عاد الهدوء الحذر ليسود منطقة عين عيسى بريف الرقة الشمالي أمس الأحد، بعد المعارك العنيفة يوم السبت، والاستهداف الجوي التركي صباح أمس، عبر طائرات مسيرة تركية لمخيم عين عيسى وقرى أخرى بالمنطقة.
وشهدت المنطقة انسحاب الفصائل الموالية لتركيا من جميع المواقع التي تقدمت إليها على مشارف عين عيسى، حيث انسحبت من المخيم وصيدا والمعلك ومواقع أخرى في المنطقة كانت قد سيطرت عليها عبرها هجومها العنيف الذي بدأته صباح أمس السبت، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن الفصائل انسحبت لمسافة 2 كلم عن بلدة عين عيسى شمال مدينة الرقة، وذلك بعد استهدافات مكثفة من قبل قوات سوريا الديمقراطية بالإضافة لنجاح المفاوضات بين الجانبين الروسي والتركي، لسحب عناصر الفصائل الموالية لتركيا «الجيش الوطني» إلى مسافة 2 كم شمال قرى صيدا والمعلك التي سيطرت عليها الفصائل الموالية لتركيا صباح أمس.
ونص الاتفاق في 16 نوفمبر (تشرين الثاني)، بحسب مصادر، على انسحاب الفصائل الموالية لتركيا من بعض القرى حتى الحد الأخير لرأس العين، وكذلك الانسحاب من الطريق الدولي M4. وانتشار قوات النظام في تلك المناطق.
وكانت الفصائل تمكنت من التقدم والسيطرة على مواقع عدة في مشارف عين عيسى يوم أول من أمس، أبرزها السيطرة على المخيم الذي يبعد مئات أمتار قليلة من البلدة. ووثق المرصد السوري خسائر بشرية في صفوف الطرفين جراء القصف الجوي والبري المكثف والمعارك العنيفة، وقضى 13 مقاتلا من الفصائل الموالية لأنقرة، كما قضى 6 مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية، وكان عدد القتلى مرشحا للارتفاع لوجود جرحى من الطرفين بعضهم في حالات خطرة.
وكان الجنرال كينيث ماكنزي قائد القيادة المركزية الأميركية، قد قال يوم السبت، إنه من المتوقع أن يستأنف نحو 500 جندي أميركي في شرق سوريا العمليات ضد تنظيم داعش في الأيام والأسابيع المقبلة بحسب (رويترز).
وفقد التنظيم جميع الأراضي تقريبا التي كان يسيطر عليها في سوريا وقتلت القوات الأميركية زعيمه أبو بكر البغدادي الشهر الماضي، لكن التنظيم الذي سيطر في وقت من الأوقات على ثلث سوريا والعراق المجاور ما زال يمثل خطرا.
وصدمت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب حلفاء الولايات المتحدة في ديسمبر (كانون الأول) عندما قالت إن واشنطن ستسحب جميع قواتها من سوريا. لكنها قالت في وقت لاحق إنها قررت الاحتفاظ بقوة في الجزء الشمالي الشرقي من البلاد وإنها ستركز على منع التنظيم من إعادة تجميع صفوفها في المنطقة ومهاجمة حقول النفط فيها.
وقال ماكنزي للصحافيين على هامش قمة حوار المنامة الأمني في البحرين «الآن لدي نحو 500 فرد أميركي بشكل عام شرقي نهر الفرات وإلى الشرق من دير الزور حتى الحسكة، في الشمال الشرقي حتى أقصى شمال شرقي سوريا».
وأضاف «تنصرف نيتنا إلى البقاء في هذا الوضع والعمل مع شركائنا من قسد (قوات سوريا الديمقراطية) لمواصلة عملياتنا ضد «داعش» حتى آخر وادي نهر الفرات حيث توجد هذه الأهداف».
وبدأت تركيا ثم أوقفت هجوما ضد وحدات حماية الشعب الكردية وهي المكون الرئيسي في قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة والتي ساعدت واشنطن في هزيمة التنظيم. وتقول تركيا إن وحدات حماية الشعب منظمة إرهابية تربطها صلات بمسلحي حزب العمال الكردستاني الذين ينشطون في الأراضي التركية.
وقالت روسيا الداعم الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد الأسبوع الماضي إنها تقوم أيضا بنشر المزيد من الشرطة العسكرية الروسية في شمال شرقي سوريا وتقيم مستشفيات ميدانية للمدنيين وتوزع مساعدات إنسانية وتعيد بناء البنية التحتية.
هدوء حذر في عين عيسى بعد انسحاب الفصائل الموالية لتركيا
هدوء حذر في عين عيسى بعد انسحاب الفصائل الموالية لتركيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة