اتهام فلسطيني لواشنطن بالتشجيع على التوسّع في الاستيطان

TT

اتهام فلسطيني لواشنطن بالتشجيع على التوسّع في الاستيطان

اتهم تقرير فلسطيني رسمي الإدارة الأميركية بمساعدة إسرائيل في إصدار قرارات حول الاستيطان تمهد لمزيد من الأنشطة الاستيطانية والتوسع في الضفة الغربية.
وقال تقرير للمكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن الإدارة الأميركية اتخذت سلسلة من القرارات والإجراءات لدعم إسرائيل؛ مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وإغلاق «مكتب بعثة منظمة التحرير الفلسطينية» في واشنطن، ووقف دعم وكالة الأمم المتحدة المختصة باللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، والاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة.
وأضاف التقرير أنه في الوقت الذي يجمع فيه العالم على أن النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية، مخالف للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن الولايات المتحدة لم تعد تصنف المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة باعتبارها مخالفة للقانون الدولي، وذلك في مسعى للتنصل من تعهدات سابقة، وتمهيداً لأنشطة استيطانية جديدة.
وأضاف التقرير: «تأتي الخطوة الأميركية عقب قرار المحكمة العليا للاتحاد الأوروبي الذي صدر الأسبوع الماضي وأقر وسم البضائع الإسرائيلية التي تنتج في المستوطنات المقامة في الأراضي المحتلة عام 1967، والتي يتم تصديرها إلى دول الاتحاد، وكأنه في السياق رد على قرار المحكمة الأوروبية». وتابع أن «الموقف الأميركي الجديد كان قد سبقته خطوات إسرائيلية تمهيدية بهذا الشأن، حيث سن الكنيست الإسرائيلي في السادس من فبراير (شباط) 2017، قانون شرعنة الاستيطان (قانون تنظيم الاستيطان في يهودا والسامرة - 2017)، الذي يهدف فعلياً إلى مصادرة أراضي الفلسطينيين الخاصّة التي بُنيت عليها مستوطنات في مناطق الضفّة الغربيّة وتخصيصها للمستوطنين الإسرائيليين، كما أنه (الموقف الأميركي) كشف عن مخططات البناء الاستيطاني في القدس والمناطق المحيطة».
وأكد التقرير أيضاً أن من بين تلك المخططات «مخططاً يستهدف إيجاد امتداد بين القدس ومستوطنة معاليه أدوميم - منطقة الخان الأحمر، يمتد شرقاً إلى المنطقة (آي 1) ومخططات أخرى للبناء في أراضي مطار القدس (مطار قلنديا) وفي جفعات همطوس على أراضي بلدة بيت صفافا».
وأضاف التقرير: «يبلغ عدد الوحدات الاستيطانية المقرر إقامتها على هذه الأراضي آلاف الوحدات السكنية وهي تجتاز مراحل تنظيم مختلفة. ويتضمن مشروع جفعات همطوس بناء 2600 وحدة سكنية، منها 600 وحدة لتوسيع بلدة بيت صفافا، وقد صادقت اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء على هذه المخططات. ومخطط آخر ينتظر الضوء الأخضر في منطقة تسميها سلطات الاحتلال مبسيرت أدوميم، ويمتد المخطط على مساحة 12 دونماً وتنص المرحلة الأولى منه على بناء عشرات آلاف الوحدات السكنية. ويتضمن مخطط آخر توسيع مستوطنة النبي يعقوب شمال القدس، وذلك من خلال إضافة 2000 وحدة سكنية.
ويشكل هذا المخطط جزءاً من الاتفاق الرئيسي بين بلدية القدس وكل من وزارة المالية وسلطة تطوير المدينة. أما في منطقة قلنديا فتتناول المخططات تحويل منطقة المطار إلى حي سكني يتضمن هو الآخر آلاف الوحدات السكنية».
وتطرق التقرير إلى موافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على تفعيل مشروع القانون حول ضم غور الأردن لإسرائيل، بعد القرار الأميركي، حيث أكدت شارين هاسكل عضو الكنيست عن حزب «الليكود»، التي قدمت مشروع القانون، أن «القانون يحظى بالدعم الكامل من رئيس الوزراء»، وطلبت إعفاء مشروعها من فترة الانتظار الإلزامية، التي تصل إلى 6 أسابيع، ليصبح من الممكن التصويت عليه خلال أسبوع في اللجنة التنظيمية للكنيست.
وكان بومبيو أعلن مؤخراً أن بلاده لم تعد تعتبر المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة «غير متسقة مع القانون الدولي». وقال بومبيو: «بعد دراسة جميع جوانب النقاش القانوني بعناية، توافق هذه الإدارة... على أن (إقامة) مستوطنات إسرائيلية في الضفة الغربية لا يتعارض في حد ذاته مع القانون الدولي». ويعدّ الإعلان الأميركي تراجعاً عن رأي قانوني صدر عن الخارجية الأميركية عام 1978، يقضي بأن المستوطنات في الأراضي المحتلة «لا تتوافق مع القانون الدولي».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.