قوانين قيد الصدور تقضي بحل حزب الإسلاميين وتفكيك نظام البشير

تتضمن إلغاء عقوبتي الجلد والإعدام للقصّر ومن بلغ السبعين

TT

قوانين قيد الصدور تقضي بحل حزب الإسلاميين وتفكيك نظام البشير

تتوقع الأوساط السياسية السودانية صدوراً وشيكاً لقوانين يتم بموجبها حل «حزب المؤتمر الوطني» وتفكيك نظام الإنقاذ، وضعتها وزارة العدل على منضدة الهيئة التشريعية «المؤقتة» المكونة من مجلسي السيادة الوزراء. وأجرت وزارة العدل تعديلات على مسودة القوانين التي أعدتها لجنة قانونية تابعة لقوى إعلان الحرية والتغيير، تحت اسم «قانون تفكيك نظام الإنقاذ»، بعد أن أجرت تعديلات على مسودة القانون التي أعدتها لجنة مختصة من قوى إعلان الحرية والتغيير، تحت اسم «قانون تفكيك نظام الإنقاذ»، و«قانون التعديلات المتنوعة»، قبل أن تسلمها لمجلسي السيادة والوزراء للإجازة.
وقال القيادي في قوى إعلان الحرية والتغيير، خالد عمر، لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن وزارة العدل أجرت تعديلات على النسخة المقدمة من اللجنة القانونية، ووضعت مقترح القانون على منضدة أول اجتماع لمجلسي السيادة والوزراء، للإجازة الوشيكة. وأعطت الوثيقة الدستورية الحاكمة للفترة الانتقالية، سلطة التشريع لمجلسي السيادة والوزراء يمارسانها في اجتماع مشترك، قبل تكوين «المجلس التشريعي»، والذي تم تأجيل تشكيله بانتظار محادثات السلام الجارية بين الحكومة الانتقالية والحركات المسلحة المنضوية تحت لواء الجبهة الثورية، والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو، وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور.
وأعطت الوثيقة الدستورية تحقيق السلام الشامل في البلاد أولوية قصوى، وتم تحديد فترة 6 أشهر يتم فيها توقيع اتفاقية سلام، ومن المنتظر أن تستأنف مفاوضات السلام في مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) المقبل. ونصت مسودة «مشروع قانون تفكيك نظام الإنقاذ لسنة 2019»، على أن نظام الإنقاذ مقصود به ما ترتب على الانقلاب العسكري في 30 يونيو (حزيران) 1989، واستمر حتى أبريل (نيسان) 2019 لحظة إسقاطه بالثورة الشعبية السلمية.
ويعرف القانون رموز النظام المعنيين بالمحاسبة وفقا لنصوصه، بأنهم كل من شغل منصبا في مجلس قيادة الانقلاب، أو مجلس شورى حزب المؤتمر الوطني ومجلسه القيادي، أو كان رئيساً للجمهورية بالإضافة لنوابه ومساعديه ووزرائه، أو أعضاء المجالس التشريعية الاتحادية والولائية، أو كان مديرا لجهاز الأمن، أو رئيسا للقضاء أو نقيبا للمحامين، أو عضوا بالمحكمة الدستورية، إبان نظام الإنقاذ.
ونص القانون على تكوين لجنة باسم «لجنة تفكيك نظام الإنقاذ»، وتتكون من 13 عضواً يترأسها عضو بمجلس السيادة، وينوب عنه عضو في مجلس الوزراء، إضافة إلى ممثلين عن الوزارات المعنية والبنك المركزي. كما وينتظر إجازة مشروع «قانون التعديلات المتنوعة»، وينص على إلغاء المواد المقيدة للحريات من القوانين السائدة في البلاد، وإجراء تعديلات على القانون الجنائي، والنقابات، والأمن الوطني، والمرور، جوازات السفر والهجرة.
وألغيت بموجب «مسودة القانون» عقوبة الجلد، كما ألغى عقوبة الإعدام لمن تجاوز السبعين من العمر «عداء جرائم القصاص»، ومن لم يبلغ الثامنة عشرة من العمر. وبحسب تصريحات صحافية، ينتظر أن يعالج قانوني «التعديلات المتنوعة» و«تفكيك نظام الإنقاذ» الموانع القانونية المفروضة بموجب القوانين السارية التي تحول دون محاسبة رموز النظام المعزول، وتكرس تقييد الحريات.
ويطالب الثوار والمواطنون بتفكيك نظام الإنقاذ وتسريعه، ومحاسبة فساده ورموزه، ويعتبرونها خطوة مهمة لاستقرار ونجاح الفترة الانتقالية في البلاد.
وشرعت النيابة العامة السودانية في التحقيق مع مدبري انقلاب الإنقاذ، وألقت القبض على عدد من المدنيين الإسلاميين وبعض العسكريين، بتهم تقويض النظام الدستوري وهي تهمة عقوبتها الإعدام أو السجن المؤبد، وذلك وفقاً لمذكرة اتهام تقدم بها عدد من المحامين، وعلى رأسهم المحامي الراحل علي محمود حسنين. وعلمت «الشرق الأوسط» أن النيابة العامة كلفت لجنة قانونية لتولي الاتهام، فيما يتولى وكيل النيابة مهام التحري مع المقبوض عليهم، وأبرزهم خليفة الترابي «علي الحاج» والرئيس المعزول عمر البشير، ونائبه الأسبق علي عثمان محمد طه، ومساعده نافع علي نافع وآخرون.
من جهته وصل رئيس مجلس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك على رأس وفد رفيع المستوى صباح أمس الاثنين إلى دولة إريتريا في زيارة رسمية تستغرق يوماً واحداً. وذكرت وكالة السودان للأنباء (سونا) اليوم أن حمدوك اجتمع فور وصوله إلى أسمرا مع الرئيس الإريتري آسياس أفورقي، حيث أجريا محادثات تركزت على العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك. ويرافق حمدوك في زيارته وزراء شؤون مجلس الوزراء، والداخلية، والصناعة والتجارة، والتعليم العالي والبحث العلمي، والبنى التحتية والنقل، ومدير جهاز المخابرات العامة.
وقال السفير إبراهيم إدريس، في تصريحات صحافية نقلها موقع «الشروق» السوداني، إن زيارة عبد الله حمدوك تعتبر الأولى لإريتريا بعد تعيينه رئيساً للوزراء، مشيراً إلى أن اللقاء الذي سيجمع رئيس الوزراء بالرئيس الإريتري سيناقش العلاقات الثنائية بين البلدين، وتسهيل حركة النقل والتجارة، فضلاً عن مناقشة مساهمة إريتريا في دفع عملية السلام وتحقيق الاستقرار بالسودان. وأكد دعم بلاده للحكومة الانتقالية الجديدة بالسودان، من أجل عبوره إلى بر الأمان.



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».