يعد إعراب الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن دعمه لاستقالة حليفه المقرّب المحتملة أول تأكيد علني بأن وزير الخارجية مايك بومبيو يفكّر في خوض المنافسة للوصول إلى مجلس الشيوخ في ولايته كنساس. وبومبيو، الذي يتجنّب دائماً إزعاج ترمب، قليل التصريحات بشأن مسعاه للترشح لمجلس الشيوخ رغم أن الأمر بات شبه مؤكد؛ نظراً لزياراته المتكررة لكنساس ومقابلاته الدورية مع وسائل الإعلام في الولاية.
وأكد ترمب الجمعة أنه سيدعم بومبيو إذا استقال من أجل الترشّح لمجلس الشيوخ.
وخلال مقابلة أجرتها معه شبكة «فوكس نيوز»، ذكر ترمب أن وزير الخارجية قال له «انظر، أفضّل البقاء حيث أنا»، لكنه أكد له أنه «يحب كنساس». وقال ترمب: «إذا اعتقدت أن هناك احتمالا بأن يخسر (الحزب الجمهوري) هذا المقعد، فأعتقد أنه سيقوم بذلك وسيحقق فوزاً كاسحاً لأنهم يحبونه في كنساس». وتعد كنساس ولاية جمهورية تقليدياً ولم تنتخب ديمقراطياً في مجلس الشيوخ منذ عام 1932. وفي سبتمبر (أيلول) برز بومبيو كسيّد السياسة الخارجية الأميركية بعد مغادرة مستشار ترمب للأمن القومي جون بولتون، الذي كان يعد عرّاب المناورات داخل واشنطن. لكن نجاح بومبيو البالغ من العمر 55 عاماً في الوصول إلى مجلس الشيوخ سيضمن نوعاً من استمرارية نفوذه بغض النظر عن فوز ترمب أم لا العام المقبل أو حتى إذا غيّر الرئيس المتقلّب موقفه تجاهه. ويُنظر إلى بومبيو، وهو مسيحي إنجيلي كان عضواً في الكونغرس له جذور في حزب الشاي الشعبوي، على أنه يطمح للترشح بنفسه للرئاسة سنة 2024. وهناك كذلك ملف الفضيحة المرتبطة بأوكرانيا.
وتعرّض بومبيو، الذي صوّر نفسه على أنه مدافع عن وزارة الخارجية عندما وصل إلى السلطة في مارس (آذار) 2018 إلى انتقادات واسعة لعدم دفاعه عن الدبلوماسيين الذين كانوا على صلة بالفضيحة. ورفض بومبيو مثلاً تقديم أي دعم للدبلوماسية ماري يوفانوفيتش التي أقالها ترمب من منصبها كسفيرة إلى كييف، وانتقدها خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وهاجمها على «تويتر» عندما مثلت أمام الكونغرس خلال جلسة استماع علنية. وتورّط بومبيو شخصياً بشكل متزايد في الفضيحة، إذ أقر أنه كان طرفاً في اتصال 25 يوليو (تموز) الذي طلب ترمب خلاله «خدمة» من الرئيس الأوكراني، وكان محور التحقيق الجاري باتجاه عزله.
واتّهم الكاتب الصحافي المعروف توماس فريدمان بمقال نشر في «نيويورك تايمز» بومبيو بالفشل في الاستفادة من الدروس التي تعلمها في أكاديمية «ويست بوينت» العسكرية النخبوية التي تخرّج فيها الدبلوماسي وكان الأول على دفعته. وكتب فريدمان «لا يمكنني إلا الافتراض بأن بومبيو رسب أو تخلى عن حضور (جميع الدروس) عندما نشاهد سلوكه الجبان والحقير كقائد وزارة الخارجية. لن أرغب في حياتي بأن أكون في الخندق نفسه مع هذا الرجل». وذكرت شبكة «إن بي سي نيوز» نقلاً عن مصادر لم تسمها مؤخراً أن الفضيحة تسببت بخلاف كذلك بين بومبيو وترمب، إذ انتقد الأخير عدم منع الوزير مسؤولي وزارة الخارجية من الإدلاء بشهاداتهم في جلسات الاستماع العلنية في الكونغرس بشأن القضية. لكن ترمب أشار إلى أن بومبيو لا يزال يحظى بدعمه إذ قال في مقابلة «فوكس نيوز» إن «مايك أدى وظيفته بشكل مذهل».
وقال بومبيو الجمعة إن الولايات المتحدة «تدين بشدة» اتهامات نظام كاسترو ضد مارا تيكاش، القائمة بالأعمال في السفارة الأميركية في هافانا. ونقلت وكالة أنباء «بلومبرغ» عن بومبيو قوله في بيان إن «النظام شن هذه الاتهامات التي لا أساس لها ضدها في محاولة لإلهاء المجتمع الدولي عن معاملته السيئة للغاية للشعب الكوبي». وكانت كوبا اتهمت مارا تيكاش بالعمل مع خوسيه دانيل فيرير، زعيم إحدى جماعات المعارضة.
بومبيو قد يخوض المنافسة لدخول مجلس الشيوخ بدعم من ترمب
بومبيو قد يخوض المنافسة لدخول مجلس الشيوخ بدعم من ترمب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة