«وحدات حماية الشعب».. 30 ألف مقاتل كردي في مواجهة «داعش» والنظام

تأثرت بأفكار أوجلان.. و40% من عناصرها نساء

مقاتلون من وحدات حماية الشعب الكردي (أ.ب)
مقاتلون من وحدات حماية الشعب الكردي (أ.ب)
TT

«وحدات حماية الشعب».. 30 ألف مقاتل كردي في مواجهة «داعش» والنظام

مقاتلون من وحدات حماية الشعب الكردي (أ.ب)
مقاتلون من وحدات حماية الشعب الكردي (أ.ب)

تعرف «وحدات حماية الشعب» الكردية (واي بي جي)، التي تخوض معارك طاحنة ضد تنظيم داعش في مدينة كوباني السورية، نفسها على أنها «قوة أساسية» في غرب كردستان (سوريا) وتناضل من أجل تحقيق حرية جميع القوميات السورية وتنظم نفسها للوقوف في وجه أي تدخل خارجي وداخلي وتتطلع إلى الدفاع المشروع كمهمة أساسية لها.
وفيما تؤكد الوحدات، التي تأسست عام 2012، أنها «قوة عسكرية وطنية غير مرتبطة بأي قوة سياسية وتخضع لقرارات الهيئة الكردية العليا»، إلا أنه ينظر إليها بشكل عام على أنها الفرع العسكري لحزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي»، أحد أهم الأحزاب الكردية في سوريا. كما تنشط في المناطق التي تسكنها غالبية من الأكراد في سوريا وتحديدا شمال وشمال شرقي البلاد.
وتنظم الوحدات نفسها بإطار قيادة عامة وقيادات فرعية، والمؤسسة العليا لها هي المجلس العسكري الموسع المؤلف من 55 عضوا. وتنقسم إلى 3 أقسام، القوات المحترفة والقوات المقاومة والقوات المحلية. وللمرأة في التنظيم دور وحجم كبيران، ووفقا للنظام الداخلي يجب أن تبلغ الكوتة (الحصة) النسائية في وحدات حماية الشعب على الأقل 40 في المائة، وتنتظم النساء الكرديات بإطار «وحدات حماية المرأة»، التي تأسست منتصف عام 2012، وأصدرت حينها بيانا أكدت فيه أن «مقاتلاتها قاومن في الخنادق الأمامية بشجاعة بدءا من عفرين وإلى حلب وكوباني والجزيرة، ليكسرن النظرة التي كانت تحط من إمكانية المرأة في النضال».
وتسعى حكومات إقليمية بينها الحكومة التركية للتصويب على العلاقة التي تربط حزب «الاتحاد الديمقراطي» ومجموعة «وحدات حماية الشعب» مع حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا ومعظم الدول الغربية على أنه «تنظيم إرهابي». ولا ينفي حزب «الاتحاد الديمقراطي» وجود علاقات مع «العمال الكردستاني» وتقارب عقائدي معه. ويشير المتحدث باسمه نواف الخليل إلى أن الأغلبية من مقاتلي «وحدات حماية الشعب» ومحاربي «الاتحاد الديمقراطي» كانوا أعضاء في «العمال الكردستاني»، كما أن البرنامج الوطني للحزب يقوم على أفكار زعيمه المسجون في تركيا عبد الله أوجلان.
ويقول الخليل لـ«الشرق الأوسط»: «تركيا تحاول وباستمرار تشويه سمعتنا من خلال ربطنا بقضية إدراج العمال الكردستاني على لائحة الإرهاب، إلا أننا لسنا بصدد التبرؤ منه أو نفي أي علاقة به باعتبار أن علاقاتنا قائمة معه ومع غيره من الأحزاب الكردية».
وتتهم بعض أطياف المعارضة السورية الأكراد بكونهم أقرب إلى النظام السوري منهم إلى المعارضة خاصة بعد انسحاب الجيش السوري من المناطق الكردية في سوريا منتصف عام 2012، ورفض «وحدات حماية الشعب» السماح لمجموعات المعارضة المسلحة بمحاربة الجيش من المناطق الكردية.
ويستهجن الخليل المحاولات المتكررة للائتلاف الوطني السوري وتركيا وأطراف أخرى بالمعارضة السورية بالإيحاء بأن الأكراد أقرب إلى النظام السوري منهم إلى المعارضة، علما أنهم ومنذ استيلاء حزب البعث على السلطة كانوا يعارضونه. وتساءل في تصريح لـ«الشرق الأوسط» قائلا: «في 2012 طردنا عناصر النظام من المناطق الكردية في حين سقط أكثر من شهيد من وحدات حماية الشعب في حلب وغيرها من المناطق في مواجهات مع النظام، فكيف نكون أقرب إليه؟»
ويأسف الخليل لإعطاء الائتلاف ذرائع لتنظيم داعش للهجوم على كوباني من خلال اتهامه الأكراد بنسج علاقة معينة مع النظام. ورجحت «مجموعة الأزمات الدولية» (مركز أبحاث) في بداية العام الحالي أن تكون «وحدات حماية الشعب» تدفع رواتب شهرية تبلغ نحو 150 دولارا لما بين 25 و30 ألف مقاتل، وأوضح تقرير المجموعة أن المقاتلين يتلقون 3 أشهر من التدريبات في واحد من 9 أكاديميات عسكرية تتوزع على المناطق الكردية الثلاث في سوريا هي الجزيرة وكوباني وعفرين.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.