من فاردي إلى ليفاندوفسكي... رأس الحربة التقليدي يتألق مرة أخرى

اللاعبان يملكان كل القدرات والإمكانيات التي تتطلبها كرة القدم الحديثة

نجح ليفاندوفسكي في هز الشباك في المباريات الـ11 التي لعبها بايرن ميونيخ في الدوري الألماني ما عدا الجولة الأخيرة  -  فاردي يتألق مع ليستر هذا الموسم
نجح ليفاندوفسكي في هز الشباك في المباريات الـ11 التي لعبها بايرن ميونيخ في الدوري الألماني ما عدا الجولة الأخيرة - فاردي يتألق مع ليستر هذا الموسم
TT

من فاردي إلى ليفاندوفسكي... رأس الحربة التقليدي يتألق مرة أخرى

نجح ليفاندوفسكي في هز الشباك في المباريات الـ11 التي لعبها بايرن ميونيخ في الدوري الألماني ما عدا الجولة الأخيرة  -  فاردي يتألق مع ليستر هذا الموسم
نجح ليفاندوفسكي في هز الشباك في المباريات الـ11 التي لعبها بايرن ميونيخ في الدوري الألماني ما عدا الجولة الأخيرة - فاردي يتألق مع ليستر هذا الموسم

منذ أن اعتمدت المجر على «رأس الحربة الوهمي» في مباراتها أمام إنجلترا على ملعب ويمبلي عام 1953 وقدمت أداء رائعاً في تلك المباراة، أصبح رأس الحربة الصريح أو التقليدي يعاني من أجل حجز مكان له في كرة القدم الحديثة.
وفي الوقت الحالي، يتعين على رأس الحربة أن يتميز بالقوة البدنية الهائلة والقدرة على بذل مجهود كبير للغاية والمرونة الخططية، وغالباً ما يستفيد من هذه الصفات اللاعبون القادمون من الخلف الذين يسجلون الأهداف ويستحوذون على العناوين الرئيسية للصحف. وقد مرت 15 عاماً كاملة منذ حصول آخر رأس حربة صريح على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم - لاعب ميلان أندريه شيفيتشنكو - وهو ما يعد بمثابة نهاية للعصر الذهبي لرأس الحربة التقليدي، الذي بات الآن مهدداً بالانقراض في عصر تعتمد فيه جميع الفرق على الضغط المتواصل والاستحواذ على الكرة أطول وقت ممكن.
ربما يكون هذا هو الوضع من الناحية النظرية، لكن على أرض الواقع فالأمر يختلف تماماً، والدليل على ذلك أن جيمي فاردي وروبرت ليفاندوفسكي وكريم بنزيمة وسيرو إيموبيلي يحتلون صدارة الهدافين في الدوريات الأوروبية بعدما بلغت حصيلتهم التهديفية معاً 50 هدفاً هذا الموسم. ويعد إيموبيلي هو الأصغر سناً بين هؤلاء اللاعبين (29 عاما)، بينما يبلغ فاردي من العمر 32 عاماً. ولا ينظر أي شخص إلى تسجيل المهاجمين للأهداف على أنه شيء غير طبيعي، لكن ما الأسباب التي جعلت هؤلاء المهاجمين التقليديين يتألقون بهذا الشكل في لعبة لم تعد تعتمد على هذا النوع من المهاجمين منذ فترة طويلة؟
وهناك بعض الصفات المشتركة بين هؤلاء اللاعبين الأربعة. ويعد بنزيمة هو الوحيد من بين هؤلاء اللاعبين الذين لعب 10 سنوات كاملة في أعلى مستوى في كرة القدم. وعندما انضم بنزيمة إلى ريال مدريد عام 2009، كان ليفاندوفسكي لا يزال يلعب في بولندا، أما إيموبيلي فكان لا يزال يشق طريقه في الدوريات الأدنى من الدوري الإيطالي الممتاز، في حين كان فاردي يلعب في مسابقات للهواة.
ويقدم فاردي مستويات رائعة للغاية مع ليستر سيتي هذا الموسم تجعل المرء يشعر بأنه أصغر كثيراً من عمره الحقيقي، وساعده على هذا التألق أنه لم يتعرض لإصابات قوية تؤثر على مسيرته الكروية. وقد اتخذ فاردي قرارا باعتزال اللعب الدولي مع المنتخب الإنجليزي بعد نهاية كأس العالم العام الماضي. وفي المقابل، يغيب بنزيمة عن منتخب فرنسا منذ أربع سنوات، لكنه لم يكن هو صاحب قرار الابتعاد عن منتخب الديوك، لكن من المؤكد أن فترات الراحة الإضافية التي يحصل عليها بسبب عدم لعبه مع منتخب بلاده قد أفادته كثيرا في مسيرته مع الفريق الملكي. وفي السنوات الأخيرة أصبح اللاعبون يعانون بشدة بسبب كثرة المباريات مع الأندية والمنتخبات، وخير مثال على ذلك أن الفترة الزمنية بين نهاية كأس الأمم الأفريقية وانطلاق الموسم الجديد للدوري الإنجليزي الممتاز لم تتجاوز ثلاثة أسابيع.
ويستفيد اللاعبون الأربعة الذين أشرنا إليهم سابقا من استقرارهم مع أنديتهم لفترة طويلة، حيث يتمتعون معا بخبرات إجمالية تصل إلى 25 عاما مع أنديتهم الحالية. ويلعب ليفاندوفسكي وبنزيمة مع أندية تنعم بالاستقرار وتواصل التطور بمرور الوقت، في حين أن فاردي وإيموبيلي قد نجحا في تطوير قدراتهما من أجل مواكبة التطور من حولهما، لكن المهاجمين في كل مكان يستفيدون من الطرق التكتيكية المختلفة التي تعتمد عليها الأندية الأوروبية.
لقد أعادت كرة القدم الحديثة الاعتماد على اللياقة البدنية الهائلة، والدليل على ذلك أن ليفربول بقيادة المدير الفني الألماني يورغن كلوب قد نجح في إقصاء برشلونة من الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي بسبب الفارق الواضح في اللياقة البدنية بين الفريقين. وحتى المدير الفني الإسباني، الذي نادراً ما يفضل الاعتماد على رأس حربة صريح وتقليدي، يحث لاعبي مانشستر سيتي دائماً على إرسال الكرات العرضية بشكل متواصل إلى منطقة جزاء الفرق المنافسة. وقد لعبت تقنية حكم الفيديو المساعد (الفار) دوراً في هذا الأمر أيضاً، حيث أشارت بعض الدراسات إلى أن هذه التقنية قد ساهمت في إبطاء وتيرة اللعب وبناء الهجمات من الخلف وزادت الشك في قدرات المدافعين، وهو الأمر الذي صب في مصلحة المهاجمين في نهاية المطاف.
ورغم كل هذه الظروف المفيدة، ما زال يتعين على المهاجمين أن يعملوا بكل قوة من أجل التكيف مع طرق اللعب الحديثة، وخير مثال على ذلك جيمي فاردي، الذي قاد ليستر سيتي للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز عام 2016 باعتباره مهاجماً ذكيا وسريعا مثل اللاعبين الذين يلعبون على أطراف الملعب، لكنه كان أيضا يمتلك المقومات التي تؤهله للعب داخل الصندوق. لكن عندما تقدم آرسنال بعرض للحصول على خدماته الصيف الماضي، تساءل الجميع كيف يمكن لأسلوب فاردي أن يتناسب مع طريقة لعب فريق مثل آرسنال يعتمد دائما على تقديم كرة قدم هجومية؟
لكن بريندان رودجرز، المدير الفني لليستر سيتي، أوضح هذا الأمر قائلاً: «إننا نلعب دائما على نقاط قوته، وهي اللعب المباشر، نظراً لأن فاردي ليس من نوعية اللاعبين القادرين على ربط خطوط الفريق المختلفة وتبادل الكرات القصيرة مع زملائه، لكنه يفضل اللعب كآخر شخص في فريقه وأن يكون قريباً من مرمى الفريق المنافس».
ويمكن أن يستفيد فاردي أيضاً من الطريقة التي يلعب بها ليستر سيتي والتي تعتمد على الضغط المتواصل على حامل الكرة، حيث يكون مستعداً للانقضاض على مدافعي الفريق المنافس بالقرب من منطقة الجزاء أو داخلها. وعلاوة على ذلك، يمتاز اللاعب بالقدرة على إنهاء الهجمات وإحراز الأهداف من أنصاف الفرص. وقد سجل فاردي 10 أهداف في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، من بينها أربعة أهداف بقدمه اليسرى، وثلاثة أهداف باليمنى، وثلاثة أهداف بالرأس. وإذا قلنا إن معدل التصويب على المرمى يصل إلى تصويبتين في المباراة الواحدة، فإن معدل «الأهداف المتوقعة» للاعب البالغ من العمر 32 عاماً يصل إلى خمسة أهداف، وهو ما يعني أن فاردي قد يكون المهاجم الأكثر خطورة في الدوريات الأوروبية الكبرى هذا الموسم.
وكما هو الحال مع فاردي، فقد أجرى إيموبيلي بعض التغييرات على أدائه الخططي والتكتيكي، لكن بينما غير فاردي مركزه ليصبح أكثر قربا من المرمى، تراجع اللاعب الإيطالي للخلف أكثر لكي يكون قادرا على الابتعاد عن الرقابة والتقدم من الخلف للأمام. وقد أثبت إيموبيلي أنه مهاجم من طراز فريد منذ انضمامه للنادي في عام 2016 وعمله تحت قيادة المدير الفني سيميوني إنزاغي، لكن اللاعب وصل إلى مستويات غير مسبوقة خلال الموسم الحالي. صحيح أن تسديداته على المرمى أصبحت أقل من ذي قبل، لكنه أصبح أكثر فعالية على المرمى بسبب طريقة لعبه المباشرة واعتماد الفريق على الهجمات المرتدة السريعة، وهي الطريقة التي تناسب إيموبيلي تماماً.
وقد سجل إيموبيلي خلال الموسم الحالي 14 هدفا في الدوري الإيطالي الممتاز، نصف إجمالي عدد الأهداف التي سجلها لاتسيو، وكان اللاعب الوحيد الذي يسبقه في عدد الأهداف في الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا هو مهاجم بايرن ميونيخ، روبرت ليفاندوفسكي. وسجل المهاجم البولندي 23 هدفا في 18 مباراة لعبها مع فريقه خلال الموسم الحالي. وفي الوقت الحالي، يصل معدل تسديدات ليفاندوفسكي على المرمى إلى خمسة تسديدات في المباراة الواحدة، كما أن إحرازه 16 هدفا في الدوري الألماني الممتاز يعد أمرا رائعا، خاصة أن الفريق يمر بمرحلة انتقالية.
ويجب الإشارة إلى أن ليفاندوفسكي، البالغ من العمر 31 عاما، لا يمتلك الحس التهديفي بالقدر نفسه الموجود عند فاردي وإيموبيلي، لكنه يلعب بشكل أقرب إلى الطريقة التي كان يلعب بها النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في أيامه الأخيرة مع ريال مدريد. ونجح ليفاندوفسكي في هز الشباك في كل مباراة من المباريات الـ11 التي لعبها بايرن ميونيخ في الدوري الألماني الممتاز، كما أحرز هذه الأهداف من جميع الزوايا وبكل الطرق الممكنة، فتارة تراه يسجل من مسافات بعيدة، وتارة أخرى يسجل من ضربات بالرأس. ووصف مدافع برشلونة، جيرارد بيكيه، ليفاندوفسكي بأنه واحد من أصعب المهاجمين الذين لعب أمامهم خلال مسيرته الكروية، قائلاً، إنه «يستطيع اللعب بكلتا القدمين، كما أنه يجيد ألعاب الهواء. إنه أمر صعب للغاية عندما تراقب لاعباً يمكنه القيام بأي شيء».
ورغم أن كريم بنزيمة يقود خط هجوم ريال مدريد منذ عشر سنوات، فإنه نادرا ما كان حاسما في فوز الفريق بأي لقب. وكان المهاجم الفرنسي يقاتل دائماً من أجل حجز مكان له في التشكيلة الأساسية للنادي الملكي، ويعمل جاهداً على ألا يفقد مكانه لصالح أحد اللاعبين الجدد الذين يضمهم النادي. وفي الحقيقة، يعد هذا دليلاً على قوة إرادته وتقديمه لأداء جيد على مدار فترات طويلة. وخلال الموسم الحالي، يعد بنزيمة هو أفضل لاعب في خط هجوم ريال مدريد، الذي ما زال في مرحلة إعادة هيكلة بعد رحيل رونالدو والتعاقد مع لاعبين جدد.
ومن بين هؤلاء اللاعبين الجدد النجم البلجيكي إيدن هازارد، الذي وصف بنزيمة بأنه «أفضل مهاجم في العالم». وسجل بنزمية تسعة أهداف في الدوري الإسباني الممتاز هذا الموسم، أي أكثر من عدد الأهداف التي سجلها كل من هازارد وغاريث بيل وفينيسيوس جونيور ورودريغو وإيسكو وخاميس رودريغيز معا. وأشاد المدير الفني لريال مدريد، زين الدين زيدان، بمواطنه الفرنسي وقال: «أي شخص يحب كرة القدم سوف يحب بنزيمة».
وينطبق هذا المبدأ أيضا على كل من فاردي وإيموبيلي وليفاندوفسكي، لأنهم يملكون كل القدرات والإمكانيات التي تتطلبها كرة القدم الحديثة؛ القوة البدنية والذكاء الكروي ومواصلة التألق لفترات طويلة والرغبة الدائمة في التطور. وفي النهاية، يجب أن نؤكد على أن اللاعبين الذين يلعبون في مركز رأس الحربة الصريح لم يتمكنوا من البقاء فحسب رغم تغير طرق اللعب والخطط التكتيكية، لكنهم تمكنوا أيضا من التطور للأفضل.


مقالات ذات صلة

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

رياضة سعودية السعودية سجلت نفسها وجهة عالمية للأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

خلال الأعوام العشرة المقبلة، ستكون السعودية على موعد مع استضافة كأس آسيا 2027، ومن ثم استضافة كأس العالم 2034، واستضافة دورة الألعاب الآسيوية «آسياد 2034».

فهد العيسى (الرياض)
رياضة عالمية الألماني هانز فليك مدرب برشلونة (إ.ب.أ)

فليك: تركيز برشلونة ينصب على ليغانيس

قال هانز فليك، مدرب برشلونة، السبت، إن فريقه يوجه كل تركيزه إلى مباراة ليغانيس المقررة الأحد.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد (إ.ب.أ)

سيميوني: لو نورمان سيحصل على فرصة المشاركة مع أتلتيكو

قال دييغو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد، السبت، إن روبن لو نورمان سيحصل على فرصة اللعب لفترات أطول.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية الإسباني لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي (أ.ف.ب)

إنريكي: أقدّم أفضل موسم في مسيرتي

أصر الإسباني لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي، السبت، على أنّ الأرقام تؤكد أنّه يخوض «الموسم الأفضل» في مسيرته.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية باولو فونسيكا مدرب ميلان يواصل مهاجمة لاعبيه (أ.ف.ب)

فونسيكا: على لاعبي ميلان الارتقاء لمستوى النادي العريق

قال باولو فونسيكا، مدرب ميلان، اليوم (السبت)، إن لاعبي الفريق بحاجة إلى تحسين نهجهم وموقفهم والارتقاء إلى مستوى التاريخ العريق للنادي.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».