المغرب وموريتانيا يوحدان جهودهما لمواجهة التهديدات الأمنية

اجتماع رفيع المستوى بين وزيري الداخلية وكبار المسؤولين الأمنيين

المغرب وموريتانيا يوحدان جهودهما لمواجهة التهديدات الأمنية
TT

المغرب وموريتانيا يوحدان جهودهما لمواجهة التهديدات الأمنية

المغرب وموريتانيا يوحدان جهودهما لمواجهة التهديدات الأمنية

اتفق المغرب وموريتانيا على تعزيز وتوحيد جهودهما الأمنية لمواجهة التحديات الأمنية التي تعصف بالمنطقة، وقررا رفع مستوى التنسيق إلى الحد الأقصى.
وخلال ثلاثة أيام احتضنت العاصمة المغربية الرباط لقاءات ثنائية وموسعة بين وزيري داخلية البلدين، وكبار المسؤولين الأمنيين من الطرفين، وذلك للتوصل لرؤية موحدة وتعزيز العمل المشترك.
وقدم وزير الداخلية المغربي محمد حصاد دعوة رسمية خاصة إلى نظيره الموريتاني محمد ولد أحمد رارة لزيارة الرباط، وهو ما لباه الوزير الموريتاني رفقة وفد أمني رفيع. والذي أجرى كذلك لقاءً مع وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار.
وتوجت اللقاءات باجتماع رفيع المستوى أمس (الاثنين) بين وفدي البلدين، ترأسه وزيرا الداخلية المغربي محمد حصاد والموريتاني محمد ولد أحمد رارة، وحضره 14 من كبار المسؤولين الإداريين والأمنيين في البلدين.
وقال وزير الداخلية المغربي عقب اللقاء إن موريتانيا والمغرب من البلدان التي تنعم بالاستقرار في المنطقة، مبرزا أن التعاون بينهما سيمكن من زيادة التنسيق بين البلدين للحفاظ على هذا الاستقرار، في ظل التحديات الأمنية في المنطقة. وأضاف أن هذا اللقاء يشكل انطلاقة جديدة للتعاون في مجالات اختصاص وزارتي داخلية البلدين، مشددا على أن القضايا الأمنية ينبغي أن تكون موضوع "تنسيق كبير جدا بين البلدين، لاسيما أن هذا التعاون له تاريخ وسنجدده"، حسب تعبيره.
وأكد حصاد أن اللقاء يأتي في إطار تعليمات العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز من أجل الارتقاء بالعلاقات التي تجمع بين البلدين إلى "علاقات استراتيجية للتعاون". مشيرا إلى أن الجانبين سيكون لديهما "الوقت الكافي لتدارس كل هذه النقاط التي ستمكن من إعطاء هذه الانطلاقة الجديدة".
ويأتي التنسيق بين المغرب وموريتانيا، في ظل المخاطر التي تواجهها المنطقة، خصوصا مع التطورات الأمنية في كل من ليبيا ومالي، حيث تنشط جماعات متشددة عابرة للحدود. إضافة للخطر المتصاعد الذي بات يمثله تنظيم "داعش"، والذي يتخذ البلدان احتياطاتهما للحيلولة دون وصوله إليهما.
ويعد المغرب وموريتانيا الوحيدين في المغرب العربي اللذين لا توجد على أراضيهما جماعات مسلحة متشددة.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.