مواجهات بين الشرطة ومعارضين للانتخابات في الجزائر

جانب من المظاهرات الرافضة للانتخابات وسط العاصمة الجزائرية (أ.ف.ب)
جانب من المظاهرات الرافضة للانتخابات وسط العاصمة الجزائرية (أ.ف.ب)
TT

مواجهات بين الشرطة ومعارضين للانتخابات في الجزائر

جانب من المظاهرات الرافضة للانتخابات وسط العاصمة الجزائرية (أ.ف.ب)
جانب من المظاهرات الرافضة للانتخابات وسط العاصمة الجزائرية (أ.ف.ب)

اندلعت مواجهات أمس (الأربعاء) في البويرة بشرق الجزائر بين الشرطة ومتظاهرين حاولوا منع تجمع للمرشح إلى الانتخابات الرئاسية علي بن فليس، بحسب صحافيين.
وذكر صحافي طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية: «كان هناك في خارج القاعة حيث كان التجمع منتظراً، تراشق بالحجارة وإطلاق الغاز المسيل للدموع». وأضاف الصحافي الذي يرافق رئيس الحكومة الأسبق في تنقلاته إنه اضطر للابتعاد عن المكان.
وبحسب العديد من الصحف والمواقع الإخبارية فإن مئات المتظاهرين تجمعوا قبل وصول بن فليس، أمام دار الثقافة في البويرة (90 كلم شرق الجزائر) حيث كان يفترض أن ينظم تجمعاً انتخابياً.
وذكرت مواقع إخبارية محلية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي أن «التوتر بدأ منذ الصباح» قبل أن يعود الهدوء في نهاية اليوم. ومع ذلك نظم بن فليس تجمعه، كما ظهر على موقع حملته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
وذكر خلال كلمته في التجمع الذي حضره عدد قليل من مناصريه: «علمت أنه قبل أن يبدأ هذا الاجتماع أنه كان هناك نوع من العنف. أنا آسف لذلك فقد جئت حاملاً السلم والسلام».
ويردّد علي بن فليس رئيس الحكومة بين 2000 و2003. في كل مرة أنه أصبح معارضاً منذ غادر منصبه بعد خلاف مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. لكنه يبقى في نظر الحراك الشعبي جزءاً من النظام الذي يطالبون برحيله مثله مثل المرشحين الآخرين.
ويجد المترشحون الخمسة للانتخابات المقرر عقدها في 12 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، صعوبة في تنظيم تجمعات منذ بداية الحملة، بسبب مظاهرات الرفض تزامناً مع تنقلاتهم في مختلف مناطق البلاد، مما يوحي بنسبة مشاركة ضعيفة بحسب مراقبين.
وكان الفريق أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش الجزائري قد دعا أمس (الأربعاء)، المواطنين إلى «الوقوف إلى جانب وطنهم» عبر المشاركة القوية في الانتخابات التي ترفضها الحركة الاحتجاجية.
وفي 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري قال صالح إن الجزائر بحاجة إلى «كل أبنائها الأوفياء» ودعاهم إلى «القيام بواجبهم نحو الوطن» بالمشاركة في الاقتراع.
وطمأن الفريق في خطابه أمس، أمام قادة الجيش بأن الانتخابات «ستجرى في جو من الديمقراطية الحقة» و«عندما يقول الشعب الجزائري كلمته فعليه أن يعلم أن الجيش سيكون دائماً مرافقاً لهذا الشعب الأصيل والكريم، ومزكياً لخياراته».
وكذلك أشار رئيس الأركان ونائب وزير الدفاع إلى أن الجزائر «سيدة في قرارها لا تقبل أبداً أي تدخل أو إملاءات ولا تخضع لأي مساومات من أي طرف مهما كان» وذلك عشية تقديم مشروع قرار في البرلمان الأوروبي حول «وضع الحريات» في الجزائر.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.