بالفيديو والصور... شاب من غزة يتحدى الجاذبية

محمد الشنباري يقدم فن التوازن (أ.ب)
محمد الشنباري يقدم فن التوازن (أ.ب)
TT

بالفيديو والصور... شاب من غزة يتحدى الجاذبية

محمد الشنباري يقدم فن التوازن (أ.ب)
محمد الشنباري يقدم فن التوازن (أ.ب)

عندما يرى محمد الشنباري (24 عاما) شيئا جديدا، يحاول العثور على نقطة توازن له، والتي تجعله يقف بطريقة تتحدى الجاذبية.
الشنباري هو شاب فلسطيني يحاول أن يحقق توازن الأشياء بشكل فني، بحيث توضع فوق بعضها دون أن تسقط، مثل شاشة تلفزيون على زجاجة، وفقا لما قاله لوكالة «أسوشييتد برس».
في ساحة منزله بشمال غزة، يقف الشنباري على إحدى ساقيه، وفي يديه عبوات وشاشة تلفزيون وزجاجة، في محاولة لتحدي الجاذبية.

يقول الشنباري: «كل ما تريد معرفته هو نقطة الارتكاز الخاصة بالشيء. عندما أفعل ذلك، أشعر بشيء لا يوصف»، قال ذلك بعد أن ثبت أربع علب على إطار خشبي معلق على شجرة.
ويتابع الشنباري، وهو أيضا مدرب لياقة بدنية، أن له أسلوب حياة صحيا يساعد على تطوير «التركيز الكبير» لتحقيق التوازن المطلوب للأشياء ببطء.

وكان الشنباري قد بدأ منذ عام في تقليد الفنان الكوري نام سوك بيون، من خلال فيديو عبر «يوتيوب»، والذي يشتهر أيضا بتثبيت الأشياء في تحدٍّ للجاذبية، وكان مفتونا بالطريقة التي ثبت بها بيون طبقات من الصخور والحصى، وقد حاول محاكاة الفنان الكوري في عدة مرات.
لا يتوقف طموح الشنباري، إذ قال: «أريد تحقيق التوازن بين الأشياء الأكبر مثل الغسالة أو الثلاجة».



التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)
ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)
TT

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)
ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لوكالة «ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة غامرة. وقالت عالِمة الفلك الملكية في اسكوتلندا، البروفيسورة كاثرين هيمانز، لـ«بي بي سي»: «أحبُّ المجرّة البراقة والمتألِّقة بأضواء عيد الميلاد، كأنّ هذه ما كان عليه الكون وهو يبلغ من العمر 600 مليون عام فقط». تُظهر الصورة 10 كرات من النجوم بألوان مختلفة، تبدو مثل زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون. وهذه المرّة الأولى التي شاهد فيها العلماء كتلاً من النجوم تتجمَّع لتُشكل مجرّة مثل «درب التبانة»، فأطلقوا على المجرّة البعيدة اسم «اليراعة المتألّقة»، لتشابُهها أيضاً مع سرب من اليراعات متعدِّد اللون.

من مداره في الفضاء، من دون عوائق من الغلاف الجوّي للأرض، أظهر لنا أقوى تلسكوب على الإطلاق، مزيداً من المجرّات الأبعد، وبالتالي الأقدم؛ لكنها ليست مثل مجرّتنا في المراحل المُبكرة من التشكيل. ووفق الدكتورة لاميا ماولا، من كلية «ويليسلي» في ماساتشوستس، المُشاركة في قيادة البحث، فإنّ «البيانات الخاصة بما حدث في هذه المرحلة من الكون ضئيلة جداً». وأضافت: «هنا نُشاهد مجرّة وهي تتشكَّل حجراً بحجر. فالمجرّات التي نراها عادة حولنا تشكَّلت بالفعل، لذا فإنها المرّة الأولى التي نشهد فيها هذه العملية».

ووصفت البروفيسورة هيمانز، عالِمة الفلك الملكية في اسكوتلندا، والمستقلّة عن فريق البحث، الاكتشاف بأنه «رائع، ومهمّ علمياً وبالغ الاحتفاء»؛ وقالت: «مدهش أن يبني البشر منظاراً يتيح التطلُّع إلى الماضي البعيد جداً، فنرى هذه المراحل الوليدة جداً من المجرّة بطريقة احتفالية جميلة كهذه».

لغز الكون وعجائبه (ناسا)

وتختلف ألوان العناقيد النجمية باختلاف مراحل تكوينها، وفقاً للدكتورة ماولا: «إنها جميلة لأنّ الحياة الباكرة للمجرّة نشطة جداً. نجوم جديدة تولد، ونجوم ضخمة تموت، وكثير من الغاز والغبار حولها، وكثير من النيتروجين والأكسجين... بسبب الحالة التي هي فيها، تتراءى هذه الألوان الجميلة». عندما صادفت ماولا المجرّة، لم ترَ قط كتلاً من النجوم بمثل هذه الألوان الزاهية والمتنوّعة. قادها ذلك للاعتقاد بأنّ ثمة شيئاً مختلفاً حول هذا النظام، لذا تحقّقت من مدى بُعد ذلك. لدهشتها تبيَّن أنه يبعد أكثر من 13 مليار سنة ضوئية.

النور الآتي من «اليراعة المتألّقة» استغرق أكثر من 13 مليار سنة ليصل إلينا. صغير جداً وبعيد جداً، حدَّ أنه لم يكن بإمكان تلسكوب «جيمس ويب» رؤيته، لولا حظوظ المصادفة الكونية. وكان هناك تجمّع من المجرّات بين «اليراعة المتألّقة» وتلسكوب «جيمس ويب»، شوَّهت الزمكان لتمدُّد الضوء من المجرّة البعيدة، وتعمل بفعالية مثل عدسة مكبرة عملاقة.

يٌسمّي علماء الفلك هذه العملية «عدسة الجاذبية»، التي، في هذه الحالة، مكَّنت الباحث المُشارك الدكتور كارثيك أيير من جامعة «كولومبيا» في نيويورك، وأعضاء آخرين من الفريق، من أن يروا للمرّة الأولى، تفاصيل مذهلة لكيفية تكوُّن المجرّات الأولى مثل مجرتنا «درب التبانة». وقال: «إنها تأخذ الضوء الآتي من اليراعة وتثنيه وتضخّمه حتى نتمكن من رؤيته بتفاصيل رائعة».