تواصلت الاضطرابات الأمنية في العراق اليوم (الأربعاء) على خلفية المظاهرات الاحتجاجية في بغداد و9 محافظات أخرى لليوم الـ34 على التوالي، وسط انتشار كبير لقوات مكافحة الشغب. وفي الموازاة، أكد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي أن الدولة لا يمكنها أن تبقى مكتوفة اليدين أمام حالات قطع الطرق والتهديد وتعطيل الدراسة والجامعات محذرا من صدام أهلي خطير إذا انهار النظام العام في البلاد.
ميدانياً، قال شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية إن محافظات البصرة والناصرية والمثنى والديوانية وكربلاء والنجف وبابل وساحتي التظاهر في بغداد شهدت الليلة الماضية انتشاراً كبيراً لقوات مكافحة الشغب على خلفية الاضطرابات الأمنية وقطع الطرق والجسور بالإطارات وشل الحركة بشكل شبه كامل وإغلاق الطرق مع المحافظات المجاورة.
وأوضح الشهود أن الاستقرار الأمني عاد إلى محافظة بابل بعد ليلة صاخبة شهدت مصادمات بين القوات العراقية والمتظاهرين، واستخدمت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع حتى منتصف الليلة الماضية لتفريق المتظاهرين، فأُصيب نحو 40 متظاهراً بحالات اختناق لاستنشاقهم الغازات.
وتواصلت الاحتجاجات طوال الليلة الماضية في شوارع مدينة كربلاء ورافقها استخدام الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة 20 متظاهراً بحالات اختناق، واعتقال عدد من المتظاهرين وإغلاق الطرق الرئيسية المؤدية إلى المدينة.
وأشار الشهود إلى أن مدينة النجف شهدت إحراق إطارات وإغلاق طرق وجسور وتوقف الحياة في أغلب دوائر الدولة والمدارس الحكومية والأهلية والكليات في ظل انتشار كثيف للقوات الأمنية، فيما شوهد تدفق أعداد كبيرة من المتظاهرين إلى ساحة الصدرين المكتظة بالمتظاهرين.
وشهدت محافظات البصرة والناصرية والمثنى والديوانية وواسط اضطرابات وإغلاقا شبه تام للطرق والجسور، وخاصة تلك المؤدية إلى حقول إنتاج النفط الخام وموانئ أم قصر والزبير التجارية والطرق الداخلية.
وتشهد ساحات التظاهر في بغداد حالة من الهدوء الحذر وبخاصة في ساحة حافظ القاضي التي تشهد بشكل متقطع أعمال عنف بين القوات الأمنية ومتظاهرين تصل في بعض الأحيان حتى ساحة الوثبة المجاورة لها وسط بغداد، في حين يسود الاستقرار التام ساحتي التحرير والخلاني.
وقُتل متظاهران (الثلاثاء) في كربلاء ووسط بغداد، وذكرت مصادر حكومية عراقية أن محافظات كربلاء والمثنى والناصرية أعلنت تعطيل الدوام الرسمي حتى يوم (الأحد) المقبل على خلفية الاضطرابات الأمنية واتساع رقعة العنف في شوارع هذه المحافظات.
وقال عبد المهدي في كلمة له خلال جلسة مجلس الوزراء التي عقدت أمس (الثلاثاء) ووزعت فقرات منها اليوم (الأربعاء) إن «الناس تريد أن تعود إلى مصالحها لأنها تضررت كثيرا، والدولة لا يمكن أن تبقى مكتوفة اليدين أمام مثل هذه الأمور وإلا سينهار النظام العام، وإذا انهار النظام العام فهذه خسارة للجميع لأنه سيحدث صِدام أهلي خطير» . وأضاف أن «التغيير لا يجري عن طريق التهديد ومنع شركات النفط والموانئ من العمل وتعطيل الدراسة والجامعات وقطع الطرق».
احتجاجات واضطرابات في العراق لليوم الـ34... وعبد المهدي يحذّر من صدام أهلي
احتجاجات واضطرابات في العراق لليوم الـ34... وعبد المهدي يحذّر من صدام أهلي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة