في أول اتصال من نوعه منذ إعلان الجيش الأميركي مؤخراً أنه فقد «طائرة مسيرة» فوق الأراضي الليبية، نقل وفد أميركي رفيع المستوى إلى المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي، مخاوف إدارة بلاده من «التدخلات الروسية في الأزمة الليبية»، كما طرح الوفد بوادر ما يمكن عده وساطة أميركية بين حفتر وحكومة «الوفاق» التي يترأسها فائز السراج في العاصمة طرابلس.
وقال بيان أصدرته وزارة الخارجية الأميركية في ساعة مبكرة من صباح أمس إن مسؤولين أميركيين اجتمعوا، الأحد الماضي، بالمشير حفتر، في ظل سعي واشنطن للضغط عليه لإنهاء الهجوم الذي بدأه في الرابع من شهر أبريل (نيسان) الماضي للسيطرة على العاصمة طرابلس، الخاضعة لحكومة السراج المعترف بها دولياً.
وطبقاً للبيان، فإن الوفد الذي ضم نائب مستشار الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فيكتوريا كوتس، والسفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، والنائب الأول لمساعد وزير الخارجية للشؤون الدولية في وزارة الطاقة الأميركية ماثيو زايس، والعميد ستيفن ديميليانو نائب مدير الاستراتيجية والمشاركة في القيادة الأميركية العاملة في أفريقيا (أفريكوم)، قد ناقش مع حفتر الخطوات الرامية إلى وقف الأعمال القتالية، والحل السياسي للصراع الليبي.
وبحسب البيان، فقد أكد المسؤولون «دعم الولايات المتحدة الكامل لسيادة ليبيا وسلامتها الإقليمية»، وأعربوا عن قلقهم البالغ «إزاء استغلال روسيا للصراع على حساب الشعب الليبي»، لافتاً إلى أن ما وصفه بـ«المناقشات الصريحة» تعتمد على المحادثات الأخيرة مع المسؤولين المقيمين في طرابلس، بهدف إرساء أساس مشترك للتقدم بين الطرفين بشأن القضايا التي تفرق بينهما، وذلك في سياق التحرك صوب وقف إطلاق النار.
وبعدما قال إن هذا يشمل «الجهود الملموسة لمعالجة الميليشيات والعناصر المتطرفة، وتوزيع الموارد بحيث يستفيد منها جميع الليبيين»، أشار البيان إلى أن الولايات المتحدة حثت الطرفين على اغتنام هذه الفرصة لبناء مستقبل آمن مزدهر لليبيا.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد دعت حفتر، منتصف الشهر الماضي، إلى إنهاء هجومه، وذلك عقب زيارة قام بها وزراء من حكومة طرابلس إلى واشنطن، على خلفية ما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» مطلع الشهر الحالي، من أن نحو 200 مقاتل روسي من مجموعة «واغنر»، بينهم قناصة، وصلوا إلى ليبيا مؤخراً. لكن موسكو نفت هذه المعلومات «بشكل قاطع»، على حد تعبير نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، الذي أكد أن روسيا «تعمل بما يخدم مصالح عملية السلام في ليبيا»، فيما وصف رئيس لجنة الاتصال الروسية في طرابلس ليف دينغوف التقرير بأنه «غير صحيح مطلقاً».
بيد أن اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني، قد كشف مؤخراً في تصريحات صحافية النقاب للمرة الأولى عن وجود خبراء فنيين روس لمساعدة قوات الجيش على صيانة الأسلحة الروسية التي بحوزتها، نافياً وجود مقاتلين روس على الأرض أو في صفوف قوات الجيش.
إلى ذلك، نفى وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد أن تكون الزيارة التي قام بها فائز السراج إلى المنامة قد ناقشت الوضع العسكري في العاصمة طرابلس، خلافاً لما أعلنه السراج في بيان رسمي وزعه مكتبه قبل يومين.
وقال الوزير، في تغريدة له عبر موقع «تويتر» أول من أمس، إن السراج «يقوم بزيارة خاصة لمملكة البحرين، ولم يكن هناك جدول أعمال لأي مواضيع سياسية»، مؤكداً في المقابل أن «مملكة البحرين ملتزمة بموقفها الثابت بعدم التدخل في شؤون الدول الشقيقة والصديقة».
وبدوره، عد رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي أن «الخيار العسكري لا يؤدي إلى السلم في ليبيا»، ووصفه بأنه «خيار يهدد بزعزعة أكبر للاستقرار في هذه المنطقة»، وقال في تصريحات نقلتها وكالة «أكي» الإيطالية إنه لن يدخر جهداً في مواصلة العمل من أجل هدف الحل السياسي.
ومع أنه أوضح أن ألمانيا تعمل بجد لعقد مؤتمر برلين حول الأزمة الليبية، الذي لم يحدد له موعد بعد، فقد كشف كونتي النقاب عن أنها تواجه في المقابل صعوبات في جمع كل الجهات الفاعلة حول الطاولة، التي هي أيضاً أجنبية، ويمكنها المساهمة في حل النزاع الليبي.
وفد أميركي ينقل لحفتر مخاوف واشنطن من «التدخل الروسي» في ليبيا
البحرين تنفي بحث أي «مواضيع سياسية» خلال زيارة السراج
وفد أميركي ينقل لحفتر مخاوف واشنطن من «التدخل الروسي» في ليبيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة