاعبين جيدين للفريق، كما أنه لا يثق في اللاعبين الصاعدين من أكاديميات الناشئين. إنه يسعى دائماً للقيام بإصلاحات فورية من خلال التعاقد مع لاعبين بارزين ولديهم خبرات كبيرة على المستوى الدولي، وهذا هو السبب الذي يجعله قادراً على بناء فريق ينافس على البطولات بسرعة كبيرة، أو هذه على الأقل الصورة النمطية المأخوذة عنه.
وفي المقابل، يحتفظ ليفي بسجل شيكات توتنهام تحت الحراسة المسلحة، إن جاز التعبير. ومن المعروف عن رئيس توتنهام أنه يدخل في مفاوضات طويلة وشاقة حتى آخر قرش من أي صفقة يعقدها، ومن بين القصص الكثيرة في هذا الإطار القصة المتعلقة بتعاقده مع النجم الكرواتي لوكا مودريتش من دينامو زغرب مقابل 20 مليون جنيه إسترليني في عام 2008، فقد سأل المدير الفني لنادي دينامو زغرب عما إذا كان بإمكانه الحصول على خمسة قمصان لمودريتش، وعبر ليفي عن موافقته على القيام بذلك بكل سعادة، لكن عندما حصل نادي دينامو زغرب على شيكات الصفقة وجد ليفي قد خصم قيمة القمصان الخمسة!
وعلاوة على ذلك، لم يسمح رئيس توتنهام لبوكيتينو بأن ينفق الكثير من الأموال على التعاقد مع لاعبين جدد، حيث كان يتحجج بتمويل الملعب الجديد، وبالتالي فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: كيف سيتعامل مورينيو مع هذا الوضع؟ ومن المتوقع أن يدخل المدير الفني البرتغالي، الذي لا يتوقف عن طلب تدعيم صفوف فريقه بلاعبين جدد، في صدامات مع رئيس النادي الذي لا يرغب في إنفاق الكثير.
مع ذلك، أصبح يتعين على الرجلين أن يعملا سويا، بعدما أعلن ليفي عن تعيين مورينيو مديرا فنيا لتوتنهام خلفا لبوكيتينو بعد 12 ساعة فقط من إقالة المدير الفني الأرجنتيني. لكن عندما ننظر للأمور عن كثب، سيكون من السهل رؤية الأسباب التي جعلت ليفي يقرر التعاقد مع مورينيو بالتحديد، إذ إن هناك الكثير من العوامل المشتركة بين الرجلين، وخاصة فيما يتعلق بقسوتهما وطريقة تعاملهما البرغماتية مع الأمور.
وعلى الجانب الآخر، كان التقارب بين ليفي وبوكيتينو مُوثقاً جيداً، وأثمر تعاونهما عن مشاركة توتنهام في دوري أبطال أوروبا بشكل دوري. وفي الحقيقة، لم يكن ليفي يرغب في إقالة بوكيتينو، وقد أشاد به كثيرا في بيانه. لكنه أقاله في نهاية المطاف بعد تراجع نتائج الفريق بشكل واضح في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهي النتائج التي تجعل من الصعب للغاية على الفريق إنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، وبالتالي كان يتعين على ليفي أن يتخذ قرارا فوريا. ولم يكن بالإمكان تأخير القرار أكثر من ذلك، ولم يكن بإمكان ليفي المخاطرة بالانتظار حتى الصيف المقبل. لقد انتهى ليفي من بناء الملعب الجديد، وبالتالي فهو بحاجة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا، لذلك نحى ليفي مشاعره الشخصية جانبا وقرر الإطاحة ببوكيتينو. لكن ماذا عن مورينيو، الذي يتمتع بصداقة قوية مع بوكيتينو؟ من الواضح أن مورينيو قد دخل في مفاوضات مع ليفي قبل إقالة بوكيتينو - فقد كان يضع عينيه على منصب المدير الفني لتوتنهام منذ فترة - لكن مورينيو ينظر إلى الأمر على أنه عمل في المقام الأول والأخير. وقد أعاد ذلك إلى الأذهان الطريقة والتوقيت الذي تولى فيه مورينيو قيادة مانشستر يونايتد عام 2016 خلفا للهولندي لويس فان غال، الذي سبق وأن عمل معه في برشلونة ووصفه بأنه «صديق مقرب للغاية».
ومن المعروف أن ليفي لا يتعامل مع الأمور بالعواطف، وخاصة خلال المفاوضات، فلا يحركه إلا الرغبة في كسب المزيد من الأموال وإضافة قيمة أكبر لنادي توتنهام. كما أنه يتسم بالبرغماتية، فإذا لم يتمكن من إنهاء صفقة ما فإنه يتوقف على الفور ويمضي قدما في اتجاه آخر، لكنه لا يبحث أبداً عن طرق ملتوية أو غير مباشرة خارج إطار النظام الذي وضعه ويسير عليه.
وفي الوقت نفسه، فقد أظهر مورينيو برغماتيته داخل الملعب، فهو لا يهتم بكسب ود الأشخاص وإقامة علاقة جيدة معهم، بل يهتم في المقام الأول والأخير بتحقيق الفوز ولا شيء غيره، بغض النظر عن الطريقة التي يحقق بها ذلك، فإذا كان يمكنه الفوز بهدف واحد دون رد حتى لو قدم أداء سيئاً، فلا توجد لديه مشكلة في ذلك. وإذا كان التعادل السلبي في مصلحته فلن يجد أي مشكلة في أن يلعب بطريقة دفاعية بحتة من أجل الحصول على نقطة التعادل. ولا يوجد أدنى شك في أن ليفي سوف يستمتع بوجود مثل هذا المدير الفني الجاد، الذي لا يبحث عن شيء سوى الفوز. ويجب الإشارة إلى أنه خلال وجود ليفي في توتنهام منذ 19 عاماً، لم يفز الفريق سوى بلقب واحد لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة!
وكان لدى ليفي ثلاثة معايير رئيسية للمدير الفني الجديد، أحدها أنه يتحدث الإنجليزية بطلاقة، وهو المعيار الذي يتوفر في مورينيو. أما المعياران الآخران، فيتمثلان في أن يتمتع المدير الفني بالشخصية التي تجعله يحظى باحترام اللاعبين في غرفة خلع الملابس، وبخاصة نجم الفريق هاري كين، وأن يكون المدير الفني يحتاج توتنهام بالقدر نفسه الذي يحتاج توتنهام إليه.
ولا يمكن لأحد أن يشكك في قدرات مورينيو كمدير فني كبير، بالإضافة إلى أنه سيجد في توتنهام مجموعة من اللاعبين الحريصين على الاستفادة من عقليته التي تفكر دائماً في الفوز من أجل الحصول على البطولات التي طال انتظارها. وبالتالي، فإن ليفي قد أخذ مخاطرة محسوبة بشكل دقيق. وبالنظر إلى أن عددا من أفضل لاعبي الفريق تنتهي عقودهم مع النادي قريبا ولم يظهروا أي رغبة في تجديد عقودهم، فهل يستطيع مورينيو تغيير هذا الأمر؟ لقد دفع ليفي لبوكيتينو تعويضا قدره 12.5 مليون جنيه إسترليني لإقالته، لكنه سيسترد أضعاف هذا المبلغ لو وافق كريستيان إريكسن، على سبيل المثال، على تجديد عقده.
وفي المقابل، يحتاج مورينيو إلى توتنهام لأنه يشعر بأن مهمته في الدوري الإنجليزي الممتاز لم تنته بعد. إنه يريد أن يوضح للجميع أنه لا يزال قادراً على قيادة هذه المجموعة من اللاعبين الجيدين إلى آفاق جديدة.


مقالات ذات صلة

مدرب توتنهام يهاجم فيرنر: لم تكن مثالياً أمام رينجرز

رياضة عالمية استبدل بوستيكوغلو المهاجم فيرنر ودفع بالجناح ديان كولوسيفسكي (إ.ب.أ)

مدرب توتنهام يهاجم فيرنر: لم تكن مثالياً أمام رينجرز

وجه أنجي بوستيكوغلو، مدرب توتنهام هوتسبير، انتقادات لاذعة لمهاجمه تيمو فيرنر بعدما استبدله بين الشوطين خلال التعادل 1-1 مع رينجرز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوندوغان نجم السيتي خلال مواجهة اليوفي بدوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)

غوندوغان: على الجميع تقديم أفضل أداء لتبديل حظوظنا

اعترف الألماني إلكاي غوندوغان، لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي، بأن فريقه "لم يعد جيدا بشكل كاف"، في الوقت الذي فشل فيه في إيجاد حل لتبديل حظوظه بالموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كايل ووكر (أ.ف.ب)

سيتي يدين الإساءة العنصرية ضد قائده ووكر

أدان مانشستر سيتي الإساءات العنصرية، عبر الإنترنت، التي استهدفت قائد فريقه كايل ووكر بعد الخسارة 2 - صفر أمام يوفنتوس الإيطالي في دوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية رحل أشوورث عن يونايتد يوم الأحد الماضي بموجب اتفاق بين الطرفين (رويترز)

أموريم: أهداف مانشستر يونايتد لن تتغير برحيل أشوورث

قال روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد، إن رحيل دان أشوورث عن منصب المدير الرياضي يشكل موقفاً صعباً بالنسبة للنادي لكنّ شيئاً لم يتغير فيما يتعلق بأهدافه.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ب)

غوارديولا: «سُنة الحياة» هي السبب فيما يجري لمانشستر سيتي

رفض المدرب الإسباني لمانشستر سيتي الإنجليزي بيب غوارديولا اعتبار الفترة الحالية التحدي الأصعب في مسيرته.


«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.